الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ الذي أكَلَ كعكة الوطن ......!!

هفال عارف البرواري
مهندس - كاتب وباحث

(Haval Arif)

2013 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا" ما نسمع في الآونة الاخيرة مثل هذه المصطلحات التي يطلقها دعاة الوطنية ,, الذين ناضلوا في سبيل تحرير أراضيهم والذين كانوا يوما" من الأيام يبيعون الغالي والرخيص في سبيل الوطن ,,
بل كان احدهم يفدي بحياته عندما يسمع اغنية حماسية تلهب مشاعره وسط من كانوا يسمون بالأعداء ؟..
ثم مالبث ان تحققت مطامحهم واهدافهم التي كانت أحلاما" بالنسبة لديهم,,
واصبحوا مستقلين يديرون أمورهم بأنفسهم واصبحوا هم ورثة الحكم وادارة الوطن فهم من ناضلوا وهم يستحقون أن يكو ن لهم الفضل في زرع بذرة الاستقلال وإرواءها لكي يقف هذا الوطن على رجليه ويستعيد قوته واستقلاله مثل ما فعله الكثيرون أمثال نيلسون مانديلا وغيرهم وبالتالي أزدهارهذا الوطن امام أوطان العالم ......
ولكن العجيب أن ورثة الحكم والذين ناضلوا من اجل هذا الوطن حولوا اوراق ورثة الحكم الى الورثة الشرعيين للوطن نفسه وليس للسلطة التشريعية المستقلة والقضاء الوطني والذي كان من المفترض ان يفسحوا المجال للشعوب ان تفرز ما بداخلها من طاقات مبدعة كي تقوم هي بالتقدم والرقي المنشود والذي كان حلم هذا الشعب وبها كانوا يتغنون على انغامها ...
ولهم الحق ؟ فعندما ذاقوا طعم الحكم وسطوته ونعيمها وملذاتها ومايُجنا من وراءها من اموال طائلة فالاوطان لها مخزون مالي رهيب جعل المناضلين القدماء يستشعرون بحرص الاعداء قديما" للحفاظ على هذه الاوطان تحت سطوتهم !...
نعم لقد وصولوا الى هذه الحقائق؟؟
لذلك برَّروا إدامة سلطتهم ونفوذهم الى أجل غير مسمى
على أساس أنهم هم من ناضلوا وهم من يجب ان يحكموا الوطن واصبحوا من غير ان يدروا أعداء" على رقاب اوطانهم لأن نضالهم كان في الاصل من أجل تحقيق الحرية والعدالة المطلقة ..

والغريب انهم حولوا الوطن الى كعكة لكي يأكلوها وينهبوها وأن هذه الكعكة هي عربون كل هذا الجهد والنضال الذي قدموه فداء" للوطن ؟؟؟..
نعم لقد اصبحت الاوطان كعكة تؤكل والذي ناضل هو الذي يستحق هذه الكعكة ؟ لذلك ترى في كل انتخابات يتحدث معارضوا السلطة على ما وصل اليه حال اوطانهم من فساد ودمار في البنية التحتية وتحول القانون الى محسوبية وانه وانه ,,,,,ويتكلم هذا المعارض ليل نهار عن الاوضاع المتردية ....
أما السلطة فهي لا تتكلم ولاتدافع عن نفسها بل تنهي كل هذا الضجيج في ما يقال من مساويء ومعانات بجمل مختصرة وهي :
* ( هل تريدون الجلوس عل سفرة كعكة الوطن بهذه السهولة ؟؟)..
* (هل تريدون منا بعد كل هذه التضحيات والنضال الذي قمنا به أن نترك كعكة الوطن لمن كان في ايام النضال في بطن أمه او كان يرضعه أمه ويلعب في الشوارع ؟؟)
* ( هل من المعقول ان يأتي أحد ما على مائدة الأكل وعالى الحاضر؟ وهو لم يطبخ ولم يبيع الغالي والرخيص من اجل هذه المائدة )
*..(هل بعد كل المعاناة من اجل الوطن يأتي أحد ما ..!!! وكأنه هذا الــ مـا (جاء من المريخ وليس هو من أهل الوطن )...ياتي ليأكل هو كعكة الوطن ؟؟)

مستحيــل وهيهات هيهات ,,لن يتذوق أحد الكعكة إلا من ناضل في إستواءها!!....................
أوف أوف ,,,لقد أصبح النضال والوطن كعكة تؤكل !! ,,,,, ولم نعلم ذلك إلا بعد تقارب وأفول النظرية الوطنية والقوميةبالزوال وبعد فوات الأوان ؟؟
إذا" فالتخرص كل افواه المعارضة ,,,لأنه وبكل بساطة أصبح الوطن والنضال ليس من أجل الوطن ,,بل من أجل كعكتها ؟؟ ..
نعم الكعكة وما ادراك ما الكعكة فمن ذاقها من الصعب أن يتركها بكل هذه البساطة ...
لذلك تجد اهل هذا الوطن الذي ينشد الاناشيد من أجله يستغرب عن هذا التهميش الذي يلاقيه من جانب السلطة فالشعب هو آخر شيء تقوم السلطة بالتفكير فيه فهذا الشعب هو الذي قام (في الاصل ) بالنضال وسميت الحركات الوطنية بإسمه فسميت الحركات الوطنية بالحركات الشعبية
فلماذا تركه السلطة ولم يعطي استحقاقه من هذه الكعكة...
مَنْ أكل حصته من الكعكة (حسب النظرية الكعكية للوطن ؟؟)

فهو لا يدري مايجري ما حوله ولم يذق طعم الكعكة بعد,, اما اصحابه في السلطة ؟؟فقد أكلوا وشربوا و نعموا بهذه الكعكة ولكن يبدوا من شكله أنه هو الكعكة ؟؟؟
فبه يؤكل الكعكة ولولاه لما كان للسلطة هذه الجرأة في استباحة كل ثروات الوطن لمصالحه فهو الوقود الذي تشعل لكي تستوي بها هذه الكعكة .......................
لكنني أتســــــــــــائل ,,,,
هل حقيقة الأوطان هي كعكة تؤكل................أنا لا أدري لأنني لم أتذوقها بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه