الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيئ من الذاكرة 3 /خذوا الحكمة من - الرجعيين - نوري باشا السعيد نموذجا / ب

هرمز كوهاري

2013 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ششيئ من الذاكرة

خذوا الحكمـــة من " الرجعيين "
3 ــ نوري باشا السعيد ــ نموذجا / ب

هـــرمــز كـــوهـــاري

أريد القول بهذه المقالات ( خذوا الحكمة من الرجعيين ) بأن نوري السعيد لم يكن ألا نموذجا للسياسي المحنك من أولئك المؤسسين الذين حافظوا على وحدة الوطن ، ترابه ومياهه وأجوائه ، وإحترموا جميع فئاته القومية والدينية والمذهبية والمناطقية .
وكفاهم فخرا أن أحدهم أنتحر وهو عبد المحسن السعدون لمجرد طُُعن بإخلاصه لوطنه وشعبه .
وأين أولئك المؤسسين .. من هؤلاء الذين يبيعون الوطن والشعب بالمزاد العلني بسوق المساومات والمزايدات بالمال الحرام المستقطع من أفواه الشيوخ والأرامل والأيتام دون خجل وبدم بارد ودون مبالات .

وأصبح كثير من المسؤولين اليوم نموجا للخيانة الوطنية والشعبية بأسماء وشعارات كاذبة خادعة ، تارة يستخدمون الدين وآياته وأخرى الطائفية ورموزها وثالثا الديمقراطية بعد تفريغها من محتواها الحقيقي و جعلوها سيفا مسلطا على رقاب الديمقراطيين الحقيقيين بل على رقاب الشعب جميعا .

يجد القارئ الكريم أني وضعت عبارة الرجعيين بين هلالين ،لأن في الحقيقة لم يكن أولئك المؤوسسون رجعيون ، لأنهم نقلونا من حالة متخلفة رجعية الى حالة حضارية متطورة ،كنا ندرس الواجبات الوطنية ، و الثورة الفرنسية و الحضارة الأوروبية والإصلاح الديني في أوروبا ، أما بعدها فبدأوا يدرسون الغزوات الإسلامية الهمجية ويسمونها ب" الفتوحات " ويعتبروها بطولات وإنجازات الأمة العربية الإسلامية !! بل يجب أن نطلق عليهم مؤسسون حضاريون ،و على حكام البعث وحكام اليوم بالرجعيين لأنهم هم أرادونا الرجوع الى حياة السلف
وخير من أزاح الغطاء عن ذلك السلف " الصالح " هو الشهيد فرج فودا الذي دفع حياته ثمنا لكشف تلك الحقائق المؤلمة في زمن ذلك السلف" الصالح" ويسير اليوم على منهجه بجراة د. سيد القمني .ود. كامل النجار وغيرهم من الذين يكشوف زيف ذلك الإدعاء ..

بينما كان مؤسسوا العراق يسيرون نحو التقدم والحضارة بخطوات واسعة و سريعة الى الامام ونحو تأسيس دولة متحضرة ، فكان العراق سباقا لجيرانه بإدخال مظاهر الحضارة والتقدم كالكهرباء والإذاعة والتلفزيون والإسراع بفتح المدارس وترغيب الشباب باكمال الدراسة الثانوية من خلال إعفائهم من الخدمة العسكرية وحرية المرأة في السفور والدخول في المدارس والكليات المختلطة حتى في المسائية بل بدأت المرأة تزاحم أخيها الرجل في الدوائر والمؤسسات .

كنت في بداية الخمسينيات في الكلية في القسم المسائي فلم أجد طالبة واحدة محجبة بيننا أو تبتعد عن مخالطة الطلبة ، وكنّ تشتركن في مختلف الفعاليات و في المناسبات والحفلات .
كما منعوا رجال الدين في التدخل في السياسة ، وعندما تدخل المعممون بالسياسة من خلال فتوى بتحريم الإستفتاء زمن عبد المحسن السعدون ف طُردوا من البلاد لأنهم كانوا إيراني الجنسية !!!.
وفي ذلك الزمان إنتشرت الآداب والفنون الحرة ودور السينما النوادي العائلية ونوادي المهنية المحلية والأجنبية ، وإنتشرت المدارس الرسمية والأهلية لكل الطوائف والملل المسيحية بفروعها الكلدانية والسريانية ( شمعون الصفا ما ر توما في الموصل ، والقديس يوسف والناشئة في بغداد ) وكذلك اليهودية (مدارس أليانس ) والشيعية ( مدارس التفيض الأهلية ) ..وكانوا يكنون كل إحترام وتقدير للمسيحيين بصورة خاصة وكان لبطريرك الكلدان كرسي ثابت في مجلس الأعيان .
ومقربا من البلاط الملكي وكان أول وزير الصحة مسيحي ( دكتور حنا الخياط ) وأول وزير مالية يهودي ( ساسون حسقيال ) ، كانت الشابات المسيحيات يخرجن من الكنيسة القديمة ويسرن في عقد النصارى ثم شارع الرشيد مرتديات أحدث الموديلات الأوروبية فلم ألاحظ يوما أن تعرض لهن احد حتى بالكلام. ، كانت ليالي راس السنة الميلادية كأنها عيد كل العراقيين ، وكان المسلمون يزاحمون المسيحيين في الحفلات التي تقام في هذه المناسبة .والساحات تمتلئ بعرض أشجارعيد الميلاد للبيع . وكانت أكثر المطاعم المشهورة تقيم حفلات خاصة بماسبة هذه الأعياد. واسست ارقى دور سينما وقسم منها لم أجد أرقى منها في أرقى الدول الأوروبية مثل أمستردام أو لندن أو ستوكهولم .
.
أفلا يستحقون أن نسميهم مؤسسون تقدميون حضاريون لأنهم تقدموا بالعراق من لا دولة الى دولة ، عضو في عصبة الأمم و عضو مؤسس في هيئة الأمم المتحدة وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وفي مؤتمر باندوك ، ودولة محترمة في المجتمع الدولي .

يوم 14 / تموز 58 صادف أحد زملائنا أن كان في القاهرة وحينما عاد قال لنا
عندما سمعنا بوقوع ثورة في العراق فتشنا عن مقهى فيه جهاز راديو لنسمع تفاصيل ما يحدث في العراق فلم نعثر !! في الوقت الذي كنا في العراق عيوننا مصوبة الى شاشات التلفزيونات في مقاهي بغداد نتابع الأخبار والبيانات .حتى الساعة الثالثة بعد الظهر ثم أعلن منع التجول لضروريات الموقف .

في التسعينات كنت والعائلة في الإردن ونحن على مائدة دعوة عشاء لدى إحدى العوائل قالت لنا ربة البيت :" عندما كان يتظاهر أحد الاردنيين بالأتاكيت والتصنع نقول له " إتبغدد " !! اي ترقى كالبغداديين ، قالتها بصدق وليس مجاملة لنا .هكذا كان نظرة وإنطباع الجيران الى العراق ، أما الآن فاترك الجواب للقارئ الكريم .!

كانت بغداد أزهى عاصمة في المنطقة تتلالأ في شوارعها وساحاتها العامة الأخبار والدعايات الكهربائية المتحركة لمختلف الشركات الأجنبية والمحلية وكان شارع النهر كمصغر لشارع ريجنت ستريت في لندن !!وكان العراق أول بلد في الشرق الأوسط دخل اليه الراديو زالتلفزيون والقطار وبقية بواكير الحضارة .

أما اليوم وبعد مرور ما يزيد على ستين سنة وفي ظل " الديمقراطية " المالكية والحعفرية والحكيمية والصدرية وغيرهم من الخمينيين الإيرانيين ، تعتبر بغداد أسوأ وأخطر عاصمة في العالم ، كانت بغداد تكنّة بمدينة السلام فاصبحت مدينة الإرهاب ! ، هؤلاء هم الرجعيون الذين أعادوا بغداد الى زمن هولاكو وباسم الديمقراطية !!

قال نيكيتا خروتشوف حكمة تصلح لكل زمان ومكان ولكل من يعمل في السياسة قال : .
" ليس المهم الصعود على التل بل البقاء عليه "

ولو أدرك الملك الشاب المتهور المغرور غازي ، هذه الحكمة لما تحرش بالكويت وعندها قال مسؤول بريطاني " أنه يلعب بالنار " ولمَ هرّج بها عبد الكريم قاسم الذي أحدث ضجيجا وثورة في فنجان ، كما يقال ، دون نتيجة عندما إعتبرها القضاء السليب ! وعيّن شيخ الكويت قائمقاما براتب شهري ( 50 ) دينارا عراقيا لا غير !! وقال وزير بريطاني عنه في حينه وعلى ما أذكر كان مستر" نثنك " جندي يلعب بالسياسة " !
ولا تورط صدام بإحتلال الكويت ، كل هؤلاء لم ينتبهوا أن الكويت كانت محمية بريطانية قبل أن تصبح دولة وبعد ذلك بحماية أمريكا وبريطانيا ودول الخليج ، أي أن طريق إحتلالها كان يمر عبر لندن وواشطن ورياض وانها عضوة في هيئة الأمم المتحدة . كما لم ينتبهوا أن البقاء على التل هو أهم وأصعب من الصعود اليه .

وأتيت بهذه الحوادث لأقول : كان نوري السعيد بعيدا شخصيا ويبعد العراق عن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة التي قد تعرض الوطن الى خطر الغزو أو الإنتقام كما حدث لاحقا ، وقد أنقذ العراق من المغامرين في زمانه من أمثال الملك غازي ورشيد عالي الكيلاني والتوجه القومي النازي أمثال رشيد عالي الكيلاني وسامي شوكت وغيرهم الذن إنخدعوا بالدعاية النازية وبالتعاون مع النازية الهتلرية ( حتى تسلم الملك غازي هدية من هتلر ، سيارة مرسيدس مكشوفة صفراء اللون بقيت معروضة في المعرض الملكي حتى ثورة 14 / تموز ) هكذا أنخدعوا باكاذيب غوبلز لطرد الإنكليز وكانت مهزلة الهجوم على قاعدة الحبانية سنة 1941 !

وبعدها وقف نوري السعيد بقوة ضد تقديم العراق هدية رخيصة لعبد الناصر كما فعلها الرئيس السوري شكر القوتلي على أذكر ، ليتحكم به ويلقي بشبابه في نار معركة إلقاء اليهود في البحر !! ولهذا حاز نوري السعيد بجدارة إعجاب قادة الساسة العالميين ولكننا كنا نردد قول لينين " إذا مدحك أعداؤك فاعرف أنك على خطأ " !! لأن الذين مدحوا الباشا كانوا من قادة أعدائنا " الرجعية والإستعمار " الذين لم نكن نحسن الظن بهم بالمطلق !!.

كان نوري سعيد أكثر سياسي العراق الذين سعوا لأنشاء الدولة العراقية ، دولة بكل معنى الكلمة ، دولة مدنية علمانية ، كانت محسودة من دول ودويلات المنطقة وخارج المنطقة ، كان يعي ما يفعل كانت له نظرة صائبة عندما كان يقول : العراق دولة ضعيفة فلابد أن نستعين بصديق قوي لحمايتنا ، عملا بنظرية إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي حجرا على الغير . و ليس العيب أن يتعلم الإنسان حتى من العدو ، بل العيب الا يتعلم أو لا يعرف أن يتعلم أو كيف يتعلم .
وراينا أن أكبر عمامة سوداء أو بيضاء أو خضراء تهرول الى بلدان " الكفار"
آكلة لحوم الخنازير .. حتى إذا كانت تشكو من البواسير !!

وكان يدرك أن للحماية والإحتماء بالغير لم ولن تكن مجانا لأن الدول ليست جمعيات خيرية وإن تصرفت كجمعيات خيرية بمعنى ذلك يكون على حساب شعبها وبالتالي تفقد ثقة الشعب بها .
كان يعي جيدا أن العراق شعب تعم فيه الأمية والجهل والتعصب القومي والديني وإن الجيران.. ينفذون من خلال هذه المفاصل كالفئران !

وعمل نوري السعيد والطاقم معه آخذين بنظر الإعتبار ما كتبه الملك فيصل الاول عن حال العراق من التعصب القومي والديني والتشتت والتشرذم الطائفي وصفات قلما وجدت في شعب آخر كالخلافات والإنقسامات نتيجة الظروف القاسية التي مرت عليه في العهد العثماني بل منذ الغزو البدوي الإسلامي .حتى قال : " لو عصرنا تراب هذا البلد لتقطر دما " !! والبلد بهذه المواصفات يحتاج الى ساسة يمتلكون منتهى الحكمة والدراية والخبرة في السياسة الدولية لإيصاله الى بر الأمان تلك التي وجدوها في نوري السعيد . .

خطة المؤسسين ، براي ، كأحد العائشين في تلك الفترة منذ الولادة حتى التخرج والعمل موظفا بدوائر الدولة والقطاع الخاص ، كانت ترتكز على ثلاثة مبادئ اساسية ، الإحتماء بقوة خارجية قوية كإيداع الوليد الجديد والمريض بمختلف الأمراض الإجتماعية بايادي قوية لحمايته الى أن يقوى عوده ! ومع هذا سارهو وطاقمه على سياسة " خذ واعطي ثم طالب " وثانيا الإسراع بتكوين جيشا قويا متمكنا من حماية الحدود وقمع تمردات العشائر وثالثا التركيز على نشر التعليم فبرأي كان أفضل نظام تعليم في المنطقة بل و في بعض البلدان الأوروبية ، حتى كانت شهادة كلية الطب العراقية معترف بها في بريطانيا .

لم يكن الباشا نوري السعيد قوميا ولا شيوعيا ولا أسلاميا ولا حتى ديمقراطيا ! بل كان عراقيا علمانيا بكل ما تعني الكلمة من معنى و كان يكره المتاجرين والمتعصبين بالدين وقد منع نصب مكبرات الصوت على المآذن وكان يحترم كل فئات الشعب وخاصة المسيحيين وإجازاته يقضيها في لندن ويقال أنه يحمل معه كمية من العرق العراقي الذي كان يفضله على بقية المشروبات الأجنبية

كان نوري السعيد نزيها بكل معنى الكلمة ولا يبحث عن جاه بدلالة أنه لم يظهر في التلفزيون ولو مرة كناصح أو خطيب أو موجه أو مهدد ، وكثيرمن جيلنا لم يتعرف على صورته الشخصية . ولم يتهم حتى من قبل أعدائه بالفساد المالي .ولم يكن أبنه الوحيد ( صباح ) إلا موظفا عاديا مدير الطيران المدني على ما أذكر .

قد يتصور هذا الجيل أن نوري السعيد كان دكتاتوريا بل بالعكس كأن أبعد ما يكون الى الدكتاتورية الفردية او السعي اليها بدليل أنه لم يتمسك بكرسي الحكم كرئيس لوزراء دائم بل كثيرا ما كان يستقيل عندما لا ينسجم مع الطاقم الوزاري ، وكثيرا ما تولى مناصب وزارية كوزارة الدفاع والخارجية ،فقد شغل وزارة الخارجية أصالة ووكالة عشر مرات لغاية 1945 كان يعمل أينما كان تتطلب مصلحة العراق . وكثيرا ما كانوا يستدعونه لتولي رئاسة للوزارة عندما تتعقد الأمور عند البلاد وبقية المسؤولين .فلم نسمع أو نقرأ ان دكتاتورا يستقيل ويتولى رئاسة الوزارة 14 مرة !! لأن الدكتاتور عادة تختصر حياته من القصر الى القبر .!!

أما عن علمانيته تقول السيدة سعاد رؤوف شير محمد في كتابها الذي كان رسالة ماجستير عن ( نوري السعيد ) :
".... نشب اول خلاف هذه المرة ( في مجلس الوزراء ) بين وزير المواصلات
والأشغال السيد عبد المهدي ووزير المعارف تحسين علي عندما ، إعترض الاول بشدة على كون ( 7 ) مرشحين من اصل ( 11 ) مرشحا من مرشحي الموصل للدخول في دار المعلمين العالية ...كانوا من المسيحيين !!!
وقد تطور الخلاف بين الوزيرين الى درجة ان السيد عبد المهدي تقدم باستقالته الى نوري السعيد الذي كان مستعدا لقبولها لولا تضامن صالح جبر مع الوزير المستقيل . وفي مقابل ذلك وقف الوصي الى جانب تحسين علي ، وبتدخل السفارة البريطانية فقط تخلى صالح جبر عن فكرة الاستقالة ..وضمر نوري السعيد الامر للسيد عبد المهدي فأبعده عن الوزارة باسلوب مراوغ "( أنتهى الإقتباس )."

حقا عشنا في العهد الملكي في دولة المواطنة آمنين مطمئنين ، وبرأي كان قادة الأحزاب آنذاك قصيروا النظر وكانوا يعملون كأن العراق في جزيرة روبنسن كروسو أي أن كل مشاكله يمكن حلها داخليا بإخراج عدد من جنود الإنكليز القابعين في الحبانية والشعيبة وبإزاحة نوري السعيد وحاشيته . بينما كانت طرق الحل كلها تمر عبر لندن دول الجوار التي كانت ولا زالت تنظر الى العراق الناشيئ كوليمة أو كعكة يتنافسون على إقتسامها فيما بينهم ! كما نشاهد في ألأفلام أن الحيوانات المفترسة تستهدف الحيوانات الصغيرة والضعيفة لسهولة الحصول عليها .![ كتبت قبل سنوات مقالا بعنوان " مصائب العراق عند الجيران فوائد " ـــ أدناه رابط المقال :

http://al-nnas.com/ARTICLE/HKuhari/28arb.htm

ولكن عندما قوى وإستقوى عملوا على إضعافه بكل الوسائل الممكنة بدفع الحكام الى حماقات غير محسوبة النتائج وهنا لا أبرر تصرفات الأحزاب العراقية و دون إستثناء وأؤكد على دون أستثنا ! لعدم إلتفاتهم الى العوامل الخارجية المحيطة بالعراق وصعوبة بل من المستحيل تخطيها ، لأن العراق ليس لقمة الكبيرة مثل مصر وتركيا وإيران يصعب إبتلاعها بل هو أصلا كاللقمة الصغير المفككة ! يمكن تقاسمها بين الطامعين كما وصلنا الى اليوم الذي راينا فيه الكويت والتي لا ترى بالعين المجردة على الخارطة !!، والتي كانت ضلعا منتزعا من العراق تتحدى العراق باسلوب خبيث خنيث .

والسعودية عند تشكيل الدولة العراقي ورسم الحدود بيننا لم تعترف بها بإعتبارها خطوط وهمية بين الأمة الإسلامية صنعها " الكفار" !، فأخذت ترسل ( الإخوان ـ عصابات التي شكلها أبن السعود للسيطرة على الجزيرة العربية وأرادها ايضا لإحتلال العراق ، فكان يرسلها لتغيْر على جنوب العراق و تقتل الرعاة وتسلب المواشي بدافع تفريغ المنطقة من العراقيين ثم الإستيلاء عليها والزحف الى داخل العراق !! فإستعانت الحكومة العراقية ببريطانيا فقامت طائرات الأخيرة بقصف اولئك الغزاة وقتلت المئات منهم حتى توفقوا وبعد ذلك أدخلت بريطانيا العراق عضوا في عصبة الأمم المتحدة كدولة ذات سيادة معترف بها المجتمع
الدولي ( علي الوردي ) ولكن مقياس الوطنية كان عندنا معاداة بريطانيا وعميلها نوري السعيد بالمطلق .دون أن نوجه كلمة ذم أو عتاب الى تركيا التي اسباحت العراق مدة أربعة قرون والتي بقيت تطالب بلواء الموصل حتى بداية الثلاثينات ثم حماية الجالية التركمانية التي وضعتها في العراق كمسمار جحا !!
.
أما الإيرانيون فكانوا ينتظرون اليوم الذي يسيطرون على العتبات المقدسة في كربلاء والنجف ..وبعد كل هذا ظهر طامع أخر ، منا وبينا ومن عدنا ! أي عبد الناصر ليعتبر العراق جزءا من أمته العربية !! اإذا فلابد أن يضم العراق الى حضيرته ....ومما زاد في تعقيد المشكلة أن كل جار من جيراننا !!كان ولا زال لهم مؤيدون بل مشجعون على أطماعهم في الداخل إن لم نقل عنهم أكثر من هذا !!

كان قد إنتشر وتوسع الأدب العلماني بل الإلحادي وفي مقدمتهم الشاعر والفيلسوف محمد صدقي الزهاوي وشاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم في قصيدته ( اين حقي ..) وقصائد الجواهري الملتهبة وقصص ذنون أيوب وقصص صديقي الصدوق مهدي عيسى الصكر وغيرهم ، ونقل عن الزهاوي قوله علنا :
" أنه لم يبق للدين غير سنوات وينتهي "!!! وفي قصيدته الجريئة
[ الله والطبيعة ] دعا الى عبادة الطبيعة ومما جاء فيها قوله

" يا قوم ان الدين اكبر مانع لرقيّكم وبه الجميع يباهي "
" لكم الطبيعة فاعبدوها انها جلت من الامثال والاشباه "

كما دعا المرأة العراقية الى السفور و الى تمزيق الحجاب وقال :

" مزقي يا بنت العراق الحجاب ...مزقيه فهو حارس كذابا " !

لم نسمع أحدا كفره أو هدد بهدر دمه بالرغم من أنه كان يقرأها ويتكلم بها علنا وهو جالس في المقهى الذي بقى يحمل أسمه " مقهى الزهاوي " في شارع الرشيد .ايام زمان .أي في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي .

ولو عرفنا أن بنهاية ذلك النظام نواجه ما واجهناه الأمس وما نواجهه اليوم لدافعنا عن أولئك " الرجعيين " دفاعا مستميتا !! ضد من أراد إنهائهم !! :

ولم أقل باي حال من الأحوال أن نوري السعيد وبقية المؤسسين لم يخطأوا أو يجرموا بحق الشعب العراقي . ولينين يقول " فقط الذي لا يعمل لا يخطأ " والمثل الشعبي يقول " سبحانه الذي لا يخطأ "

ولكن أين أخطاء نوري سعيد باشا
من جرائم صدام والمالكي الطماشا


.هــرمــز كـــوهــاري
23 / ك 1 / 2013
========================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة