الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجه العنصرية القذر

سامح محمد

2013 / 12 / 23
حقوق الانسان


مجتمع عنصرى بطبيعته هذه طبيعة شعب مصر الموقر ، مجموعة من البشر لا يمكنهم قبول الاختلاف الذى خلقه الله و بالرغم من ذلك يسمى شعب متدين بطبيعته ! أى تدين من كان صاحبه يرفض وجود الآخر و هو أمر واقع خاصة و ان هذا الأمر الواقع منبهٌ على أحترامه بالسنة النبوية الصحيحة .

كادت العنصرية اليوم ان تطيح بعملى فقد امتُنِع عن اكتماله فلم يتحمل موظف المحكمة مضمون الكلام العنصرى الخارج من تلك السيدة التى لا أعلم ان كانت محامية ام لا فمنظرها و هيئتها و سلوكها ينحصر بين التصرف العقيم الصادر دائماً من المحامى و بين أى شخص قد يجهل بأبسط القواعد القانونية و التعامل داخل المحاكم .

ففى الصباح الباكر توجهت لمحكمة مصر الجديدة لا ستخراج صورة رسمية من محضر إدارى و حين وصلت وجد ان الموظفين بالغرفة لم يصلوا بعد و حين استفسرت عن ذلك أدركت انهم من الاقباط فهم يحضرون الساعة العاشرة يوم الآحد لانهم قبلها يؤدون صلاتهم بقداس الاحد بالكنيسة كما نفعل نحن الجمعة .

الامر لم يعرنى اهتماماً فدولتنا دينية المرجعية من السهل جداً أن يضيع حق أو وقت للقيام بعمل معين قد يترتب عليه قيد حرية شخص إن اُغفِل أو حصوله على حريته من قيود السجن إن تم ذلك العمل ، و كل ذلك العوار يتم تحت مسمى المقدس بمعنى ( البيه الموظف المرتشى بيصلى ) .

بحضور الموظف تقدمت السيدة السالف ذكرها المقالة و بسرعة البرق علا صوتها بقولها ( أنا مستنياك من بدرى ) و هى عالمة ان الموظف مسيحى و اليوم يوم قداس و الدولة تمنحه الآذن للذهاب لكنيسته ، لينفعل الموظف فاهماً الغاية من كلامها بالقول ( النهاردة الاحد و انا بفتح المكتب فى العاشرة ) ، فتعطيه اوراق طلباتها بانفعال و أظن انها مثلى كانت ترغب فى تصوير احدى المحاضر الخاص بموكلها فقد كان بيدها العديد من الطلبات بين الاطلاع و التصوير و الشهادة لهذا الموكل بل و الاغرب أنها تنتظر من الموظف ان يقوم بنفسه بتصوير اوراق المحضر و ذلك كنوع من الاعتزار الضمنى على تأخره القانونى على عمله .

طبعاً ما حدث جعل الموظف فى حالة نفسية يرثى لها فلم يتمكن من قضاء عمله مع أغلبية المحامين و ذلك خلال ثلث الساعة التى قضيتها أمامه فهو يشعر بين طيات نفسه بالاهانة و انه كأنسان لا يمكنه ان يعيش حياته بطريقة طبيعية ، و قد كان من نصيبى عدم تمكنه بالقيام بعمله ، فرقم المحضر معى كان خطأ و ذلك لا يجعل الموظف عادة فى المحكمة متوقفاً عن العمل فيمكنه البحث بأسماء المتهمين او الشاكين ليمكنك من تحقيق غايتك عنده من الاطلاع او معرفة ماذا تم بالمحضر بمعرفة النيابة العامة .

الموظف لم يتمكن من البحث برقمين سابقيين و تاليين بالرغم اننى عرفت بعد ذلك حين ذهبت إلى القسم لمعرفة الرقم الصحيح بأنه الرقم الذى يسبقه ، لم يكن هذا الانعدام من القدرة للموظف عن البحث بسبب الاهمال فالرجل قام بإخراج المحضر حامل الرقم الخطأ الذى معى و تأكد من انه لا يخص موكلى و ايضاً بحث فى دفتر قيد المحاضر فلم يستدل عليه بالرغم من أنه الرقم السابق على رقمى الخاطىء ، و كان طوال ذلك الوقت عبوساً على غير العادة التى يكون عليها .

نعم أنا قد توصلت إلى الرقم الصحيح و لكن بعد ذهابى لقسم مصر الجديدة و بالطبع ضاع الوقت فلم اتمكن من الاستحصال على صورة رسمية من المحضر فطبيعة أجراءات ذلك العمل تستلزم وقت من نصف ساعة لساعة تقريباً بحسب طبيعة المحكمة و الناس التابعون لها و لقسمها و طبيعة القسم و مقدار عمله الامنى داخل دائرته ، فمثلاً فى الاماكن الشعبية يكون العمل على شدته و بالتالى تخليص أى إجراء جنائى اشبه بالانتحار على العكس بالمناطق الراقية فلا تجد لصاً او متعاطياً للمخدرات او شخص يشكوا جاره لاتفه الاسباب .

إن الغاية مما قصصت أن أنبه القارىء من خطورة تلك الرزيلة ( العنصرية ) فهى آفة إجتماعية تدمر التشابك و الروابط بين المجتمع و خاصة المجتمعات التى مازالت تعتمد على نظام الاسرة الابوية مثلنا تماماً فمثل هذا النظام لا يجب الاستهانة بأى تغير او إدخال لفكر إجتماعى طارىء بل يجب البحث جيداً لاستقراء الاثار التى قد تنتج من ذلك الاستحداث او الادخال حتى يتفادى أفراد المجتمع مخاطر التفكك و التشعب التى قد تنتج عن هذا الاستحداث او الادخال .

كما أنه يجب التنبيه لهؤلاء الذين يرون أن ضياع الثورة المصرية من أيدى شعبها هو عقاب على استبقائهم لنظامهم الاجتماعى الفاشى بان اسلوب الشماته و المشاهدة من اعلى ضاحكاً بسخرية لن يؤدى لتفادى مشاكل ذلك النظام أو استبداله بل النضال الدائم سواء بالفعل أو الكلمة و ذلك بايضاح مخاطر هذا النظام الاجتماعى و ما قد يؤديه من إضعاف ارادة الفرد و مخيلاته نحو الوصول لعالم افضل و حياه كريمة ، فافلفرد أسام الجماعة و الجماعة حماية الفرد .

كما يجب تنزيه الافراد المحافظون على النظام الاجتماعى و بقائه أنه :-
أولاً : يجب إنشاء عقد اجتماعى يحمى الفرد من سلطوية الجماعة و يحقق للجماعة المصلحة من الفرد .
ثانياً : أن الحياه سنتها الدائمة هى التغير و دوام الحال من المحال و اذا كان تغير النظام الاجتماعى أفضل حالاً فليكن ( كانتقال من نظام الاسرة لنظام العلاقات الاجتماعية ) .
ثالثاً : أن تقديس الانظمة الاجتماعية و السياسية و اضفاء صفة المقدس عليها و تبرير طغيانها بالدين يضع الدين فى موقف محرج لا يحسد عليه خاصة ان كان الدين عامل أساسى فى حياة الفرد و الجماعة .

وبنــــــــاء عليــــــه

لابد من مواجهة كافة الآفات الاجتماعية و منعها من الانتشار و استصدار تشريعات قوية التطبيق و التفعيل حتى يتحقق الحفاظ على الترابط الاجتماعى و الذى من المفترض أنه هو سفينة النجاه و تحقيق احلام التقدم و الرقى لدى شعب الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص


.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة




.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر


.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ




.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا