الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زلنا نردد قصائدك يا احمد

طه رشيد

2013 / 12 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وانا اعد هذا العمود عن الشاعر الكبير احمد فؤاد نجم حتى داهمنا خبر آخر اكثر حزنا وهو رحيل صوت البصرة الدافئ صوت العراق الرافض ، صوت الرجل الذي لم يطأطئ رأسه لنظام، ولم يغن يوما لمسؤول، انه الفنان فؤاد سالم الذي غادرنا في الاسبوع الماضي . وانا على ثقة بان زميلي رئيس التحرير فالح حسون الدراجي سيكتب عن مغنيه الاول ورفيق دربه بما يكفينا كلاما ومواقفا ومشاعرا .
اعود اذن لشاعرنا احمد فؤاد نجم الذي ساهم، بصحبة المغني الكبير الشيخ امام، في مطلع السبعينيات باعادة انتاج وعينا بشكل خلاق، كي ننتبه على ما يدور حولنا،نقرأه ونحلله، وجعلنا نشعر باننا نحن الطلبة والشباب رقم صعب في المعادلة السياسية، فنحن جذوة الثورة دائما ووقودها ووردة على صدور الطبقة العاملة، فاصبحت قصائد نجم، وخاصة تلك التي يغنيها الشيخ امام ، منشورا سريا نتداوله ونأوله بنفس الوقت بما يخدم موقفنا من النظام الدكتاتوري السابق. لقد تمدد احمد فؤاد نجم خارج حدود بلده مصر، ليكون فنانا عربيا بحق . فهو عراقي هنا وسوري في دمشق وجزائري في الجزائر ولو ترجم للغات اخرى لاصبح شاعر الشباب والطلبة في كل العالم .
كنا في مطلع السبعينيات مجموعة من طلبة اكاديمية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بغداد، وبصحبة شعراء ومثقفين نلتقي غالبا مرة في الاسبوع على اقل تقدير في " مشرب سرجون " الكائن في احدى زوايا شارع ابي نؤاس او في احد البيوتات، وموضوعنا الاثيري كان الشعر او السياسة ، هل تسعفني الذاكرة لتذكر من كا معنا ؟ : رياض النعماني ، محي الاشيقر ، قاسم الساعدي ، الشاعر الراحل يعرب الزبيدي، يوسف الناصر،كاظم الخليفة، والشاعر عزيز السماوي الذي لم يكرم لا في حياته ولا في مماته رغم دوره المبدع والمبكر في القصيدة العراقية ( الشعبية)وكإن النسيان قد طواه ، الشاعر الكبير السماوي رحل في منتصف عام 2001 في العاصمة البريطانية قبل ان تكحل عيونه الوطن. بعد تبادل اطراف الحديث عن الشعر وهمومه وقراءة الجديد من القصائد ثم تبادل الاراء عما يجري في البلد بشكل عام وفي الكليات، ومنها اكاديمية الفنون الجميلة، لا بد من ان يقف السماوي بقامته الفارعة ليغني بطريقته المحببة وبملمسه العراقي اغنية احمد فؤاد نجم

رجعوا التلامذة
يا عم حمزة للجد تاني
يا مصر إنتي اللي باقية
وانتي
قطف الأماني
لا كورة نفعت
ولا أونطة
ولا المناقشة وجدل بيزنطة
ولا الصحافة والصحفجية
شاغلين شبابنا
عن القضيـــة
قيمولنا صهبة يا صهبجية
و دوقونا طعم الأغاني
***
طلعوا التلامذة ورد الجناين
اسمع يا ميلص وشوف وعاين
ملعون أبوك ابن كلب خاين
يا صوت أميركا
يا أمريكاني
رجعوا التلامذة يا عم حمزة
للجد تاني
يا مصر إنتي اللي باقية وانتي
قطف الأماني

كنا نطلب من عزيز ان يعيد ونحن نتمايل فرحا وطربا حتى حفظناها عن ظهر قلب وكاننا بها قد كتبت لنا نحن الطلبة مريدي احمد فؤاد نجم والشيخ امام وفيروز ومظفر النواب وسعدي يوسف والجواهري ومايكوفسكي وكل ما هم مضيء في تاريخنا العراقي والعربي والانساني . وكم نتمنى ان ينتبه طلبة اليوم، وهم يتعرضون لمضايقات يومية شتى، لتلك الاغاني من اجل تجذير وعيهم ووقوفهم في صف واحد ضد اي تجاوز لحقوقهم، تلك الاغاني التي تحمل عطر الماضي الجميل،فهي ما زالت تفتح افاقا لمستقبل اجمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل ساعات من التصويت في الانتخابات البريطانية.. توقعات بتفوق


.. مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومستوطنين أثناء إخلاء بؤرة اس




.. موريتانيا: وفاة ثلاثة متظاهرين أثناء احتجازهم بعد احتجاجات ع


.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا




.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب