الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربعينية التحالف الوطني و -البعبع- القادم

محمود القبطان

2013 / 12 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



أتمنى أن لا يُساء الفهم من عنوان المقالة هذه,لكن الأحداث تدل على علاقة بين الانتخابات والزيارة الأربعينية في كربلاء التي تجري هذه الأيام. الجموع تتوافد الى كربلاء بمختلف الطرق ,أكثرها مشيا على الأقدام,القوات الأمنية في استنفار تام وكبير من أجل درأ المخاطر عن الزوار وإفشال مخططات الإرهابيين والأحزاب المهيمنة طائفيا تحاول الاستفادة من هذه الذكرى لما وراءها.

ولقد بدأت الحملة الانتخابية بطريقة ملفتة للنظر وبشكل وكأن الانتخابات اليوم وليس غدا,فانتشرت صور المرشحين ورؤوساء قوائمهم والكلمات العسلية والتي من يقرأها يتصور إن العراق سوف يصبح في مقدمة الدول خلال الفترة القادمة.عندما يرى المشاهد مناظر مراقبة السائرين الى كربلاء وبعض مناطق كربلاء يرى الرايات التي ترفرف فوق صور رؤوس رؤوساء الكتل الحزبية الإسلامية قد انتشرت في كل مكان,المُجسّر الكبير ذو الطابقين قد ملئ بمثل هذه الرايات واللافتات وكأن المناسبة سباق انتخابي وليس إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحُسين.السباق المتسارع بين حلفاء الأمس أصبح قويا وقد يكون حادا في بعض الأوقات وحسب قرب الانتخابات من موعدها.هل ينظر الزائر الى تلك اللافتات المعلقة في كل مكان أم يختار الوصول الى المرقد الحسيني ليؤدي الزيارة ويرجع سالما؟من يموّل هذه التظاهرات الانتخابية وفي هذا الوقت المُبكّر؟ ولماذ تتحول مناسبة دينية بمثل هذا الوزن الى حملة انتخابية,وفي حين أعلنت المرجعية صراحة أن لا تسييس الزيارة لأغراض انتخابية؟ أرى ,شخصيا, أن الانتخابات والسباق للفوز بأكثرية للبرلمان أكثر أهمية من الاستماع الى نصائح المرجعية الدينية والتي يحال المتصارعون زجها في الانتخابات ولو من بعيد.في العشرة الأولى لشهر محرم الحرام سمع الجميع القصائد السياسية ضد الفاسدين والفساد الذي استشرى في أرجاء الدولة وفي كافة المستويات وكانت تظاهرات صريحة ضد رأس الحكومة.فهل أتعض المعنيون في هذا الإنذار؟

لقد تنبأ ساسة التحالف الوطني بأن سياسة لي الأذرع من قبل دولة القانون المسيطرة على كل زمام الأمور لن تصل الحلفاء الى البرلمان بالعدد المطلوب,ولذلك صدرت بعض التصريحات الصحفية واللقاءات على الفضائيات بأن الأمر لا يمكن أن يستمر بولاية ثالثة للمالكي.ويجب تغيره.لقد تدخل القضاء مرغما بسبب عدم استقلاليته,الى جانب دولة القانون فأجاز الولاية الثالثة لان هذا "لا يتعارض" مع الدستور . وفي سباق جديد لدراسة الخسارة التي منيت بها دولة القانون بعد انتخابات نيسان في هذا العام لمجالس المحافظات"جن جنون دولة القانون",كما قالها عبدالإله النصراوي الأمين العام للحركة الاشتراكية في العراق في لقاء بالعراقي على قناة فضائية الحرة-عراق قبل أيام قليلة. وقد تحول الصراع بين حلفاء الأمس الى بين صراع أعضاء التحالف الوطني الى حملات إعلامية حادة تسقيطية ,مما حدا بالمالكي بطلب خاص لأحد أعضاء كتلة الأحرار بوقف هذه الحملات ,وربما استجاب لان ما حدث بعد هذا يدل وبدون شك إن هناك شيء في الأمر ربما لم يصل مباشرة للمشاهد أو المواطن في الشارع.

ماذا حدث خلال ألأيام المشحونة؟

وعلى ضوء ما حدث من نتائج في انتخابات مجالس المحافظات تقرر تجميع القوى في البرلمان ليقروا قانونا جديدا للانتخابات يقوّض فرص القوى المدنية من الحصول على مقاعد برلمانية بعدد قد يشكل خطرا على البعض وفي مقدمتهم كتلة دولة القانون,ومن جهة أخرى بدا لباقي كتل التحالف الوطني إن الأمر يستحق وقفة جدية فيما تشير كل التوجهات في الشارع العراقي الى تقبل الجماهير التيار المدني الديمقراطي بعد فشل الحكومة ومن يديرها منذ 2003 في تقديم البديل الحقيقي لتحقيق أماني الناس في العيش الكريم وتقديم الخدمات والأمن والاستقرار وعلى كافة المستويات. وبالرغم من كل الانتقادات التي وجهتها معظم كتل التحالف الوطني الى المالكي تحديدا اجتمع الحكيم بالصدر أمس الأول ليتفقوا على أمكانية التحالف مع دولة القانون قبل وبعد الانتخابات وأكدوا على إمكانية بقاءه لفترة ثالثة في إدارة الدولة سبق وأن عارضوها.وإن تبدل المواقف عند مقتدى الصدر وبهذه السرعة قد يبقى مغزاها غير معروف ولو لفترة بالرغم من تصريحه لجريدة الحياة والذي نشر في الإعلام حول معارضته للمالكي حيث قال"فجميع السلطات القضائية ومفوضية الانتخابات والهيئات المستقلة والجيش والشرطة والوزارات وغيرها عموما باتت بيد واحدة لاغير".وإذا كان كذلك فما هو المغزى من إبقاءه لفترة أربعة أعوام جديدة؟ ولماذا كان التصعيد بين دولة القانون وكتلة الأحرار عبر الفضائيات وشحن الشارع العراقي والذي لم تعوزه الاضطرابات اليومية من قتل وتفجيرات وكثرة فساد ورشاوى,إذا كانت النتيجة الاتفاق مجددا على المالكي؟ من تدخل في الأمر؟ قد لا يكون سرا,فإيران ورجلها الأول في العراق هو من ضغط في الأمر,وفي المقابل التشدد من الطرف الآخر عبر استمرار اعتصام"الكرامة" في الانبار يقابله ضغطا من السعودية لبقاء الوضع العراقي هشا الى أبعد الحدود حيث ليس هناك أكثر من حديث غير التدهور الأمني الكبير ونتائجه الكارثية.وبالرغم من تعدد قوائم التحالفات بين الكتل الواحدة لقياس قدرة كل منها وفي كل الأطراف لكن تغييرا كبيرا وبرلمانيا سوف لا يحصل في مثل هذه الظروف وقد تستغل الماكنة الحكومية وأطراف أخرى في تزوير الانتخابات,وكما قالها الجعفري في أحدى مقابلاته التلفزيونية,وكما قال باقر الزبيدي مهما يحدث بين كتل التحالف الوطني فأنهم سوف يتفقون على وحدة التحالف الشيعي لبقائه الأقوى في الساحة السياسية وإدارة الدولة وكما قالها سامي العسكري والذي سوف يشارك بكتلة خاصة به للضغط على المالكي قالها :نحتاج الى دورة أو دورتين انتخابية قبل أن يتعلم الشعب الانتخابات والابتعاد عن المحاصصة.
إذن المعركة قاسية ولكن نتائجها أصبحت معلومة,اصطفاف طائفي وقومي كما كان وكما يراد له أن يستمر,ومثل ما فشلت حكومة الشراكة الوطنية,كما أسموها,سوف تفشل الحكومة القادمة لأنها سوف تبنى على نفس الأسس السابقة,محاصصة على أساس الطائفة والعرق .
ومحصلة سير الملايين الى كربلاء في ذكرى أربعينية الإمام الحُسين استغلت ومبكرا لنتائج الانتخابات تحذيرا من خطر قادم وهو "البعبع" الجديد.من هو هذا القادم؟

إنه التحالف المدني الديموقراطي والذي يظم بين مرشحيه الشخصيات الوطنية والتي تريد أن تنهض بالمشروع الوطني الذي غاب طيلة العشرة أعوام الماضية حيث لم تكن بين أجندات الكتل المسيطرة على الدولة وثرواتها غير تقسيم الغنيمة السياسية بينهم.
جاء برنامج التحاف المدني الديمقراطي بستة نقاط مهمة تناستها الكتل المتقاتلة وهي :
إقامة دولة مدنية ديمقراطية,وإقرار ستة قوانين مُعطلة:قانون الضمان الاجتماعي والذي يضمن حياة كريمة للمواطن,إقرار قانون العمل,قانون الاستثمار ,قانون الأحزاب,قانون حرية التعبير وإتاحة الملومة للمواطنين وتعديل قانون الانتخابات وجعله منصفا للجميع.

نعم هذا البرنامج لو وصل الى الجماهير,ويجب أن يصل, سوف يحقق انتصارا كبيرا لان القائمين على إدارة الدولة لم ولن يفكروا بغير الحصول على أكبر عدد من المقاعد لشخصيات منسية وليس لها تأريخ من النزاهة والكفاءة ولن يكون همهم غير الاستحواذ على المناصب والثروات ليصبحوا في عداد الملياردية في العالم,ومن يدير اكبر شركة في الشرق ومن له رصيد ضخم في بنوك الإمارات وهكذا.. والشعب يغتسل يوميا بدمائه المهدورة.

الجماهير محركة الأحداث وعليه العمل بين صفوفها له أهمية كبيرة من أجل استعادتها لصالح التحالف المدني الديمقراطي والذي يُمثل وبصدق طموحات الفئات الواسعة من قطعات الشعب الذي اكتوى بحكومات المحاصصة الطائفية والقومية.إن على كل جماهير هذا التحالف أن يتصلوا بأكبر عدد ممكن من الناس و بكل الطرق والوسائل المتاحة غبر التواصل الاجتماعي والاتصال التلفوني وإرسال الرسائل التلفونية,مادام الإعلام المرئي مُحدد لكتل دون كتل وأكثر عدم وجود فضائية للتحالف المدني نفسه.,وأمر آخر لا تقل أهميته هو توحيد التيار المدني الديمقراطي وعدم تشتته بين قوائم لا تقدم نفعا للعراق وشعبه والابتعاد كل البعد عن الاختلافات اللامبدأية .
د.محمود القبطان
20131222








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-