الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاء النضال اوسع من مقاس اقدامنا

عبد المنعم الجزولى

2005 / 6 / 13
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


كثيرة هى سلبيات القوى الديموقراطية العربية، كما عميقة هى مستنقعات اخطائنا وسط احراش العمل السياسى.

بداهة، فان صيغة التجمعات السياسية، هى افضل الصيغ - حتى الان على الاقل- لتحسين طرق عملنا وسط الجماهير، حيث اثبتت التجارب فى كثير من بلدان العالم العربى ان قوى الرجعية العربية ومن خلفها حليفها الاستعمار الحديث، قد استفردا بنا جبهة جبهة، وحزبا حزبا. الواحد تلو الاخر. وهى الصيغة الوحيدة تقريبا التى تضمن تلاقح افكارنا، ونضوجها، ومن ثم امكانية اندماجنا فى جبهة واحدة، وفق برنامج وطنى ديموقراطى مرحلى موحد، كسبيل وحيد لانجاز المهمة الرئيسية امامنا الآن وهى هزيمة الرجعية العربية واخراج قوى التخلف السياسى ( الاب الشرعى لتخلفنا الاقتصادى الاجتماعى) من دائرة الهيمنة على مصائر ومستقبل بلادنا.

لدى ملاحظات متواضعة عنت لى وانا اراجع الحوار الذى اجرته (المدى) مع عدد من ممثلي الاحزاب والحركات والشخصيات المشاركة فى الاجتماع الموسع والذى عقد في مقر الحزب الوطني الديمقراطي العراقى. والذى اعيد نشره هنا فى منبر الحوار المتمدن.

واول تلك الملاحظات هو انتباه السيد هاشم الحبوبي القيادي في حركة الائتلاف الوطني الديمقراطي، الى حقيقة ان اغلب منظماتنا الديموقراطية والليبرالية والعلمانية هى فى واقع الامر منظمات متشابهة بل ومتطابقة فى توجهاتها وبرامجها واحيانا فى اساليب عملها!! مما يجعل وجودها المستقل فى الساحة، ضرب من ضروب الانتحار السياسى، واجتذاب لمزيد من الهزائم والخيبات الوطنية. وفى المقابل فان قوى الطائفية والتخلف والرجعية اكثر ماتكون سرورا بهذه الانفرادية. وهى الاكثر قدرة على التجمع وفق برامج الحد الادنى - غير المبدئى – فى سبيل مواجهتنا وانزال مزيد من الهزائم بنا !!

ولهذا كان من المنطقى ومن الحصافة السياسية تجميع كل تلك القوى (22 حزبا وحركة) فى جبهة واحدة للنظر فى شأن دمجها فى برنامج سياسى واحد كمقدمة لطرح موضوعة تمائيها وتزججها مستقبلا فى تنظيم سياسى موحد.

الملاحظة الاخرى هى ان هذه التنظيمات مجتمعة بدت لى وكأنها تمسك بالعصا من طرفها الخاطئ!! حيث اكد السيد حسين الربيعي الأمين العام لحركة الوحدويين الديمقراطيين (التنظيم الشعبي الناصري) ان (( الثوابت التي اعتمدت هي تأليف كتلة لدخول الانتخابات القادمة بقيادة موحدة للقوى الديمقراطية حيث أكدت تجربة الانتخابات السابقة ان القوى المؤتلفة هي التي تحظى بفرص الفوز)). حيث ابتداءً يجب الانطلاق من نقطة اخراج القوات المحتلة وانهاء الوجود الاستعمارى الامريكى والقوى المتحالفة معه اقليميا ودوليا من العراق قبل الحديث عن انتخابات او صياغة دستور والا لكان الامر ليس سوى حرث فى البحر حيث مهما بلغت قدرتنا على التنظيم والسيطرة على مفاصل هموم الجماهير فان استمرار السيطرة الامريكية على مجرى النهر ستحسم الامر فى ختامه لصالح قوى الرجعية والطائفية ولن نكون حينها سوى مجرد ديكور لتجميل وجه الاحتلال القبيح. من ناحية ومن الناحية الثانية فاننا نكون قد قدمنا معروفا جزيلا لقوى الرجعية والطائفية والتخلف باخلائنا ساحة المقاومة للقوى المتأسلمة كمناضل وحيد ضد الاستعمار الحديث وتأكيد مقولة ان امريكا قد استطاعت تدجيننا حتى اصبحنا نستخدم مفرداته ومسمياته بملئ الفم كما جاء فى قالة السيد خالد السراي ممثل الحزب الوطني الديمقراطي
(( لقد تمت مناقشة التطورات السياسية الحالية وسبل التصدي للعمليات الارهابية ومطالبة الحكومة بزيادة اجراءاتها للحد من عمليات الاغتيال والحفاظ على ارواح المواطنين الابرياء))

فهل هذه العمليات، بالفعل، هى عمليات ارهابية، ام اعمال مقاومة مشروعة قانونا واخلاقيا، وفقا لنصوص الامم الامتحدة ومجلس امنها؟!!
وأليس اللجوء الى استخدام الحكومة فى مواجهة هؤلاء الناس سوى بعض من الاستجارة من الرمضاء بالنار؟!! وهل هى حكومة مما يجب احترامه والاعتراف به، ام هى صنيعة اخرى من صنائع الوجود الامريكانى فى العراق خاصة وان واحدة من اوائل قراراتها وانجازاتها هى وقوف مندوبها فى مجلس الامن مطالبا بتمديد فترة وجود القوات الاجنبية فى البلاد وكأنما مجلس الامن هو الذى ارسل تلك القوات الى العراق وليس قرارا منفردا تمت صياغته فى الكنيست وجارى تنفيذه بواسطة البيت الابيض؟!! وقد لمس السيد هاشم الحبوبي بعضا منعصب الحقيقة بقوله (( لو سألنا أي عراقي عن اسماء اعضاء الجمعية الوطنية فربما لا يستطيع ان يذكر خمسة منهم ومن أية قائمة فائزة برغم من انهم الان يظهرون على شاشات التلفزيون ووسائل الاعلام الاخرى)) فشعب لايعرف حتى اسماء القيادة المنتخبة بواسطته !! هل يجوز عقلا الاطمئنان الى هذا الانتخاب؟؟ أم انها صيغة تجميلية اخرى للوجه القبيح جدا للاصولية الجمهورية التى تمسك بتلابيب الشعب الامريكى ومن خلفه تلابيب كافة شعوب العالم. بالفعل فان ((المعوقات التي تؤخر انجاز عمل كبير بمستوى تحدي التأسيس لدولة عراقية عصرية حديثة ودستور متطور)) هى معوقات كبيرة وكثيرة تبدأ من فهمنا فهما سليما لما يدور حولنا واستيعابه ومن ثم تطوير آليات تعاملنا معه بصرامة اخلاقية دون اللجوء الى استخدام اية ميكافيللية سياسية او ازدواجية فى المعايير.

ورغم كل ذلك يبقى هذا الاجتماع والذي عقد في مقر الحزب الوطني الديمقراطي خطوة مهمة ومتقدمة كان لابد منها وان جاءت متأخرة بعض الشئ.

عبد المنعم الجزولى- واشنطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني