الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيز علي رائد المونولوج العراقي

حيدر الحيدر

2013 / 12 / 19
الادب والفن


* الفنان عزيز علي رائد المونولوج العراقي بلا منافس.
فنان اتخذ مساراً يختلف عن كل الاتجاهات الفنية في زمانه ..
حتى احبه كل ابناء العراق وتوحد ذوقهم فيه ، والذي اصبح بحق مدرسة فنية عراقية .. وقبل الحديث عن سيرته الفنية لنتعرف على فن المونولوج وماذا يعني ؟
وهل هناك من شبه بين المونولوج والغناء المربع البغدادي ؟
ـ كلمة مونولوج مصطلح يوناني لاتيني مركب من كلمة ( مونو ) وتعني
(واحد ــ فرد ) و( لوج ) وتعني ( كلام ـ مقال ) وتركيبها يعني الكلام الفردي اوالمقال الفردي ويحوز ان يكون نثرأ او شعراً ويصلح ان يلقى او يلحن ..
لذلك عزيز علي كان يسمي مونولوجاته بالمقال .
* وليس هناك اي شبه بينه وبين المربع البغدادي اواي لون آخر من حيث النظم والاداء . ولم يكن المونولوج معروفاً اومألوفاً في الاوساط الشعبية قبل ان يؤديه
عزيزعلي بينما المربع البغدادي معروف في بغداد ومحلاتها وكانت تقدم في الاعياد والمناسبات وفي مقاهي بغداد ليالي رمضان مع لعبة المحيبس
* واشهر من غنى المربع البغدادي فاضل رشيد وعلي دبو وحسين علي والذين اشتهروا بالمونولوج ايضاً ..كمونولوجات ( فرعون / يواش يواش / يله يا جابي)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نبذة من سيرته الفنية :
ـ اسمه الكامل و مولده ونشأته :
ـ اسمه الكامل عزيزبن علي بن عبد العزيز بن علي بن حاتم بن هاني..
ولد في محلة الشيخ بشارفي جانب الكرخ ببغداد اوائل العقد الاول من القرن الماضي وهونفسه ماكان يعرف تاريخ ميلاده الا انه اكمل الدراسة الابتدائية عام 1924 وانهى الثانوية 1931 في الثانوية المركزية واشتغل موظفاً في الكمارك
وكتب شعر الزجل صبياً وهو اول من انشد المونولوج في الاذاعة العراقية واشتهر به.. توفي في 26 / 10 / 1995 وكانت حياته حافلة بالانجازات الفنية .
........................
* بداية حياته الفنية : ؟وهل انشد بأكثر من لغة ؟
ـ بدأ عزيزعلي حياته هاوياً للتمثيل .ثم انتقل الى المونولوج وقدم اعماله من الاذاعةالعراقية منذ اوائل تاسيسها في الثلاثينيات حتى اواخر الخمسينيات من القرن الماضي وكان طابع ادائه مونولوجي ناقد بطريقة ساخرة ينتقد فيها الحكم والاوضاع العامة . وآخر عمل له مونولوج (نو نو لهنايه وبس ) بعد ثورة 14 تموز 1958 .
.........................
* اللغات التي كان يتقنها :
ـ وكان عزيز علي يجيد اكثر من خمس لغات فقدم مونولوج
( دكتور ) بالعربية وترجمها الى الكردية وقدمها من اذاعة بغدادالقسم الكردي
.........................
* المواضيع التي كان يطرحها عزيز علي واشهر مونولوجاته :
ـ مونولوجات عزيزعلي كانت تخاطب كل فئات الشعب وعلى مختلف توجهاتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية باللغة التي يفهمونها وبالمفردات المتداولة والامثلة الشعبية وقد طرحت مواضيع عديدة لغرض معالجتها
ومن تلك المونولوجات : شوباش ـ عال العال ـ انعل ابوالفن ـ يا بلادالعرب ـ
دكتور ـ يا جماعة والنبي ـ ياحسن ـ هاي السنه سنه ــ منه منه ـكل حال يزول
............................
* اعتقاه بسبب مواقفه السياسية :
ـ كان عزيز علي فنانا ًناقداً في مرحلته الفنية الاولى من 1937 ـ 1939
ثم صار ناقداً سياسياً بعد هذه المرحلة . بل اصبح من اكثر الداعين الى الثورة ..ونتاجه في هذه المرحلة يدل على نضج ووعي سياسي والتزام مبدئي وهذا يتضح
من مساندته لحركة مايس 1941حيث اعتقل وسجن ... وفي عام 1970 اعتقل لسنتين بتهمة ملفقة واطلق سراحة بعد ان سحبت منه الجنسية العراقية ومات وامنيته ان يُرد اعتباره الوطني وتُعاد اليه جنسيته العراقية .
.............................
* حكاية عزيز علي مع الباشا نوري السعيد :
ـ في يوم من ايام 1956 ذهب عزيزعلي الى الاذاعة لإنشاد مونولوج السفينه ومونولوج صل عالنبي واثناء الانشاد فوجئ بوجود نوري السعيد وراء زجاج غرفة مراقب الاستوديو .. ثم جاءه مهندس الاذاعة وقال له هل تحمل معك مجموعة من اشعارك لأن الباشا يريدها . فسلمه اياها وهي بخط يده .. وبعد حين
جاءه المهندس وقال له : الباشا يريدك .. فذهب اليه ..فقال له الباشا نوري السعيد : انته اشدعوه هلگد متشائم .. ييزي تشاؤم .. ييزي بواچي .مضت علينه 400 سنة واحنه نبچي ...
انته شنو شغلك ؟
فقال له : موظف بالكمرك ..
فقال الباشا :
واي واي چماله موظف بالحكومة .. ثم دس المجموعة في جيبه وقال له بسيطه وخرج .. فلم ينم عزيزعلي ليلته تلك وفي اليوم التالي طلبه الباشافي مجلس الوزراء بالقشلة وسأله :
انته اشتقصد بمجلسكم مجلس اشرار ؟
فأجابه اقصد مجلس الامن باشا وليس مجلس الامة ..
فقال له الباشا : ليش آني غشيم ! هذا الحچي ما يعبر علي َّ.. ثم اعاد اليه مجموعته الشعرية وطلب منه ان يوظف صوته وموهبته ويقول :
البلد بخير وبيه رجال مخلصين .. بعدها غادر عزيزعلي المكان بعد ان شرب الشاي عند الباشا .
...........................
* تنبأ بثورة 14 تموز في بعض مونولوجاته :
ـ كان عزيز علي مؤمناً وعلى يقين بحتمية قيام الثورة ، لذلك تراه قدم في بداية سنة 1958 مونولوج :
هاي السنه سنه .. مو مثل كل سنه ..
ان شاالله هاي السنه .. نلبس ثوب الهنه ..
واللي ما چان راضي عن العام الماضي
ان شا الله يرضه السنه..
ـــــــ وفي آذار من نفس العام اي قبيل الثورة بثلاثة اشهر قدم مونولوج :
كل حال يزول ..
ما تظل الدنيا بفدحال ..
تتغير من حال الحال ..
هذا دوام الحال محال ..
كل حال يزول ..
ـــــــ وفي ايام حلف بغداد طُلب منه تقديم مونولوج يمدح حلف بغداد فرفض وكلفه ذلك وظيفته .
..........................
* تأسيس مدرسة الاطفال للموسيقى :
ـ مدرسة الاطفال الموسيقية واحدة من اهم الاحداث الفنية في حياة الفنان الراحل عزيزعلي .. وكانت هذه المدرسة اول مدرسة موسيقية للاطفال في العراق تأسس في كانون الاول 1968 .. إذ اناطت به وزارة الثقافة والاعلام تأسيس هذه
المدرسة .. وبعد رحلة استطلاع الى موسكو حيث يدرس الاطفال الموسيقى هناك منذ نعومة اظفارهم على ايدي اساتذة اكفاء .. فبادر الى استقدام خبراء موسيقين من الاتحاد السوفياتي واستورد الآلات الموسيقية المطلوبة لهذه المدرسة واشرف على ادارة هذه المدرسة سنتين .. وفي عام 1970 اندمجت هذه المدرسة الخاصة بالموسيقى بقسم الباليه واصبح اسمها مدرسة الموسيقى والباليه .
...........................
*واخيراً هل تناولت الاعمال الدرامية حياة عزيزعلي ؟
قيل قبل سنوات ان هنالك نية بأن يقوم المخرج فاروق القيسي بتقديم مسلسل تلفزيزني او فلم تلفزيوني عن حياة المونولوجست عزيز علي وسيكون العمل تسجيلي درامي واستعراض للاماكن التي عاشها في محلة الشيخ بشار التي ولد فيها والاستفادة من الصور الفوتوغرافية والتسجيلات الخاصة بعزيز علي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقرات من برنامج قريبا من الماضي عن الفنان ( عزيز علي )
اعددتها وقدمتها من قناة الحرية بتاريخ الاحد 1 / 6 / 2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري