الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عيد الصحافة العراقية....... عيد باية حال عدت ياعيد

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2005 / 6 / 14
الصحافة والاعلام


يحتفل صحفيوا العراق في الخامس عشر من حزيران من كل عام بالذكرى السنوية لصدور اول مطبوعة عراقية هي ( الزوراء ) وفي هذا العام يحتفلون بمرور 136 عاما على ذلك الاصدار في ظل مفارقة مهنية تتجلى بتكليف حكومة الاحتلال ل ( شركة كويتية ) ( ؟ ) باصدار صحيفة يومية عراقية وانتقال هذا التكليف ( العقد ) مع ( انتقال السلطة الى العراقيين ) علما بان تلك الجريدة لاتتميز عن صحافة الستينات في العراق الا ( بالوانها ) و( الشعار الذي يرافق ترويستها وهو بالمناسبة شعار يستخدمه حزب لبناني منذ عشرات السنين ) .
يمر العيد هذا العام وسط اوضاع صعبة يعيشها الجسم المهني الذى عانى على مر ثلاثة عقود من سلطة دكتاتورية همشت العمل النقابي والحقته بحزب السلطة وفرضت سيطرتها على اجهزة الاعلام وحولت الصحفيين الى موظفين لاحول لهم ولاقوة ، وجاء الاحتلال الامريكي للعراق ليزيد الطين بلة ويخلق اوضاعا مهنية اكثر تعقيدا ، وخلال سنوات الاحتلال تمزق الجسم المهني الممثل للصحفيين وتحولت النقابة الى منظمات ضعيفة لادور لها ، جراء استثمار البعض للظروف الاستثنائية ومحاولته تهميش شريحة واسعة من النقابيين تصفية لحسابات سياسية ، وأ صرار البعض على دور قيادي يضعون انفسهم فيه دون قرار من الهيئات النقابية الشرعية ، وسعي البعض الاخر لبناء علاقات خارجية تقوي مركزه على حساب المهنة الصحفية ، في هذا الوقت ظل مصير حوالي ( 1000 ) عضو نقابي هم ضحية ( عقوبة جماعية ) اصدرها الاحتلال بحقهم حين ألغى مؤسساتهم الاعلامية ورماهم على قارعة الطريق بدعم وتأييد قوى سياسية باتت معروفة للجميع وبذريعة كونهم ( كانوا أبواقا للدكتاتورية ) رغم ان الاغلبية الساحقة من هؤلاء كانوا ضحايا للنظام الذي حرمهم من ممارسة مهنتهم بحرية وعزلهم عن العالم الخارجي وحولهم الى موظفين ، هؤلاء كانوا ضحايا قرار الغاء المؤسسات الاعلامية الجائر الذي أطاح بواحدة من اعرق ألمؤسسات الاخبارية في الوطن العربي ( وكالة الانباء العراقية ) التي كانت تضم كوادر صحفية محترفة مشهود لها بالكفاءة المهنية ، و اليوم يبرر البعض ماجرى في محاولة للدفاع عن تلك الاجراءات القسرية بشكل غير مباشر قائلا بان اولئك الصحفيين توزعوا على الصحف الصادرة بعد الاحتلال ، وهو تبرير مرفوض جملة وتفصيلا فلهؤلاء حقوق وظيفية ومن عمل منهم فعلا فهو يعمل بمواقع لاتتناسب مع كفاءته المهنية وباجور لاتتناسب مع ظروف العمل القائمة ، وقد التقيت ابان اقامتي في بغداد بزملاء ينفقون نصف مايتقاضونه من اجور في تنقلاتهم من والى الصحف التي يعملون فيها فهل هناك صحفي في العالم يعمل بمثل هذه الظروف ؟ اضافة الى ان اغلبهم يخضع ( لمزاج ) صاحب الجريدة او ( مالك الحزب ) !!الذي يقرر اجوره المتدنية ويسرحه متى شاء في ظل غياب أي دورللتنظيم النقابي الذي كنا نأمل ان يكون له الدور الاكبر في المحافظة على الحقوق المهنية للصحفيين من جهة ، وبالوقوف بوجه الطارئين الذين اصبح وجودهم ظاهرة في صحافة مابعد الاحتلال .
أن الاحتفال بالعيد السنوي للصحافة العراقية يجب ان يترافق مع جهود مهنية جدية لاعادة بناء التنظيم النقابي على اسس مهنية وبعيدا عن اية تجاذبات سياسية مستفيدين من ( التجربة المرة لتحزيب ) العمل النقابي التي حدت من الطموحات المهنية للصحفيين العراقيين وأضاعت حقوقهم على مدى ثلاث عقود وأن يدرك الزملاء ان ألاستجابة للطموحات الحزبية سيؤدي الى شرذمة الجهود والى الاضرار بالعمل المهني وضياع حقوق الصحفيين ويزيد من معاناتهم الحالية التي سببها لهم ضعف التنظيم النقابي وتشرذمه ، أن العمل النقابي هو عمل طوعي يهدف بالاساس الى وضع صيغ عملية تنظم الحقوق المهنية وتدافع عن ابناء المهنة بوجه من يتجرأ عليها داخل العمل الصحفي او خارجه وليس ( وظيفة ) تكسب صاحبها موقعا متميزا يستثمره في حياته المهنية او الخاصة او لبناء علاقات خارجية لاتخدم المهنة من قريب او بعيد .
أن امام الزملاء المطالبين بتوحيد كلمتهم وموقفهم الكثير من المها م المهنية يقع في مقدمتها :
- ضمان الحقوق المهنية والوظيفية للزملاء الذين فقدوا اعمالهم جراء الغاء المؤسسات الاعلامية
- ضمان الحقوق المهنية لجميع العاملين من الاعضاء عبر ايجاد عقد عمل عصري يتناسب وظروف ممارسة المهنة في العراق ويكفل تحديد الحقوق والواجبات ويلزم رب العمل بالتعويض الملائم في حالة التعطل او الاغلاق
- ايقاف حالات الاستغناء التعسفي غير المبرر من قبل البعض ومنع الاستغناء دون سبب تقتنع به اللجان المختصة بالنقابة
- تطوير واقع صندوق تقاعد الصحفيين وضمان موارد مالية له سواء من خلال دعم الدولة او من خلال انسيابية حصته في الاعلان عموما ( الحكومي والتجاري ) بما فيه الاعلان المقدم للقنوات الفضائية او المعروض في الشوارع العامة ، وبما يضمن تحسين ظروف المتقاعدين وضمان شيخوخة مريحة لهم
- وضع قانون جديد لممارسة المهنة الصحفية يحد من تدفق غير المهنيين وغير ألمؤهلين سواء عبر صحافة الاحزاب او عبر الصحافة الفردية
- أعادة الحياة الى العلاقات العربية والدولية وعبر سياق مؤسساتي لايتجاوز اللجان المتخصصة في النقابة وبما يخدم الجسم الصحفي والمهنة الصحفية
- السعي للافادة من المساعدات الدولية بتاسيس مركز تدريب دائم يرتبط بالنقابة ويدرب الاعضاء على استخدام التقنيات الحديثة التي دخلت المهنة
- وضع ضوابط لحماية الحقوق المهنية للصحفيين العراقيين العاملين في مؤسسات غير عراقية
- وضع ميثاق شرف مهني يلتزم به الاعضاء وتحظربموجبه كل انواع الكتابات التي تروج للافكار العنصرية او الطائفية التي تسعى لتمزيق النسيج الوطني العراقي
أن على الزملاء المهنيين ان يدركوا ان الطريق الوحيد لاستحصال الحقوق المهدورة وتحقيق المكتسبات المهنية يمر عبر توحيد العمل النقابي ورفض كل محاولات الشرذمة تحت أية ذريعة فالتعددية السياسية لاتحتاج الى تعددية نقابية كما يروج البعض وفي لبنان الذي يعد اعرق دولة عربية في مجال التعددية السياسية لايوجد سوى نقابتان الاولى ( للمحررين ) والثانية ( لاصحاب الصحف ) والنقابتان تقفان على مسافة واحدة في المحافظة على الحقوق المهنية بمواجهة من يحاول ان يتجاوز عليها سواء ( المؤسسات ) أو ( الدولة )
ان قانونا جديدا للنقابة يمكن ان يؤمن الحقوق المهنية للزملاء ويبعد عنهم التجاوزات من اية جهة كانت .
وقبل ان نردد مع المتنبي العظيم عيد بأ ية حال عدت ياعيد

نحيي ذكرى الرواد الذين اسسوا للعمل النقابي وعلى راسهم كامل الجادرجي ومحمد مهدي الجواهري وعزيز بركات وسلاما لزملائنا الرواد من الاحياء وفي مقدمتهم فيصل حسون وسجاد الغازي وفائق بطي وضياء حسن وشهاب التميمي الذي لم تمنعه شيخوخته من التواصل مع العمل النقابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهاب التميمي والقطاع العام
د عباس التميمي ( 2011 / 2 / 6 - 21:27 )
كان الصحفي والمناضل الوطني شهاب التميمي مدافعا بشدة عن دور القطاع العام وضرورة ابقائه لما يتميز به من انتاج مجتمعي سواء كان ذلك في القطاع الزراعي ام الصناعي وقد كتب العديد من المقالات في هذا الصدد في صحف عديدة لعل من بينها طرق الشعب
ودعا في احد مقالاته الى الى تشكيل جمعية للدفاع عن القطاع العام لكنه لم يتمكن من تشكيل تلك الجمعية . لقد انهار القطاع الصناعي العام ولم تنهض مصانعه حتى الان وبقي المواطنون يحصلون على حاجاتهم من المستورد منها والتي تصل العراق بلا ضرائب او قيود وهو ما استهوى البعض الا ان المعانات من البطالة ورداءة المستورد وضياع رؤوس الاموال المستثمرة في هذا القطاع ترك واقعا سلبيا على البلد ومسيرة التنمية الاقتصادية . فهل من تجديد لفكرة الدفاع عن القطاع العام يتولاها الاقتصاديون الى شهاب التميمي في ذكراه .الثالثة تحية وفاء الشعب والطبقات التي دافع عنها

اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل