الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتوى مناخرة ... مبررة ام مقرره

محمد علي مزهر شعبان

2013 / 12 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


يا شيخ عبد العزيز بن الشيخ ، وكأنك ما افتيت ، ولم تعطل فتواك ما صيرتم من ديدن ، وألفت من مسلك ، وانتهكت من حرمة . الوقت قد مضى ، والطبع قد نحى ، والسجية الدموية ، والغريزة الذئبيه ذهبت بعيدا في اغوار انفسهم فهم لا ينصاعوا فأفة الشر في نفوسهم مقيمة لها دفق من دبيب ، فلم تطهرها بحور ، فالحقد والكره يغلي ويفور في صدور ليس لها قلب بل لسان وانياب افعى . سرحتم القطيع وانتشر في الفلاة ، مشحون بالفكر الغابي ، ولاذت الطبيعة البشرية الثكلى بعد ان أصبغتموها دماءا ، ونثرتم اجوائها اشلاءا . جاءت فتواكم ايها الشيخ وقد دنى منك شبح الموت ، وخطى باتجاهك رمسها ، هناك حيث في جعبتكم وورقة حسابكم الحمراء ، مئات الالوف من الضحايا تطالبكم بجزية ما عمل بهم فتاويكم السالفه .
اي فتوى وقد بلغ منكم هذا الوعي المفاجيء وعلى اي شاطيء دماء سيكون مرساه ؟ اي وعي هل هي اوامر من وصلت اليه فكرة ان العقاب من جنس العمل ، وسيصلى بذات ما فعل ؟ هل هي توبة تطهير ، بعد عبث نفس في قتل وتدمير ، فعلام لا توسم الزناة من صحبتكم بالتكفير ؟ يبدو ان بعر الجمل ، ريحه ريح المسك . هكذا يلتحق التاريخ بالتاريخ ليتواصل ، وما بين البعر ورائحة دماء الضحايا ، وكأن ذات النكهة في شم رئاتكم ، حين تنال الحتوف من الاجساد ، ويذبح الحمل الوديع بسكين الاوغاد .
ايها الشيخ من الملعون ودار سكنه النار ، من افتى من مشايخكم او النفر الضال من اتخذها سبيلا وذريعه ؟ حيث تقول : الذين يفجرون أنفسهم بالأحزمة الناسفة مجرمون عجلوا بأنفسهم لنار جهنم ....... اذن وحصاد الهشيم ، والنار التي التهمت الاجساد وجعلتها نثارا ورميم ، هل هؤلاء مقدمة أكباش فداء ، بعد أوبة حلت على فكركم بعد حين ؟ حيث تقول جنابكم : قتل النفس كبيرة من كبائر الذنوب، وأن الذين يقتلون أنفسهم بهذه النواسف هم قوم مجرمون عجلوا بأنفسهم لنار جهنم كونهم يقتلون أنفسهم ويدمرون غيرهم من البشر .
هل اقتربت شيخنا النار من ساقيك ، او من اؤلي الامر وراعيك ؟ هل خسرانكم التواجد والمواقع ، بعد ان اصفرت لعقيدتكم الدموية المنافع ، وبعد ان طرقت ضمير العالم صحوة ما انتجتم من مواجع ، شيخنا اي تبرير واي ذرائع ؟
فتوى واحده من فتاوي مشايخ مملكتكم من الديوك ، وعاظ السلاطين وخدم الملوك ، ستة وعشرون يحلون الدم العراقي عند تجمع للعمال ، او في روضة من رياض الاطفال ، او السائرين الى حيث زيارة سبط النبوة وابن امير مؤمنين الانجال . اي تقدير في حفيظتكم لجرم هذه الافعال ؟ تقول ايها الشيخ بعد انتفاء المفاد والمنال : ان هؤلاء مستخدمون لهلاك أنفسهم وهلاك المجتمع، كوسائل من أعداء الإسلام فتكوا بها بالشباب المسلم، مستهدفين في كل يوم مجموعة من الناس بهذا العمل السيئ ....
لقد تاخرت كثيرا ، والعلة في نفس المعتل . اهي صحوة ضمير ، ام ان ميزان القوى قد اختل ؟ ما بين هذا وذاك ذهبت الناس تتسائل : هل ارتوى العطش في انفسكم من الدماء ، هل الفشل على الارض فيما اردتم هدأ الغيلة ، ام خسران الوسيلة ؟ تبقى الاجساد المقتلوة ظلما يوم ميعاد ، سائلة عن حقها عند رب العباد . بأي ذنب قتلت ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته