الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوكرانيا :الدب الروسي ينتصر على تراجع الديمقراطية الغربية...!!!

خالد ممدوح العزي

2013 / 12 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


اوكرانيا :الدب الروسي ينتصر على تراجع الديمقراطية الغربية...!!!

اخفقت بروكسل في ضم اوكرانيا الى اتفاقية الشراكة الاقتصادية التي كان من المتوقع انعقادها بين الجانبين بتاريخ 27-28-نوفمبر/ تشرين الثاني في قمة فيلنوس اللتوانية.ان تلكؤ اوكرانيا في التوقيع على الاتفاقية يعود اساساً الى الشروط القاسية التي فرضت عليها من قبل اوروبا والمتعلقة بشكل خاص باطلاق سراح السجينة السياسية ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تموشينكو ،والتي اعتبرت كييف هذه الشروط تدخلا سافراً في شؤونها القضائية والداخلية ،اضافة الى الضغوط والابتزاز التي تعرضت لها اوكرانيا من قبل روسيا حيث كانت موسكو تهددها دائما برزمة عقوبات اقتصادية تبدأ بالغاز مرورا بتاشيرات المواطنين الاوكران وصولا الى البضائع الاوكرانية .وقد بدأت روسيا تفرض حظراً اقتصادياً غير معلن على اوكرانيا نتيجة اعتماد الاسواق الاوكرانية على التصدير الى روسيا، حيث كانت الاخيرة تضع معاير دولية في علاقتها مع الانتاج الاوكراني من خلال المواصفات للمنتوجات الاوكرانية ما يعيق عملية الاستيراد.
فاهم الاشكاليات التي تعتبر حاجزا في منع تطور العلاقات بينهما هي:
-اللغة الروسية التي لم تعطها اوكرانيا اي وجه قانوني كما الجمهوريات السابقة باعتبارها لغة اساسية الى جانب اللغة الام ،
-مشكلة الاقليات الروسية والحاملين للجوازات الروسية الذين يعشون في اوكرانيا وتتعامل معهم اوكرانيا على انهم اجانب و يجب تبديل جوازاتهم للاوكرانية،
-المدارس التي منع فيها الروس من تلقي التدريس باللغة الروسية ،
-منع الاعلام من البث باللغة الروسية ومحاولة بث للقنوات الروسية ولكن بعد ترجمتها للاوكرانية ،
-منع التوظيق لكل حامل شهادة بحال لم يتكلم الاوكرانية،
--مشكلة التصنيع الحربي التي تعتبر اوكرانيا هي المالك والوريث لكل المصانع السوفياتية الحربية والعسكرية وهذا مايدخل اوكرانيا بمشكلة فعلية مع روسيا في محاولة لفتح اسواق جديدة لها مع دول لا ترغب روسيا في التعامل معها وتقرض عليها روسيا حصارا
"مثلا اوكرانيا تزود باكستان بالدبابات حاليا وكذلك السر الثاني هو " تزود اوكرانيا بالسلاح للمعارضة السورية الذي يتم شراءه من خلال تزويدها بالغاز القطري الذي يشكل ازمة فعلية لروسيا
-مركز اسطول البحر الاسود الذي تحاول روسيا ان يكون اسطولها التاريخي المقيم في مدينة سيفاستوبول ان يتم توقيع عقد دائم بينهما لمدة 99 عام ،لان هذه المدينة بالاصل روسية وتم اعطاءها مع جزيرة القرم الى اوكرانيا الاشتراكية وسكانها روس تحاول روسيا ان تتفاهم مع اوكرانيا عليها وكذلك محاولة تقسيم المياه الاقليمة بين اوكرانيا وروسيا في البحر الاسود.
-مشكلة جزيرة القرم والتي تعتبرها روسيا وشعبها من حقها وتم اهدائها الى اوكرانيا عندما كانت دولة واحدة ولكن اليوم اوكرانيا ليست صديقة فاهل هذه الجزيرة التي تملك نظام حكم ذاتي تهدد بحال الابتعاد عن روسيا سوف يطالب سكانها بالخروج من اوكرانيا ،وطبعا لاتزال روسيا تدفع للسكان معاش تقاعدي واموال تساعدهم على البقاء في ظل الانهيار الاقتصادي الاوكراني.
فان اوكرانيا تعتبر المنتجع السياحي للروس الذين يهدورون اموالا كثيرة تساعد الدخل المحلي على الاستمرار.
اذا روسيا تتكلم حاليا مع اوكرانيا بلهجة الاخ الاكبر ولغة المصالح والدائن للمدين بسبب حالة روسيا الاقتصادية فهي لا تمد اوكرانيا بأية قروض مالية، و تحاول اوكرانيا الحصول عليها من الغرب ، روسيا تضع دفتر شروطها لادخالها ضمن اتفاق الشراكة الجمركية لاعادة الابن الضال الى سيطرة الاهل التي تعيد علاقة اوكرانيا مع الغرب من خلال اذن روسي مسبق " قطع ومحاصرة كل القوى التي لا ترغب روسيا في التعامل معها مثل عدم مساعدة للمتمردين الشيشان استخدام اوكرانيا للعبور الشخصي والمالي والاعلامي وكذلك الجورجيين والبلونيين واليوم المعارضة السورية وتحديد علاقتها بدول الخليج العربي.
وعلى الرغم من ان الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس اوكرانيا فكتور يانوكوفيتش الى بولونيا محاولا الرد على الازمة المتصاعدة بينه وبين روسيا من خلال تأمين احتضان بولوني لاوكرانيا كورقة يحاول الرئيس الاوكراني استخدامها في وجه روسيا والاتحاد الاوروبي نظرا لعلاقة بولونيا بالولايات المتحدة ، ولسوء العلاقة التي تسيطر على علاقة بولونيا بروسيا، لكون بولندا قدمت الكثير من الخدمات الكبيرة لاوكرانيا في فترة قيام الثورة البرتقالية وكانت تهدف لتشكيل حلف اوروبي جديد في وسط اوروبا مع اوكرانيا الجديدة مدعوما من اميركا ليقف في وجه لروسيا على اساس " العداء" التاريخي.
فالمعارضة الاوكرانية اليوم التي تواجهها اوروبا كانت من قبل حزب الاقاليم والممثلة بشخص رئيس الوزراء نيكولا ازاروف الحالي الذي أكد "ان مفاوضات توقيع اتفاق شراكة مستمرة، والعمل لتقريب البلاد من المعايير الأوروبية لا يتوقف" ،لكنه يدعوالى ترتيب العلاقة مع روسيا والتي تضمن بدورها تحسن الحياة الاقتصادية والسياسية، ما يعني بانه سجل نصراً على المعارضة البرتقالية ،الى جانب قوى المجتمع المدني والاقتصادي التي ترى بان الاتفاقية سوف تكون على حساب الشعب الاوكرانيا .لقد فشلت امال وطروحات الرئيس الاوكراني بان يجعل من اوكرانيا جسرا للترابط. بين الاتحاد الاقتصادي الاوروبي والاتحاد الاقتصادي الاوراسي

لكن مع قدوم فصل الشتاء وتزايد الحاجة للغاز وازدياد الطلب عليه لانتاج المواد الاستهلاكية الصناعية تبدأ روسيا بالضغط من خلال استخدام العصا وهذه السياسة التي تمارسها روسيا ضد اوكرانيا على طريقة "العصا والجزرة " ،اي الترغيب والترهيب"، وسكوت الغرب الذي سمح لروسيا بفرض شروطها على اوكرانيا والعودة للحضن الروسي لسببين: لان الحليف الاميركي يمكن ان يضمن تحرك اوكرانيا مع الحليف الاوروبي بعدم تدهور العلاقة مع روسيا، وبالتالي هو لا يريد ان تكون اميركا قوة فاعلة في اوروبة والمثل الصاخب كان بولندا.
موسكو تحاول اعادة اوكرانيا الى بيت الطاعة باي ثمن،وادخالها في الاتحاد الاقتصادي الاوراسي المزمع تشكيله قريبا من دول اوروبية واسيوية كانت في تدور فلك الاتحاد السوفياتي السابق، ليشكل هذا الاتحاد الجديد جسرا للتواصل بين الغرب والشرق وقوة جديدة بقيادة موسكو . فاوكرانيا التي كانت تامل من اوروبا مساعدات اقتصادية وحماية سياسية بوجه الابتزاز ، دفع بالرئيس البولوني" برونيسلاف كوموروفسكي بالقول بان بروكسيل:" ارتكبت خطأ في التقويم، إذ ركزت على ملف المعارضة يوليا تيموشينكو، على حساب سياسة الضغط والابتزاز التي تمارسها موسكو على كييف". لكن الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش يرى بأن بلاده "تنتظر شروطاً أفضل لتوقيع الاتفاق" ،علماً أن القمة كانت مقررة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في شباط -فبراير2004. "
وفي المقابل دعت تيموشينكو القادة الأوروبيين إلى "تحرير أوكرانيا" وبذل كل ما في وسعهم لتوقيع اتفاق الشراكة الشرقية مع بلادها، من خلال رسالة نشرتها ابنتها وطلبت من الشعب الاوكراني التظاهر من اجل توقيع الاتفاق بلا تردد أو شروط.
والجدير بالذكر بان بنود القمة التي تمت بين بوتين - يانوكوفيتش في موسكو بتاريخ 11 نوفمبر 2013 لاتزال غير واضحة ، وماهي الوعود التي قطعها الروس على انفسهم امام الاوكران لدفعهم للهروب من توقيع الاتفاقية، فهل موسكو قررت سد ميزان العجز الاوكراني وفتح جسرا اقتصاديا بينهما،مما دفع الغرب الى الرضوخ لتهديد موسكو،وترك الشارع الاوكراني المحتج والمصرّ على هذه الشراكة وحيدا.ً
د.خالد ممدوح العزي
كاتب اعلامي وباحث بالشؤون الروسية ودول الكمونولث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب