الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصف الوطني

محمود الجبوري

2013 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لو نظرنا بأمعان الى المشكلة العراقية بصورة عامة لوجدنا أن الخلاف الحقيقي الذي قد ولد هذه المشكلات التي نعايشها الآن هو صراع على السلطة والحكم بين مكونين رئيسيين في البلاد يشكلان ما نسبته 75 % من حجم السكان ألا وهما المكونان الشيعي والسني , فيما لو جعلنا المكون الكردي والتركماني وبقية المكونات بعيدين عن هذه المشكلة التي توسعت وتشعبت وبدأت تأخذ ابعاداً أخرى زادت الطين بله , أما في حقيقة الأمر أن الخلاف بين هذين المكونين ما هو ألا خلاف عقائدي تأريخي يرجع أصله الى خلاف في مسائل فقهية وفتاوى مذهبية ترتبط بالفروع أساساً وكذلك هناك خلاف في الأصول والعقائد التي يتخذ علماء كل طائفة رأي مخالف في المسائل الخلافية , ولكن قد وقع الشعب العراقي المسكين في فخ زج هذه المشكلات في حياته اليومية وربطها بأمنه الشخصي و المناطقي من خلال مشروع تقسيم وتطبيع قد جاءت به القوات المحتلة التي هدفت بهذا المشروع الى اضعاف الدولة العراقية في المنطقة وتحجيم وتقليل دوره الأقليمي , هذا المشروع الذي لم يأت به الأمريكان الا من خلال دراسة ومعرفة ودراية بحيثيات الفرد العراقي وتركيبة المجتمع العراقي وحالته النفسية والعاطفية , وخصوصاً بعد سنوات الحرب والجوع والأنكسار الذي مر به المواطن العراقي الفرد خلال سنوات حكم ظالمة وجائرة من قبل الحزب الواحد , مما أدى هذا المشروع الى اعتباره السمة الرئيسية والعرف الرسمي في سياسة الحكومة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال الامريكي للعراق , وقد اصبحت نهجاً واضحاً يتخذه الساسة العراقيون لكسب ود الشارع وأصواته الانتخابية , مع جهل حقيقي وواضح للفرد العراقي و أذعانه لصوت العاطفة التي استطاع الساسة العراقيون معرفة كيفية تحريكها واللعب بعواطف الناس , فلو اعتبرنا مثلما يريد الساسة حسب ما يصوروه للناس من ان المشكلة هي مشكلة وجود ولا وجود للسنة والشيعة وأن هذه هي السياسة فلماذا لا يجتمعوا في البرلمان العراقي ويحلوا الخلاف العقائدي و التأريخي على الملأ من أجل مصلحة العراقيين والخلاص من هذه المشكلة العقيمة التي لن تنتهي ابداً فكل خلاف تاريخي لا يمكن أن يحل بمرور الزمن بل من الممكن ان يزداد ويصبح اكثر ضراوة وشدة ودموية بمرور الزمن , فكل شيء قابل للتأويل ولكن المشكلة يا سادة هي مشكلة مصالح سياسية صرفة من خلال مشاريع مرتبطة بالسنة والشيعة كلٌ يصور لبيته الناخبة بأنه يدافع عنها من خلال دفاعه عن المذهب والشريعة والطائفة وهو الشخص الوحيد القادر على ابقاء وجود الفئة المعينة في الحكم وبأنهم يصوروا للفرد البسيط بانه لا وجود له من دون مشاريعهم الطائفية , لذا فأننا في العراق وبصورة واقعية فننا منجرون خلف مشاريع طائفية لا خلاص لنا منها الى الأبد فهي قابلة للتجدد بمرور الزمن , متمثلة بالأحزاب الحاكمة جميعاً وكذلك بالأحزاب المعارضة جميعاً , فلا وجود للشيعة من دون السنة في العراق ولا العكس , ومن يفكر في هذا فهو غير عاقل أو أنه يهدف الى استمرار المعاناة التي يعيشها العراقيون ويسهم في ذبح وقتل اولادهم وحتى أحلامهم , لذا فأننا الأن في العراق لا خلاص لنا من دون التحرر من قيود الساسة و شق صف جديد بعيداً عن الصفين السني والشيعي من دون قيود و اغلال و ترهات الساسة , الا وهو الصف الوطني العراقي الخالص الذي يؤمن بالعراق الوطني المدني القوي والسيد بالعلم والعمل والمحبة والمعرفة , وأن نترك كل ما يمت للطائفية بصلة والتخلص من المفردات البغيضة مثل ( أحنة , وهم ) وكأننا في زمان ليس بزماننا , فهلموا الى الصف الوطني الذي لا خلاص من دونه واتركوهم يجرون اذيال الخيبة بمشاريعهم الصفراء التي انهكتنا واستنزفت دمائنا الغالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة