الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين أمس واليوم!

شوكت خزندار

2013 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



دعى مدير منتدى شمس الحرية إلى جلسات حوارية تحت العنوان : هل ما حدث في الرابع عشر من تموز عام 1958 هي الثورة أم هو انقلاباً عسكرياً ؟
شارك في الجلسات الحوارية عدد من المناضلين من الشيوعيين السابقين وهم، الأخ عربي الخميسي والأخ طالب العواد والمناضل عوني القلمجي فهو كان ضمن حزب الاستقلال عند الثورة وكاتب هذه السطور، وكان للشيوعي السابق الأخ أبو ضياء مداخلات ومساهمات جادة، وعكس تجربته النضالية الطويلة.
أجمع جميع المتحاورين على أن ما حدث في الرابع عشر من تموز عام 1958 هي ثورة الشعب والجيش بكل ما تعني الكلمة.
ولحد الآن جرت عدة جلسات حوارية وأعتقد انها تتواصل حتى ما يعرف بالعراق الجديد.
في 12/12/2013 ساهمت بصورة متواضعة بادئاً:لم تكن تمر جميع الفعاليات السياسية الجماهيرية على الساحة العراقية إلا ويكون الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين وهم في المقدمة.. فكما قيل أن لبريطانيا العظمى لا تغيب عنها الشمس، فكان شمس العراق هُم الشيوعيون والحزب الشيوعي العراقي.
ففي هذه المادة أشير باختصار شديد إلى، الحزب والشيوعيون الذين كان لهم الدور الريادي والقيادي في جميع الاضرابات العمالية والطلابية وقادوا إضرابات كاور باغي ضد الشركات الاحتكاراية (شركة نفط كركوك) عام 1948 وذلك في المطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية وزيادة الاجور ..الخ

والحزب الشيوعي لعب دوراً ريادياً وقيادياً بارزاً في الانتفاضات والوثبات الجماهيرية أعوام 1952 و 1956 .. فالشيوعيون يؤكدون وفق الأدب الماركسية اللينينية أن التراكمات الكمية تؤدي بالضرورة إلى نوعية جديدة فتلاحمت قوى الشعب العاملة مع الضربة الفاعلة للجيش والقوات المسلحة فكانت بحق ثورة الشعب والجيش منذ الساعات الأولى لصبيحة الرابع عشر من تموز 1958 .. ومهمة الانقلابات هي تغيير الشخصيات في قمة النظام إن كان عسكرياً أو مدنياً والثورة هي التغير من النظام الاجتماعي السائد، إلى النظام الاجتماعي الجديد أي تغير النظام الملكي إلى النظام الجمهوري هذه هي مفهوم الثورة.

حول جبهة الاتحاد الوطني:
وأشير أيضاً إلى الحقيقة الساطعة كما عشت وتفاعلت فكان للحزب نشاطاً بارزاً وفعالاً في اللقاءات الثنائية والجماعية في تقريب وجهات النظر بين الاحزاب الوطنية والقومية والشخصيات الوطنية المستقلة على الساحة العراقية حتى تكللت الجهود الجماعية في انبثاق جبهة الاتحاد الوطني في الربع الأول عام 1957 ومن ثم التنسيق مع الضباط الوطنيين الاحرار والمعروف ـ اللجنة العليا لضباط الاحرار ـ بقيادة الراحل عبد الكريم قاسم وبعد رفض أقطاب جبهة الاتحاد الوطني وهم : الحزب الديمقراطي الوطني بقيادة الراحل، كامل الجادرجي وحزب الاستقلال والبعث العربي الاشتراكي، انضمام الحزب الديمقراطي الكُردستاني (البارتي) إلى الجبهة، فبعد حوارات ولقاءات ثنائية وجماعية بذلها الراحل(سلام عادل) معهم وذلك في ضرورة انضمام(البارت) إلى الجبهة إلا أن اصرار الاطراف الثلاث رفضوا جهود الحزب الشيوعي، مما اضطر الحزب في إقامة جبهة ثنائية بين الشيوعي والديمقراطي الكُردستاني.

كذلك لا بد أن أشير إلى معلومة قد تكون خافية على الكثيرين من أقطاب جبهة الاتحاد الوطني وهي، الراحل وصفي طاهر المرافق الاقدم لعبد الكريم قاسم، هو شيوعي منذ العهد الملكي والراحل ماجد محمد أمين المدعي العام لمحكمة الشعب برئاسة الراحل،المهداوي،هو أيضاً شيوعي منذ العهد الملكي .. وبودي هنا التنويه إلى المعلومة التالية: كان المهداوي قد طلب لثلاثة مرات متتالية رغبته في الانضمام إلى صفوف الحزب الشيوعي لكن الحزب فضل بقائه مستقلاً كونه رئيس محكمة الشعب كي لا يفسر أن الشيوعيين يسطرون على محكمة الشعب وأن قراراته هو قرار الحزب هذا هو الدافع الاساسي في رفض الحزب عضويته.

سبق أن وثقتُ المعلومة التالية في كتاباتي وفي (سفر ومحطات):
كان الراحل وصفي طاهر وهو المرافق في البلاط الملكي وكان عبد الكريم قاسم على معرفة به في الأمانة والإخلاص والذي كان من شيمة الراحل وصفي طاهر لذا جعله مرافقه الاقدم.

كان جهاز(التحقيقات الجنائية ـ الأمن العام) وعلى رأسها، بهجت العطية، قد وجهت ضربات قاسية لتنظيمات الحزب فبتكليف من سلام عادل طلب من وصفي إخفاء والمحافظة على مطبعة الحزب المركزية والتي كانت عبارة عن(جهاز أوفسيت) صغير، فما كان من وصفي إلا من إخفاء المطبعة في الصندوق الخلفي لإحدى السيارات للبلاط الملكي لأكثر من الشهرين حتى تدبير وكر خاص للمطبعة، علماً كان وكر المطبعة الحزبية المركزية جيران التحقيقات الجنائية في شارع النهر وعلى ضفاف نهر دجلة ولولا تلك الضربة القاسية التي وجهت للحزب وتنظيماته لبقيت بيت المطبعة جيران الأمن العام .. المعلومات كانت ثمرة أحاديثي مع الراحل(حمزة سلمان) عندما كان مدير التحرير للجريدة المركزية (إتحاد الشعب) بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 .. ومن ثم عندما كنا في سجن نقرة السلمان في عهد عبد الكريم قاسم .. كنتُ قد تعرفتُ على أم سلام زوجة الراحل حمزة سلمان وجدتها إنسانة مثقفة رائعة منصهرة في بودقة الحزب بكل ما تعني كلمة الانصهار.

ومن أحاديث الراحل حمزة سلمان، أنقل حديثه التالي:
عند انبثاق جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 كانت هدية الحزب للجبهة عبارة عن جهاز رونيو وآلة الكاتبة وبيت مطبعة الجبهة كانت تقع في إحدى أزقة شارع الرشيد رأس القرية(عقد النصارة) فأحد العاملين في جهاز الطبع وهو من الأخوة البعثيين كان قد أعتقل ووشى بمكان الطباعة .. يقول حمزة سلمان تلقيتُ رسالة عاجلة من سلام عادل فيذكر في رسالته، أذهب وتمسك برباط الجاش وأنقذ مطبعة الجبهة وحمزة كان المسؤول عن المطبعة كما كان هو المسؤول عن مطبعة الحزب المركزية في شارع النهر قبل الثورة .. ثم أضاف قائلاً، ذهبتُ إلى وكر مطبعة الجبهة في عقد النصارة وحسب الاشارة المتفق عليها هي ثلاث دقات على الباب والجواب كان عبارة عن (طقطقة قبقاب) كل شيء كان حسب الاتفاق فعند فتح الباب ظهر أمامي رجال الأمن وشهروا مسدساتهم بوجهي فبادرتُ وقلت، أنا حمزة سلمان عضو اللحنة اللمركزية للحزب والمسؤول عن المطبعة فساقوني إلى التحقيقات الجنائية حدث ذلك يوم 13/تموز/1958 أي قبل يوم واحد من الثورة.. هكذا تمرس الشيوعيون في ظروف العمل السري، وليس كما شذ البعض عن هذه القاعدة فجلبوا للحزب الكوارث.
وإلى الحلقة الثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم