الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 9

المهدي السكتاني

2013 / 12 / 19
حقوق الانسان


المحكمة الإبتدائية بتارودانت معروفة لدى الأوساط الرسمية بمكانتها المرتفعة في مستوى الخروقات القانونية التي تمس حقوق الإنسان وباعتراف من اللجنان العليا للقضاء التي ترصد جودة الأحكام وملاءمتها للتشريعات، إنها جهاز قمعي قوي بقوة مكانتها في القضاء خارج العدالة وأداة في يد الدولة لتمرير سياساتها القمعية لاضطهاد الفلاحين الصغار والفقراء، يقول عنها "ع.ن" : "لم أربح يوما حمكا بدهاليز المحكمة الإبتدائية بتارودانت ... ، حتى شهود الزور يتم التفاهم معهم من داخل دهاليزها، علي بمحكمة الإستئناف بأكادير"، أراضي سوس ومياهه تغري "المستثمرين" وهي موضوع جل الملفات القضائية المتداولة بهذه المحكمة ويكاد كل ملف أن يتفرع إلى ما لا نهاية من الملفات الفرعية، ويكاد كل من يدخل هذه المحكمة أن لا يخرج منها إلا وأورث قضاياه لأبنائه وأحفاده، عندما يكون العقار موضوعا للقضاء تنتعش جل الأجهزة القمعية الأخرى التي تشكل بنية النظام المخزني وتتدخل في الموضوع، إنها الرشوة والجنس ؟ آلاف السنوات القضائية عبر آلاف الملفات القضائية اليومية المتداولة بهذه المحكمة وعدد كبير من سماسرة القضايا من وسطاء رشوة وشهود زور تنتعش كل صباح بعد قضاء مآربها ليلا في الكواليس بالمنازل المعروفة بالرشوة والجنس ؟

لم تعرف الشابة الفرنسية أنها دخلت عالما من الفساد بحثا عن العدالة وأن ملف خطيبها الخاسر أصلا حسب محاضر الضابطة القضائية التي تؤكد اعترافاته بالجريمة سيتحول إلى أداة لتحويلها عن مباديء الديمقراطية الحقوقية التي تربت عليها، وكم من روداني تربى على نفس مبادئها لم يستطع أن يصمد أمام جهاز قمعي معزز بقوة القوانين القمعية ورجال قادرين على تحويل الحق عن مساره الحقيقي لصبح جحيما لطالبه، لقد تبخرت أحلامها التي تشكلت لديها حين رأت هذا الوطن موطنا يمكن أن تحقق فيها كل آمالها وفكرت في عدة مشاريع بما في ذلك نقل تجربتها في مجال تربية الأطفال والشباب من فرنسا إلى المغرب، حتى أن أحد الشباب المعطل بدأ يحلم بمثل هذه المشاريع ورافقها في جلساتها بالمقهى وقتا طويلا منظرين الإفراج عن خطيبها وبنيا أحلاما كبيرا لم تستطع تجاوز أجهزة الفساد القمعي التي فعلت فعلتها بالرشوة والجنس ؟ لما تحولت عن مبادئها وهو برفقتها وأصبحت متورطة رغما عن نفسها حبا لخطيبها وضحت بكل شيء (...) من أجله حتى الوقوع في أحضان رجال فاسدين يتظاهرون بالعدل، لم تستسغ ملاحظات بعض المناضلين وتقول لمرافقها أنها حرة في اختيار طريق الوصول إلى العدالة ولم تعرف أن خرق العدالة لا يمكن أن يوصلها إلى ما تعتقد أنه العدل بمرافقة "رجال العدل"، ولم تعرف أنها في طريق الرشوة والجنس ؟

في يوم الجلسة بمحكمة الإستثناف بأكادير جلست ومعها مرافقها والضحية بعد تنازله عن حقوقه المدنية ينتظرون وهي في كامل ثقتها بربح القضية معززة موقفها ذاك بصداقتها مع "قاضي قضاة تارودانت" الذي توسط لها حسب قولها، كانت تستشيره في كل شيء وتبادلا أرقام الهاتف وتكونت بينهما علاقة جميمية وكانت تثق فيه ثقة عمياء إلى حد تنكرها لكل مبادئها وهي تقول :"إنه يساعدني" ؟ ولكن كيف يمكنه أن يساعدك وهي يتجاوز القانون ؟ وما مصير باقي الفقراء الذين يقهرهم ؟ ترد منزعجة :"المهم أنه يساعدني أنا"، تبين جليا أن الفتاة الفرنسية تحولت بحق عن مباديء الديمقراطية والحرية التي كانت تدافع عنها في الأيام الأولى من لقائها بمناضلين بتارودانت الذين لعبوا دورا هاما في استرجاع ثقتها بنفسها بعدما عاشت هواجس سماسرة الرشوة والجنس في المرحلة الإبتدائية، ولم تعرف أنها وصلت إلى محور الرشوة والجنس ؟ الذي عصف بها إلى ميادين المغامرات الخرافية التي أصبحت وصمة عار على جبينها ووصمة عار على التربية الديمقراطية الحقوقية التي تربت عليها، كانت تقول لخطيبها نحن في فرنسا تحررنا من قيود العبودية منذ قرون بعد شنق لويس 14 وكونا منظومة الحقوق الكونية التي نعيش عليها اليوم، وكانت تستهزيء بالقضاة الذين يقدمون لها خدماتهم على حساب تجاوز القانون، وأصبحت اليوم في حضن المتجاوزين للقانون والعدالة وتفتخر بهم، ومن يستطيع أن يدرك كنه هذا التحول الخرافي ؟ ربما حبها المفرط لخطيبها عصف بها إلى هذا الحد من المغامرة الخرافية أو أنها تلقت تهديدات من طرف أصحابها ووعودا بالإفراج عن خطيبها مقابل صفقة التنازل عما كانت تنوي فعله ضدهم، كانت دائما تعتزم استرجاع ما ضاع منها من مال بسبب الرشوة والجنس ؟ لكن بهذه الطريق تكون قد تورطت بالفعل كما يريد لها أصحابها الجدد المفترسين.

خرجت من قاعة الجلسات بمحكمة الإستئناف بأكادير مطمئنة البال نتيجة وعود "قاضي قضاة تارودانت" وقررت الإختفاء عن الأنظار منتظرة أسبوعا آخر قبل النطق بالحكم، تنكرت لكل معارفها السابقين عسى أن ترى وعود أصحابها النور وهي تعيس على أحلام ما دار بينها وبين أحد القضاة بمحكمة الإستئناف صاحب "قاضي قضاة تارودانت" الذي در لها هذا اللقاء، هذا الحلم الذي لم يكتمل حيث النطق بالحكم كان قاسيا عليها وبخر كل آمالها وأحلامها وقررت مغادرة المغرب إلى فرنسا حيث تنتظرها أمها لقضاء أعياد ميلاد المسيح، ربما تجد هناك حنينا مفرطا يدفيء ما لحقها من برودة جراء تبحر آمالها وأحلامها مع قضاة تارودانت لتجدد العهد بدفء الأمومة التي تربت في أحضائها عسى أن تسترجع ما فقدتها من أخلاق طالما ضحت الأم من أجلها، والتي قالت الأم عنها يوما عندما بلغت ابنتها سنة 18 :

" Aujourd hui, ma fille a 18 ans...Quel coup!! Mais tant mieux on a des enfants pour les voir gran-dir-, et moi, je suis très très fière de la voir évoluer comme elle le fait. Je l aime très fort! Bon anniversaire ma grassouillette!
"
لقد رأت الأم في ذلك إنذارا بفراق لكنها مطمئنة عن تربتها، وهل حقا تكفي تربيتها لتصبح ابنتها كما تطمح إليه ؟ ذلك ما كذبته أحداث ابنتها بتارودانت وهي اليوم ترجع إليها منهوكة القوى مهزومة بمبادئها الديمقراطية الحقوقية أمام بشاعة الرشوة والجنس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #المشهد_اللبناني - سيليا خاطر: هذه أبرز الإرشادات لحماية الأ


.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال




.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص


.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي




.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف