الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي .. سنة جديدة للفوضى

حسين علي الحمداني

2013 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


سنة جديدة تدخلها موجة الفوضى التي اجتاحت العالم العربي والتي بدأت بشعارات الحرية والعدالة لتنتهي اليوم لشعارات ( دولة الخلافة).
ما بين الأمل الذي راود الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن بدولة العدالة والقضاء على البطالة وتحقيق الرفاهية ،وبين (طموحات) إعادة إحياء(دولة الخلافة) ترنح الربيع العربي في أكثر من مفصل وشكل كابوسا على الشعوب التي ظل وهج ثوراتها مستمرا حتى يومنا هذا.
ولعل التاريخ يسجل لتونس إنها كانت الشرارة التي أوقدت النار في هشيم الكثير من الحكام ، وحين تجولت في شارع بورقيبة في قلب العاصمة تونس حيث بدايات الثورة التونسية التي أطلق عليها ثورة الياسمين، كان محدثي يؤكد لي من هنا بدأت الفوضى، وكأنه يشعر بالندم على ما آلت إليه الأمور في بلد ظل اقتصاده يعتمد على الأمن والاستقرار وظل شعبة في مقدمة الشعوب التي يضرب بها المثل في الرقي والعليم والصحة.
الثمن الباهض الذي دفعته شعوب المنطقة لا يساوي ما تحقق أبدا، لأن ثمة أيادي خفية تمكنت من أن تأخذ دفة القيادة لمسارات الثورات الشعبية وتحول بوصلتها بالاتجاهات التي تريدها هذه ألأيادي وليس ما يريده الشعب العربي في تونس أو مصر أو اليمن أو ليبيا، أو حتى سوريا التي يمكننا أن نؤكد من خلال ما حصل فيها بأنها ضحية الأيادي الخفية التي ركبت الموجة وسخرتها لمصالحها.
ثورة الياسمين في تونس، واللوتس في مصر، وانتفاضة الشعب الليبي، لم تكن تحمل بذور طائفية، في تونس انتفض العمال والفلاحين والكسبة، الرجال والنساء، في مصر كان الأقباط إلى جانب المسلمين،في ليبيا توحدت المدن ضد القذافي، لكن بعد نجاح الثورات ووصول من وصل للحكم بدأ تقسيم الشوارع وخلق حالة اختناق فئوي، مناطقي، ديني ، بين المجتمع الواحد. وهو الأمر الذي لم تكن الشعوب تتصور حدوثه،لأنها ثوراتها اجتماعية ذات أبعاد اقتصادية ، وعندما فشلت الأنظمة الجديدة في إيجاد حلول لمشاكل الشعوب لم يكن أمامها إلا اختلاق الأزمات التي وصل بعضها حد استخدام الإرهاب كما حدث في تونس.
ولعل أبناء مصر نجحوا في تصحيح مسار ثورتهم بعد أن قدموا من التضحيات ما يكفي ، نجد اليوم تونس التي تدور حول نفسها أكثر من مرة في اليوم الواحد ، وتتنقل بين حوار رباعي وآخر خماسي ولا تجد سوى تبديل الوجوه وليس البرامج، وليبيا تعيش محنة الميليشيات التي تعبث بالأمن، واليمن بين هاجس القاعدة وبقايا النظام السابق، وهكذا الحال يسير من سيء لأسوأ.
سنة رابعة تدخلها مرحلة الفوضى العربية، ربما نجد حسما لأمور كثيرة ولكننا لا نجد ثمة نهاية لمعاناة الشعوب العربية التي تتطلع لمستقبل أفضل من واقعها الذي تدهور كثيرا في سنوات (القحط) وبات همهم الوحيد كيف نؤمن قوت يومنا بعد أن تقلصت فرص العمل وهربت الاستثمارات وتدهورت قيمة العملة المحلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع