الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.الويسكي و الشمبانيا بين الدين و السياسة...

احمد الطالبي

2013 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قد يتساءل القارئ مستنكرا لماذا الخمر والدين والسياسة، وما الذي يجمع بين الخمر و الدين و السياسة ؟
مناسبة هذا الكلام،هي رفض السيد بنكيران ووزيره في الميزانية الأزمي في مداولات مناقشة ميزانية 2014 الزيادة في أثمنه الويسكي و الشمبانيا وهي كما هو معروف خمور تستهلكها الطبقات الميسورة والبورجوازية، وربما هي هدية رأس السنة، وبهذا يكون السيد بنكيران مرة أخرى منحازا إلى هذه الطبقة كما كان منحازا إليها عندما رفض فرض ضريبة على الثروة . بالمقابل شن هجوما على صعاليك الطبقة الوسطى والبورجوازية الصغرى بالزيادة في تضريب أثمنه الجعة والنبيذ الأحمر، هذا إذا لم يفكر في الزيادة في اثمنة كحول الحريق و مادة الدوليو التي يستهلكها المسحوقون هروبا من واقع مرير لم يعودوا يطيقونه في ظل حكومة لا تحسن الإنصات إلى آلام الشعب بقد رما هي منشغلة بإفراغ جيوب الفقراء في صناديق الأغنياء. وقد شن السيد بنكيران سابقا هجوما كاسحا على القدرة الشرائية للشعب عبر فرض المقايسة في المحروقات. كما أنه بصدد تكسير عظام الأساتذة المحتجين أمام البرلمان والمطالبين بحقهم في الترقي وهو الذي قال يوما : صوتك فرصتك ضد الفساد والاستبداد، فإذا به الآن يدعم الفساد و يكرس الاستبداد....

لنعد إلى صلب موضوعنا الذي هو الخمر ، فإذا ما سألنا بنكيران وكل وزراء حزبه خارج السياسة ، سيكون القول شيئا آخر...
سيقولون هي رجس من عمل الشيطان ، وهي أم الخبائث ونعوذ بالله منها و ملعون صانعها و شاربها و حاملها و آكل مالها ...
لكن السيد الوزير- الإسلامي طبعا- استمات في الدفاع عن مشروبات الطبقة الميسورة والغنية ليمتعها بكل ملذات الدنيا ، وزاد في نسبة تضريب الجعة والنبيذ، ليس ليثني ذوي الدخل المحدود عن شرب الخمر بل ليزيد من مدا خيل ميزانيته ويدس فيها بعضا من المال الحرام- إذا سايرنا منطقه و موقفه من الخمر- وليطعمنا منه ، هو التناقض إذن وربما قلنا هو النفاق وازدواجية الشخصية..
حقيقة أنا أشفق على السيد الوزير ومن معه من رفاقه في الحزب عندما يضعون أنفسهم في مثل هذه المواقف التي يصعب فيها الجمع بين الدين و السياسة ومع ذلك يصرون على الظهور بمظهر الثقاة عندما يتواصلون معنا أو عندما يقومون بحملات انتخابية ...
لكن لم لا نقول بأن السيد بنكيران بدأ يتعلم أشياء لم يكن يعرفها . فربما اكتشف لأول مرة أن الدين شيء و متطلبات السياسة شيء آخر وهذا إيجابي. خاصة و أن قطاع الخمور يدر على الخزينة أموالا طائلة ويستوعب جزءا كبيرا من الطبقة العاملة وتنشيط السياحة ..

أنا أتخيل صعوبة الموقف ، وزير – إسلامي كما يدعي– يدافع عن الويسكي و الشمبانيا. والله إني أشفق عليك سيدي الوزير...

لكن لا عليك. فالخمر تحدث و تكلم فيها الشعراء الكبار فهذا عمر بن كلثوم يقول :

ألا هبي بصحنك فاصبحينا و لا تبقي خمر الأندرينا
مشعشعة كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا

وقال حسان ابن ثابث أمام الرسول :
ونشربها فتتركنا ملوكا و أسدا ما ينهنهنا اللقاء
ولم ينزعج الرسول من ذلك .

وقال فيها أبو نواس
دع عنك اللوم فإن اللوم إغراء وداوني بالتي هي الداء
وقال أيضا :
ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر و لا تسقني سرا إذا أمكن الجهر
وبح باسم من تهوى ودعني من الكنى فلا خير في اللذات من دونها ستر

وقال نزار قباني مخاطبا دمشق:
إن النبيذ هنا نار معطرة فهل عيون نساء الشام أقداح....

أتمنى سيدي رئيس الحكومة أن تترسخ لذيك القناعة بأن الدين و السياسة لا يجتمعان إلا في رأس منافق .. فمزيدا من الشمبانيا و الويسكي لأهله و مزيدا من القهر و الزرواطة و السجون لفقراء الشعب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر