الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بدأ العد التنازلي لدمشق؟

بيسان عدوان

2005 / 6 / 13
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


الضغوط الاميريكية – الاسرائيلية
هل بدأ العد التنازلي لدمشق ؟

وصف محللا سياسيا سوريا ما نشرته الصحيفة الأمريكية بأنه "تسريبات أمريكية إسرائيلية" تضخم من قضية الصواريخ السورية، واعتبر أنها "جزء من الضغط السياسي الأمريكي على دمشق، وورقة جديدة تريد أن تلوح واشنطن بها بعد أن فقدت مبررات الضغط في لبنان والعراق".
هذا فقد ذكرت مصادر اسرائيلية للصحف الامريكية الاسبوع الماضي أن سوريا أجرت اختبارات على إطلاق ثلاثة صواريخ سكود انفجر أحدها فوق تركيا. وزعم المسئولون الإسرائيليون أن هذه الصواريخ التي تم اختبارها تندرج في إطار برنامج سوري متطور يعتمد على تكنولوجيا كورية شمالية بمقدورها حمل رؤوس حربية كيماوية، مشيرين إلى أنها أطلقت الجمعة في نهاية الشهر الماضي من شمال سوريا في أول اختبارات من نوعها تجريها دمشق منذ العام 2001 ، وقالوا إن أحد الصواريخ أطلق صوب الجنوب الغربي في اتجاه البحر المتوسط وتحطم فوق إقليم هاتي التركي وتساقط حطامه فوق قريتين، موضحين أنهم صوروا فيلم فيديو لعملية إطلاقه وتفككه، وأنه أطلق صاروخ ثان إلى أقصى جنوب سوريا قرب الحدود الأردنية على بعد نحو 400 كيلومتر، هذا وقد ذكر عسكريين اسرائيليين أن التجارب شملت 3 صواريخ: أحدهما من طراز سكود يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر، وصاروخان من طراز سكود دي الأحدث الذي يبلغ مداه 700 كيلومتر ، واعتبروا أن إطلاق هذه الصواريخ يشكل ردا من دمشق على ضغوط الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن الانسحاب السوري من لبنان.
الا ان احد المحللين السوريين هون من شأن تصريحات المسئولين الإسرائيليين، واعتبرها في الأساس "تسريبات أمريكية إسرائيلية تفيد التوجه الأمريكي الحالي تجاه المنطقة خاصة سوريا وتخدم إسرائيل"، مشيرا إلى أنه من المعروف أن سوريا تمتلك هذه الصواريخ منذ 15 عاما.
وعن إثارة موضوع الصواريخ السورية في هذا التوقيت ذكر "الولايات المتحدة تريد إثارة مزيد من الضغوط المفتعلة بعد أن فقدت مبررات الضغط بشأن العراق ولبنان؛ فيثيرون الآن مواضيع تبدو ساذجة وضعيفة ،أن إجراء هذه التجارب "أمر عادي لأن من حق أي دولة أن تجري أية تجارب على أسلحة تقليدية، وإن كانوا يعتبرون أن هذا أمر خطير؛ فإسرائيل في وضع أخطر بكثير على المنطقة منذ زمن طويل".
لم تكن هذه هي المرة الاولي التي تتعرض سوريا لضغوط وتهديدات مستمرة من قبل واشنطن، ففي 11 مايو 2005 مدد الرئيس الأمريكي العقوبات الاقتصادية على سوريا، متهماً إياها بدعم ما أسماه بالإرهاب، والسعي إلى امتلاك أسلحة دمار شامل ، كما أسفرت الضغوط الكبيرة التي مارستها الولايات المتحدة والدول الأوربية عن إصدار مجلس الأمن في 3-9-2004 القرار رقم 1559 الذي يطالب سوريا بسحب قواتها من لبنان، وحملت واشنطن دمشق مسئولية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت في 14 فبراير 2005 وطالبتها بسحب قواتها بشكل نهائي من الأراضي اللبنانية، كما تتهم واشنطن دمشق بعدم بذل الجهود الكافية لمنع تسلل المسلحين عبر حدودها إلى العراق ، كما وقَّعت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ما يسمى "قانون محاسبة سوريا وسيادة لبنان" في نهاية 2003 الذي ينص على فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على دمشق .


يعكس هذا التطور الاتجاه لوضع سوريا في محل العراق في (محور الشر) مع ايران وكوريا الشمالية حسب التصنيف الاميركي, وتعمل اسرائيل بقوة على توجيه السياسة الاميركية في هذا الاتجاه, كما انها تريد ان تستثمر الخلل الاستراتيجي الكبير الذي حدث في موازين القوى في المنطقة لصالح التحالف الاسرائيلي - الاميركي, بعد الاحتلال الاميركي للعراق وتدمير القوة العسكرية العراقية التي كانت تعتبر خطرا اقليميا محتملا ضد اسرائيل,والتطورات علي الساحة اللبنانية من انتخابات واغتيالات وسطوة حزب الله علي الجنوب اللبناني ، بحيث يتم القضاء بشكل حاسم على أي تهديد استراتيجي لإسرائيل من الجبهة الشرقية عبر تحطيم القوة العسكرية السورية. كما ان الحكومة الاسرائيلية كلما واجهت مأزق علي أرضية الاستحقاقات الفلسطينية تعمل علي اثارة الموضوع السوري في ضوء ثقتها من تأمين الدعم والمؤازرة والتأييد الاميركي للتحركات العسكرية الاسرائيلية تجاه سوريا.
ان موضوع اثارة الاسلحة السورية كان ضمن الرؤية الاسرائيلية – الامريكية تجاه المنطقة ومسمار جحة يدق كلما تطلب الوضع مثل حدث اثناء زيارة روسيا الشهر الماضي الي اسرائيل فتم بعض الملفات الشائكة لتقزيم وتعجيز الدور الروسي في المنطقة وكان اهمها صفقة الصواريخ السورية، التعاون النووي الروسي - الايراني، الارهاب، كل تلك الامور دفعت موسكو الى موقع يتناقض عملياً مع اهداف جولة بوتين، والمدهش ان روسيا اضطرت الي استخدام الديبلوماسية الدفاعية في الحديث عن تعاملها العسكري مع سورية وايران، والاكثر ادهاشاً هو الكلام المتظلم الذي جهزه الروس لتبرير بيع صواريخ (محدودة الاهمية والفاعلية) لسورية، كأنهم موافقون سلفاً على انهم مذنبون لكن لا خيار لهم.
ان الاتجاه الاسرائيلي لغلق ملف التسوية السياسية مع سوريا والاتجاه للتصعيد العسكري معها يتضح بصورة جلية في إعلان حكومة شارون مؤخرا عزمها على ابقاء الاحتلال الاسرائيلي للجولان, والاتجاه لجعلها منطقة جذب سياحي قادرة على استيعاب نحو 200 ألف يهودي خلال السنوات القليلة القادمة، بما يعني صرف النظر عن التفكير في أي حلول سياسية أو تسويات للصراع بين سوريا واسرائيل على جبهة الجولان تقضي بالانسحاب من هناك.
ان التأييد الاميركي لاسرائيل بشان اي شارد وواردة في الموضوع السوري قد جاء في تصريح سابق للرئيس الامريكي بوش يدشن مرحلة جديدة تماما في توجهات السياسة الاميركية في الشرق الأوسط, يتعين ان يستوعبها ويدركها العرب جيدا.
فأميركا لم تعد الدولة المعنية بترسيخ الاستقرار والهدوء وإزالة أسباب التوتر الاقليمي في المنطقة, بل انها تعمل على تشجيع نزعات عدوانية لشارون تسهم في تأجيج أجواء الصراع ومن ثم إشعال حروب اقليمية جديدة في المنطقة.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات