الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ستقول السيدة النعيمي الى دولة الرئيس

رحمن خضير عباس

2013 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


" لااريد عزاك ..عزاي اريد التقي بك .اقابلك آنا وزوجي
عندي حجي هواية وياك .. حجي يبرد كلبي.."

هذا ماقالته السيدة النعيمي مخاطبة رئيس الوزراء المالكي ،من خلال احدى القنوات التلفزيونية التي زارتها الى بيتها ، لتصور لقائها مع قاتل ابنتها . وفي البداية اعترف بان هذه الأم الفاضلة التي ثُكلت بابنتها هي أمُّ تستحق منا - كعراقيين - الإنحناء ، احتراما لصمودها وحزنها ، كما اثبتت للجميع انها مثال جميل للمرأة العراقية في ابهى تجلياتها الإنسانية . حين رأت القاتل لم تنتقم منه كما توقع البعض ، بل عاملته بنبل لايستحقه ، ثم قبّلت رأسه المشحون بالحقد والجريمة حتى أبكته ! . قالت له : انت اسرعت في ارسال ابنتي الى الجنة " زفيت بنتي للجنة " ثم قالت له كلمات تصدع حتى الصخر " انت جاهل لاتقرأ وهي تعرف لغتين ..انت جاهل وهي متعلمة " ثم بدأت تلك السيدة تستعرض إنجازات ابنتها الأعلامية المبدعة نورس النعيمي . كتبها واوراقها الملوثة بالدم ، رسومها ، شهاداتها ، طموحاتها في الحصول على الدكتوراه . ولكن فوّهات مسدسات الجهل والإرهاب والحقد كانت لها بالمرصاد .
ماذا يمكن لهذه السيدة المثكولة ان تقول للمالكي ؟
ستقول له : انك المسؤول الوحيد عن التدهور الأمني المريع في العراق ، وذالك لأنك قد نصبت نفسك قائدا وزعيما لكل المرافق الأمنية في البلد ، ومنها رئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، ولكنك لم تستطع ان تفعل شيئا . وبقي الأمن غير متوفر في البلد ، لأنك يا دولة الرئيس غير كفوء . فما علاقتك بالأمن والدفاع والداخلية وانت خريج لكلية اصول الدين التي لاعلاقة لها بهذه المناصب التي احتكرتها دون وجه حق . فلا انت بالقادر ان تفعل شيئا ، ولاانت من تعطيها لمن هو أكفأ منك ، فبقي شعبنا العراقي يعاني ولسان حاله كقول المثل المشهور " لا أغنيك ، ولا أخليك تجدي "
إنّ قوة اي نظام وهيبته تكمن في قوة سجونه واستحكاماتها , لأن السجن له علاقة بقوة القضاء ايضا وهيبته ( ولا اعني سجون الرأي ) فاذا استطاع السجناء ان يَهربوا أو يُهربوا بين الفينة والأخرى، فما قيمة القضاء ، وكيف يمكن للمجرمين ان يقلعوا عن جرائمهم .. ان سجونك يادولة الرئيس مخترقة وقد هرب المئات من عتاة المجرمين والأرهابيين من السجون ، لتبدأ معهم دورة جديدة من القتل والفتك فاذا مات احدهم فهو الى جنة الحوريات وخمرة الفردوس !، واذا لم يمت فهناك تطمينات بأنهم ، اي القتلة سيخرجون من السجون بالتهريب كما حدث في سجونك يادولة الرئيس .. هل تحملت المسؤولية ؟ هل إعتذرت للعراقيين عن فشلك ؟ ولكنك بدلا من هذا وذاك قدمت تصريحات ساذجة تتهم فيها الشركاء مرة ودول الجوار مرة اخرى ، ولم يخطر ببالك وانت تعيش في نعيم السلطة ان تحمّل نفسك .
ان قاتل نورس النعيمي هو احد المنحرفين الموعودين بالجنة او بالأخراج من سجونك الورقية ومن قادتك وجنودك المرتشين .. اتعلم يادولة الرئيس بأن اباطرة الصين بنوا سور الصين العظيم لأتقاء هجمات أعدائهم ، ولكن الأعداء دخلوا من ابواب السور عن طريق شراء الحراس ! وبما انك بنيت جيشك على اساس الولاء للحزب او المذهب او المال وليس على اساس الكفاءة او المواطنة فان هؤلاء سيبيعونك ويدخلون اعداء الوطن من الأبواب . ولاشك ان الطاغية صدام قد مر بنفس الخطأ وها انت تسير على نهجه في تجنيد الموالين لك ولحزبك ، وها انت تجعل من ابنك احمد يحذوا كحذو عدي في الإستئثار بمناصب ومسؤوليات - كما ذكرت ذالك في احدى مقابلاتك التلفزيونية - وكذالك توزيع المناصب على الأصهار والمقربين .
إنّ الفساد الذي ينخر حكومتك يا دولة الرئيس جعل من العراق اما في ذيل القائمة العالمية اذا كان البحث عن الأحسن او في رأس القائمة اذا تعلق الأمر بالأسوء . وقد ساهمتَ حكومتك في تكريس الفساد واشاعته . وقد اصبح العراق برمته غنيمة يتمتع به ( الدعاة ) من حزبك ومن الأحزاب الحليفة ، والتي لبست جلباب الدين او المذهب . الفساد في حكومتكم هو الحاضنة الرئيسية للأرهاب الذي أغرق البلد في بحر من الدماء . الفساد الذي جعل من ميزانياتنا السنوية تتلاشى دون ان نرى مردودا على الأرض . ليس لدينا مستشفيات ولا مدارس ولاخدمات كبقية الناس .. كلما زدنا ثراءا زدنا جوعا .. وكلما زاد الأنفاق على الجيش والشرطة كلما ازداد الموت
لقد احتكرتم السلطة وتصورتم ان البلد قد اصبح ملكا لكم ، وملكا لأفكاركم ، فجعلتموه مرهونا لمعتقداتكم ، ولم تفكروا - ولو قليلا - ان الديمقراطية ليست الأصوات التي تجمعونها من المحتاجين بشتى الوسائل كي تصلوا الى الحكم . الديمقراطية هي حرية الرأي وحقوق المواطنة والعمل على خدمة الوطن اعتمادا على مبدأ الكفاءة والمواطنة .واتاحة الفرص الى الجميع بدون استثناء او استئثار . اما ديمقراطيتكم فقد جعلت خيرة الناس ايتاما في وطنهم ، فهاجروا الى ارض الله الواسعة ، وبقيتم انتم تقطفون ثمارا لم تساهموا في بذرتها ، وتناسيتم انكم إزاء شعب كبير في تنوعه .فاغرقتم البلد في ما تعتقدونه انتم ‘ ونسيتم أنّ الديمقراطية هي وجه من وجوه العلمانية التي توفر العدالة والحرية لكل أطياف المجتمع .
عذرا للسيدة المفجوعة بابنتها ، لقد تكلمت نيابة عنها ، مع انها اكثر فصاحة منا جميعا ، واكثر شجاعة ونبلا . انها امّ مثالية . ولكنني لاأعتقد ان ما قلته اوستقوله السيدة ، سيكون له تأثير على دولة الرئيس ، لأنه ببساطة لا يقرأ ولايسمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دولة الرئيس
شاكر شكور ( 2013 / 12 / 22 - 05:25 )
مقالة موزونة وحكيمة تستند على حقائق لا يستطيع احد نكرانها ، انا برأيي ان المالكي يستغل الشيعة لأجل كرسي الحكم لأنه يخوفهم بين تارة وأخرى في خطاباته بشبح صدام المتمثل بخطر اعتلاء السُنّة للحكم وهذا مقابل السكوت عن فشله ، وهذا هو نفس الأسلوب الذي كان يتبعه صدام عندما كان يخوّف حاشيته التكريتية بخطر قدوم الشيعة بمساعدة ايران لكي يلتفوا حوله ويسندوا كرسيه ، لقد ابتلى الشعب العراقي بالحكام الجهلة والمعقدين وأعتقد ان المستوى العلمي لحكام العرب تحدده الدول الكبرى لتجعل ذلك الحاكم قدوة في تجهيل شعبه ليسهل على تلك الدول التحكم بالشعوب المتخلفة ، تحياتي للأستاذ رحمن

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي