الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أنت ؟!

جمال رفعت

2013 / 12 / 18
الادب والفن


من أنت ؟!

لا تسألني من أنت ؟!!
فهذا سؤال يضايقني و يشعرني بالعجز ، لأني لا اعلم من أنا . فهل تفضلت أنت و اخبرتني من أنا ؟! ، أم تريديني ان ارد لك تجريحك بالمثل و اسألك ، من أنت ؟!

فليست هناك و لو اجابة واحدة مقنعة لهذا السؤال ، فلقد حاول الانسان طوال تاريخه ان يجيب على هذا السؤال ، و لم يخرج إلا بتفاهات و اجابات سطحية تستهين بعمق السؤال!!

اريد ان اخبرك ، قبل ان تطرح أنت عليا هذا السؤال ، فلقد طرحته أنا مراراً و تكراراً على نفسي و لم اجد اجابة ، و من حينها استسلمت و رضيت بكوني اعرف فقط ، ان ، أنا ، مجرد شخص متواجد ، معك ، على كوكبك هذا ، و سط مليارات التائهين عن انفسهم .

أنا لا اقلل من شأن نفسي ، و لا أعظم منها ، ف أنا كما اخبرتك لا اعلم شئ عنها ، إلا انني اتيت بها الى هذه الحياة و بمجرد خروجنا سوياً من رحم والداتي ، لم اراها مرة اخرى ، أنا مازلت ابحث عنها ، لأني اعلم بالفطرة اهميتها بالنسبة لي ، لقد كان صراخي بعد مولدي مجرد نداء عليها ، و بكائي لم يكن مجرد طفولة او عبث مني كما ظن الكبار ، انما كان رد فعل طبيعي لشخص كان يبحث عن نفسه و لم يجدها ، خيبة أمل .

انشغل الناس ببعضهم البعض عن ، انفسهم ، فلا يهم هذا إلا معرفة ذاك ، و هذا رد فعل لشخص عجز عن معرفة نفسه ، فحاول التخلص من عجزه بمعرفة ، من هو الاخر .

و لكني ، اعتقد ، ان ، انفسنا ، لا يمكن ان نراها ، تماماً ك عيوننا التى نرى بها و لا نراها .
و ربما ، اننا قد خرجنا باحثين عن انفسنا ، و فى نفس التوقيت ، انفسنا ، فى مكان اخر تبحث عنا .
و ربما انفسنا ، هى ذاتها انفس الاخريين .
و ربما انفسنا هاجرتنا ، لحين ، و ستعود لأجسادنا وقت مراسم دفننا ، لتُدفن معنا ، كما اتت معنا .
و ربما لم تُخلق انفسنا بعد .
و ربما انفسنا ، كانت موجودة فى الماضي فى عصر ما على هيئة ارواح ، و نحن الان فى عصر التجسيد ، لعالم روحي ، كان .
و ربما انفسنا موجودة تحت الماء ، و ربما موجودة هناك فى الفضاء ، و ربما ، موجودة فى لوح محفور ، فى مكان ما .

لا اعلم من أنا ، و لا أعلم من أنت ، و لكني أعلم انك لست أنا ، و انا لست أنت .

( اللغز المحير )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا