الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفه الحياه

فلوباتير صبرى ميخائيل

2013 / 12 / 21
الادب والفن


وقعت عينى عليهم وهم ينامون بهدوء عجيب وسلام عميق .......لا صوت يعلو ... لا حرب تنشب..... لا اموالا تسرق ... لا شىء مما نراه فى حياتنا موجود هناك...فكل ما نسعى اليه هنا هو مرفوض هناك ... كل ما هو غالى هنا قيمته ضئيلة هناك...كل طرق حياتنا باختلافتنا وعقائدنا وسياستنا نهايتها الحتميه هناك.......ان يُصنع الذهب من التراب ثم يعود الى نفس التراب........ انها فلسفه الحياه.
كنت اسير فى حياتى اشعر بان حياتى هى كنز يجب ان استثمره ......... انمى مواهبى واطور من قدراتى فقط لكى ما اصبح مشهورا واجنى اموالا من تلك المواهب .. كثيرا ما شعرت ان ما لدى من قدرات ومواهب ستجعلنى عظيما يوما ما ...... وسينظر إلى الكثير بفكر
ها هو يفعل وها نحن نتعلم .. ولكن عندما وقفت امامهم وتناثرت فى فكرى هذه الافكار التى كادت تحطم راسى راودنى سؤالاً هل هؤلاء كانوا مثلى وان كانوا كذلك ماذا افادتهم هذه المواهب الان .... هل اخذوا تلك المواهب معهم ام جعلت احدهم اكثر مجدا فى نومه .... لم تنفعهم هذه ولم ينفعهم هذا فى شىء ... فكلها تبخرت مع مهب الريح...كما يضمحل كل شىء فى حياتنا تباعا........عجيبه تلك الحياه التى تزرع وتمنح ولكن سريعا ما ياتى وقت الحصاد...ليحصد نفوسنا وقلوبنا من بيننا نحن هؤلاء السائرين فى طريق الموت.....
اى عقل يستطيع ان يصف مدى السعاده التى شعرت بها عندما رآيتهم هناك... شعرت بعالم اخر .... عالم له اسراره الخفيه .. له إسلوبَه الخاص ....... فما اجمل الاحساس حينما ترى ما ستنتهى اليه رحله حياتك .... وقتها فقط ستعرف معنى الحياه وما قيمتها فالانسان لا يشعر باهميه القطار الا بعد ان يصل حيثما يريد .....
انهم ينامون نوما هادئا ولكن فى هذا دروسا قويه فهم اكبر عظه لتفهم فلسفه الحياه واسلوبها ...بدايتها والى اين تنتهى...
وفى عمق تفكيرى سالت سؤالا اخر ... لماذا يهرب الناس من الموت او يخافون منه أليس هذا هو اساس الحياه... اين اباؤنا واجدادنا .. اين الصديق واين الحبيب .. اليس هؤلاء ينطبق عليهم لفظا واحدا ...ماتوا جميعا... ونحن ايضا سنأتى هنا يوما ... اذن فلماذا الصراعات والمعارك والنزاعات...لماذا الغضب ... والطمع.... والحسد...والكبرياء و التعظم....والخوف....وشهوة سفك الدم و الإنتقام...انه سعى الانسان المستمر الى الافضل فى حياته لكى يصل الى مرحله السياده العظمى على كل من حوله
ولكن ما الفائده ...لا شىء......... ولكن هذا يحدث لان العقول لا تدرك اهميه الموت وليست لها اهتمام به ..... لا احد يفكر فيه..ولا احد يستطيع ان يصف تلك اللحظات...
و ستبقي لحظات الموت غامضة لا يدركها إلا من يمر بها و لا يستطيع أحد ان يصفها و لا أن ينطق بها لأنه يكون قد مات فعلا بلا حياة ...بلا حراك بلا أنفاس في سكون بلا منطق.و قد تنساب الحياة من الإنسان في نومه أو حتي في جلسة هادئة دون أي ألم دون أي وجع و دون حتي أن ينتبه إليه مَن حوله....و لا أحد يسأل متي سيأتي دوري في هذا الطابور الطويل أو بالحري الجمع الهائل من البشر الذي كل منهم يذهب بطريقة أو بأخري الى هناك و لا يعود

فان قيمه الانسان الحقيقه ليست فى ما يملكه فى حياته ولكن فيما سيحيا به بعد مماته.....فماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه...فكل منا يسير فى رحله ستنتهى ف النهايه برحله واحده تصل الى حياه اخرى..

وفوقت من تفكيرى بنسمه هواء تصطدم بى وادرت وجهى عنهم وذهبت وتيقنت ان يوما ساعود هنا الى هذا العالم لانعم بما به من سلام ... فمن هنا بدآت حياتى والى هنا ساعود. فهذه هى فلسفه الحياه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب