الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاصرة الثورة السورية بالقوى -الجهادية-

عديد نصار

2013 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد ساحة الثورة السورية "تفريخا" متواصلا لقوى "جهادية" وإسلام سياسي-عسكري جميعها يهدف إلى إسقاط النظام وإقامة "الدولة الراشدة" في سورية! فبعد النصرة جاءت "دولة العراق والشام الإسلامية" ثم طالعتنا "الجبهة الاسلامية" التي تشكلت من عدد كبير من الكتائب والألوية المقاتلة، ولا ندري كم من الألوية والكتائب والجبهات الاسلامية سوف يتوالد في الأيام والشهور القادمة.
الجبهة أو سواها، يتوسع ويجتذب كتائب وألوية من الجيش الحر تركت دون اهتمام جدي أو دعم مادي يمكنها من الاستمرار، لما يتوفر لديها من دعم مالي وتسليحي. في حين يبقى هاجس تلك الجبهة، السيطرة والتوسع في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، في حين أن جبهات القتال مع النظام نفسه تشهد مزيدا من التراخي والتراجع لمصلحة النظام.
القوى الاسلامية والجهادية هذه، تعلن من الأهداف ما يتعارض كلية مع الأهداف الأصلية لثورة الشعب السوري وترفض رفع راية الثورة وتتنكر للشعارات التي طالما رفعتها ولا تزال الجموع التي تصدت بالصدور العارية لقمع قوات النظام وشبيحته ترفعها.
سلطة الجبهة وداعش والنصرة، شمولية كحال سلطة النظام، فهي تتصدى لكل حركة مجتمعية مخالفة لها، وتلاحق الناشطين والإعلاميين وتواجه كتائب الجيش الحر وقد سقط العديد من ضباطه اغتيالا على أيدي تلك الجهات.
لم تمض أيام قليلة على إصدار "ائتلاف اليسار السوري" بياناً شديد اللهجة في وجه تشكيل "الجبهة الاسلامية" يحذر منها ومن الاعتراف بها ومن اعتبارها فصيلا من فصائل الثورة، حتى بادرت جهات تابعة لهذه الجبهة وفي الغوطة، الى اختطاف الناشطة الحقوقية رزان زيتونة ومن معها من مقر عملهم في دوما.
حيث ورد في بيان لجان التنسيق المحلية أنه في "صباح اليوم العاشر من كانون الأول 2013 قام مجهولون باقتحام مقر عمل فريق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في منطقة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة وتم اعتقال كل من الزملاء
الناشطة رزان زيتونة
الناشط وائل حمادة
الناشطة سميرة الخليل
الناشط ناظم الحمادي"
ومعلوم أن هذه الجبهة هي من يسيطر على منطقة دوما التي تحاصرها قوات النظام منذ زمن طويل والتي رفضت الناشطة رزان زيتونة ومن معها مغادرتها رغم الظروف القاسية والتهديد اليومي الذي يعيشونه.
ثم لم يمض وقت طويل حتى سطت هذه "الجبهة الاسلامية" على مستودعات الجيش الحر القريبة من معبر باب الهوى وسيطرت عليها وطردت الجيش الحر منها. في وقت كانت النبك تشهد مواجهات دامية أدت الى مصرع العشرات من أبنائها أطفالا ونساء وشيوخا على أيدي عصابات عراقية وشبيحة سوريين في مجازر مروعة، حيث انسحبت منها بشكل مشبوه قوات الجبهة الاسلامية مفسحة المجال أمام تلك العصابات لتنفيذ مجازرها. وكان إسلام علوش أحد قياديي هذه الجبهة قد رفض الإجابة عن سؤال مراسلة جريدة الحياة عن سبب انسحاب قواته من النبك معللا ذلك بأسباب "استراتيجية" لا يمكنه الافصاح عنها!
نقد هذه الجبهة وكل رؤية لا علاقة لها بالثورة، يزداد تباعاً بين صفوف المثقفين، والحركات الثورية والسياسية، باعتبارها قوى ثورة مضادة تخدم أجندات خارجية و تعمل وفقها والتي تتبع بالضرورة الجهات التي تمول وتدعم وتنتظر الأثمان أفعالا على أرض سورية وهو بالتأكيد لن يكون في خدمة الشعب السوري ولا انتصار ثورته.
وها تضرب المنطقة عاصفة قطبية شديدة البرودة ومحملة بالثلوج والأمطار في حين يقبع عشرات ألوف النازحين السوريين في مخيمات غير معدة لمثل هذه الظروف الجوية دون عون أو مساعدات كفيلة بحمايتهم من الوقوع ضحايا الثلوج والصقيع. فأين من "يدعمون" الجبهات الاسلاموية المتعددة في سورية واين "أصدقاء" الشعب السوري من كل ذلك؟
لقد كشفت "دولة الاسلام في العراق والشام" وجهها الحقيقي رغم إخفاء وجوه قياداتها الميدانيين من خلال سلوكها الميداني وتعاطيها مع المناطق التي باتت تسيطر عليها فكان انفضاض الناس عنها. ولما كانت قياداتها وكثير من عناصرها المؤثرة من خارج سورية فإنها لا تمثل تهديدا للثورة بالشكل الذي تمثله الجبهة الاسلامية التي تتشكل من ألوية وكتائب سورية، وتعمل وفق إرادات الممولين الذين يريدون فرض أجنداتهم في أية مفاوضات قادمة مع النظام، وخصوصا في جنيف 2 المتوقع انعقاده في الثاني والعشرين من كانون الثاني – يناير القادم.
فهل يُحضَّر زهران علوش، الذي أطلقه بشار الأسد من المعتقل ليشكل لواء الاسلام، ومن بعده الجبهة الاسلامية، والذي تبنته دولة خليجية معروفة، ويَتهيأ ليتربع على مقعد المحاصصة الطائفية الذي يُعد لسورية، في مقابل مقعد النظام (العلوي- حامي الأقليات) في مؤتمر جنيف2 والذي سيعقد على جثث ضحايا ثورة الحرية والكرامة، وتكون أهداف تلك القوى في إبطال مفاعيل ثورة الشعب السوري قد تحققت، وتكون دروسها عبرة لباقي الشعوب، وتحديدا شعوب المنطقة، أنه لا يمكن لثوراتها أو انتفاضاتها أن تحقق أكثر من الدمار والمجازر والتهجير والانقسامات؟
13/12/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فرق تسد
علي الصراف ( 2013 / 12 / 24 - 10:36 )
استاذ العزيز
تحية طيبة
تحت المقولة المأثوره ( فرق تسد) و التي اتبعها النظام السوري و اتقنها بصورة واضحه جراء ما تراه كل يوم من ( توحد في صفوف الجبهات المسلحة المتشدده ) في حين تجد ان ( الشتات ( مستشري في صفوف المعارضه السورية المسلحه و حتى المعارضة السوريه السياسيه , و ان هذا الشتات قد وصف بصورة واضحه و صريحة ضعف قوة المعارضة السورية المسلحة في حماية انفسها فكيف سوف يكون الحال عند سقوط الاسد و هل سوف تستطيع المعارضة السورية حماية شعبها و ارضها في ظل الخلاف و التشتت التي عانته منذ نشأتها الى اليوم ؟
و هل سوف تستطيع المعارضة السوريه دحر الجماعات المتشدده في حين انها الى اليوم لم تدخل في مواجهه حقيقية معها حتى في تحرير مستودع الاسلحة التي سيطرت عليه منذ اسابيع او في اعادة الحياة الى المناطق التي يسيطر عليها المتشدوون و يقومون بتعذيب المواطنين ابشع تعذيب ؟
ان الجماعات المسلحة هي المسيطر الوحيد و التي يمكن القول انها مدعومة من النظام السوري بصورة او باخرى بسبب بعد الجماعات المسلحة عن المواجة مع الجيش السوري او دخول هذه الجماعات الى المناطق التي تحت سيطرة النظام
احترامي و تقديري

اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير