الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحزاب و الحركات التركمانية في الميزان على طريقة جحوش الديمقراطية البعثية بنسخة الحزبين الكورديين!!

عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

2013 / 12 / 22
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



في 17 تموز عام 1968 م تسلم حزب البعث السلطة في العراق بانقلاب عسكري قاده أحمد حسن البكر ومجموعة من الضباط، وادعى أن ثورته بيضاء، مالبثت ان تحولت الى حمراء من غزارة الدماء التي سالت في الحروب الداخلية والخارجية التي استمرت حتى سقوط النظام يوم 9 نيسان عام 2003 م.
أبرمت الحكومة العراقية والزعيم الكوردي الراحل الملا مصطفى البارزاني إتفاقية 11 آذار 1970 إعترفت فيها بالحقوق القومية للكورد وقدمت لهم ضمانات بإشراكهم في الحكومة واستخدام اللغة الكوردية في المؤسسات التعليمية، فاستبشر العراقيون بذلك خيراً آملين به أساساً مناسباً لحل القضية الكوردية.
إنقضت الأربع سنوات المقررة لتنفيذ الاتفاقية، ونكث نظام البعث عهوده، مشرعاً قانون الحكم الذاتي، مشكّلاً مؤسسات كارتونية تابعة له لإدارة شؤون كوردستان كالمجلسين التشريعي والتنفيذي، ينتمي رئيسيهما وجميع أعضائهما الكورد (المنتخبين ديمقراطياً على الطريقة البعثية) إلى صفوف حزب البعث وأجهزته المخابراتية، وينفّذون أجندته في التجسس على أبناء جلدتهم وتصفيتهم كسباً للمنافع الشخصية الضيقة.
وحلّت فترة الحرب العراقية- الايرانية (1980- 1988) كأسوأ الفترات التي مرت بالشعب الكوردي، إذ شهدت قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي، وتصفية أكثر من 188 الف مواطن كوردي، وغيرهما من جرائم الحرب والأبادة بكل أصنافها.
لم تتمكن تلك الحملات من ثني إرادة الشعب الكوردي، فدروس التاريخ تخبرنا أن الشعوب باقية وأنظمة الحكم وأحزابها وزعمائها زائلة لا محال.
ولأن التاريخ يعيد نفسه.. يقف المواطنان الكوردي والتركماني مندهشين ليقولا: ما أشبه اليوم بأمس! فتجربة نظام البعث -آنفة الذكر- تتكرر اليوم في اقليم كوردستان بحق التركمان من خلال مصادرة حقوقهم ودورهم الحضاري وإختزالهم بأحزابٍ تركمانيةٍ كارتونية موالية للحزبين الكورديين الحاكمين، ينتمي رؤساؤها وأعضاؤها ونوابها إلى صفوف الحزبين الديمقراطي الكوردستاني(البارتي)، والإتحاد الوطني الكوردستاني(اليكيتي) وينفذون أجندة أجهزتهما الأمنية والمخابراتية (ئاسايش و ده زكاى بارستن) في التجسس على أبناء جلدتهم وشعبهم والمتاجرة بدماء التركمان كسباً لمنافع ضيقة تماماً كما فعل (عبدالقادر بزركان) رئيس مايسمى حركة الاصلاح التركماني المدعوم من(البارتي) في نيسان 2005.
فهؤلاء يتحركون بأوامر (البارتي واليكيتي)، ويمنحون مبالغ من أموال الشعب (تصل شهرياً الى 150000 دولار) متحوّلين بذلك إلى سماسرة وتجار، ضاربين عرض الحائط قضية المكون التركماني.
ورغم كون التركمان شعباً أصيلاً في المجتمع العراقي، لهم أمجادهم، وعطاؤهم الإنساني، وتراثهم الحضاري، وطموحاتهم المشروعة، إلاّ أننا لا نجد في جميع المفاصل الادارية والتشريعية للإقليم، ولا في السلك الدبلوماسي عناصر تركمانية.
معلوم للجميع أن بعض روؤساء ونواب الاحزاب والحركات والقوائم التركمانية كان في صفوف الحرس القومي عام 1963 وارتكب ابشع الجرائم بحق الشعب الكوردستاني، وبعضهم الاخر شارك ضمن صفوف حزب البعث منذ السبعينيات في ترهيب الناس، ويقيناً أنهم لن يتمكنوا من إقصاء إرادة الشعب التركماني، فهم لا يمثلونه تحت قبة البرلمان فعلياً بل صورياً، وفي الانتخابات الاخيرة التي جرت في سبتمبر عام 2013 لم يحصلوا على مقعد واحد من خلال التصويت بل دخلوا البرلمان من خلال 5 مقاعد كوتا، اي من خلال التسوّل السياسي وهذا دليل واضح على افلاسهم، وعمالتهم وخيانتهم.. أولاء من أتخذو من برلمان كوردستان مركزاً تجارياً لتحقيق مصالحهم الشخصية.
كيف - اذاً - يمكن ترسيخ حقوق الشعب التركماني ومشاركته في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والادارات المحلية في الاقليم من خلال هذه الاحزاب المرتزقة؟ لماذا سكت (البارتي) عن هذه الظاهرة غير الديمقراطية، الا تخشون يوماً سيأتيكم عاجلاً ام آجلاً لن يرحمكم فيه الشعب؟
فالاحزاب التركمانية الموجودة في الساحة الكوردستانية (انتهازية) تتقاضى ميزانية من ( البارتي) بهدف تحقيق المصالح الشخصية، وتكريس حالة الفئوية والطائفية، والمتاجرة بالتركمان.
ان عشرة من تلك الاحزاب صنعها البارتي، وثلاثة منها صنعها الاتحاد الوطني، فيما صنعت المخابرات التركية الجبهة التركمانية، ولعل أبرز تلك الأحزاب و الحركات و الجمعيات التركمانية العاملة في كوردستان الآن:
1. حركة الاصلاح التركماني برئاسة عبدالقادر بزركان
2. الحركة الديمقرطية التركمانية برئاسة كرخي نجم الدين آلتي برماغ
3. جمعية الثقافة التركمانية برئاسة جودت النجار
4. حركة التركمان المستقلين برئاسة كنعان شاكر عزير أغالي
5. حزب الشروق التركماني وأمينه العام موفق قوربالي
6. حزب الإنقاذ القومي التركماني برئاسة شيرزاد أنور عويز آغا
7. الحزب الديمقراطي التركماني الكوردستاني برئاسة دلشاد بكر جاوشلي
8. الاتحاد التركماني العراقي وأمينه العام سيف الدين دامرجي
9. حزب الإخاء التركماني برئاسة وليد شركة
10. قائمة تركمان اربيل برئاسة محمود عبدالخالق الجلبي
11. قائمة التغيير والتجديد التركماني برئاسة محمد سعدالدين شكر
12. قائمة التقدم التركماني برئاسة منى نبي نادر القهوجي
13. الجبهة التركمانية العراقية برئاسة أرشد الصالحي
14. جمعية الليبرليين التركمان برئاسة سامي شبك
15. تركمان قرداشلق اوجاغي برئاسة وداد ارسلان
ان مثل تلك الاحزاب والقوائم والتجمعات مصيرها الزوال لان هدفها المنافع الشخصية، ونتمنى على السياسيين الشرفاء العمل على توحيد صفوف الشعب التركماني، ونبذ كل الخلافات والفتن الطائفية التي يعمل اعداؤهم جاهدين على إذكائها لتشتيت صفوفهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا