الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثرثرة بلغات أخرى !!

حنين المعموري

2013 / 12 / 24
كتابات ساخرة


كتابة اللغه العربية بحروف انجليزية ، ومخاطبه الشخص العربي بكلمات انجليزية !

موضوعان أنتشرا بصورة كبيرة هذه الايام ولا أعرف بماذا سيضيفان للشخص من ثقافه ؟
معرفة لغة أخرى غير لغتك قد تكون بمثابة السلاح لك ولكن عندما تستخدمها مع شخص لايفهم العربية فقط .
اما اولئك الذين يستخدموها لأجل التباهي بأستعراض عضلاتهم الثقافيه فأنا لا اجد منها سوى التقليل من فكر الشخص ومهما كان امامي فأنا وبالتأكيد او غيري سينظر له نظرة سخرية !!
لا اعرف لما نُصر على ان نلغي لغتنا العربية ونساعد على أنقراضها ؟
في الماضي البعيد ايام الاستعمارات كان هدف المستعمر الرئيسي لفرض سيطرته هو فرض لغته والقضاء على اللغة العربية تمهيداً لإضعاف الكيان العربي بالكامل .
أما اليوم فـ نحن من ننشر ذلك الخراب بأنفسنا ونقوم بتضعيف كياننا تمهيداً لأضعاف حضارتنا التي عمرها الاف السنين وخصوصا ان اللغه العربية تمثل أطول الآداب العالمية عمراً علي الإطلاق، فهي اللغة التي يستطيع أبناؤها قراءة خمسة عشر قرنا من الإبداع، في حين أن تاريخ اللغات الأخرى لا يزيد على خمسة قرون ؟!!!

نحن نعاني الان من فقدان هوية مزمن قد يتطور الى كارثة وشيكة ان لم نستيقظ ، واصبحنا لانعرف الى اي طريق نتجه وربما ليس فقط على صعيد اللغة والمخاطبة بل على أصعده كثيرة ،صار أغلب شبابنا ضائعون لايعرفون مايريدون ولا مايفعلون سوى التقليد ظناً منهم ان تقليدهم للغرب بكل شئ سوف تكسبهم صفة الثقافه وبالتالي سوف ينظر له بالعين الكبيرة !
و لكن مايحدث هو عكس هذا تماماً وان لم يفصح عنه المقابل له ، فنطقك بكلمات انجليزية بين الكلام بـ لغه العربية سوف لن تكُبر من شأنك و على عكس هذا تماماً بحسب رأيي وللاسف في دراسة اصدرت لـ منظمة ” اليونسكو” منذ سنوات قائمة بحوالي 300 لغة انقرضت تماما في القرن العشرون وأضافت اليها قائمة باللغات المتوقع انقراضها في القرن الواحد والعشرون وكان من بين اللغات في تلك القائمة اللغة العربية..!

والان ترى مالذي ننتظره ؟ هي بالتأكيد ليست تطور ولا ثقافه ولكنها بلا شك دمار لم نعي له !
أتعلمون عند قيام دولة اسرائيل كان الاساس الذي ارتكزت عليه هو اللغه !
هناك عبارة سأستعيدها لكم وهي للمفكر اليهودي قالها في نهاية القرن الـ19 علي مشارف إعلان الدولة اليهودية.
قال إليعازر بن يهودا “ لا حياة لأمة دون لغة! ”
وبدأ تنفيذ مشروع استمر50 عاما تحولت العبرية خلاله من لغة دينية ميتة إلي لغة تدرس من الروضة حتي الدكتوراه في علوم الفضاء، فنجت اللغة وتجسدت الأمة!

قبل قيام دولة إسرائيل كان يهود الدياسبورا ( الشتات ) يكلم كل جماعة منهم بلغة الدولة التي يعيش بها ويعتبرها لغته حتى قام المفكرون اليهود وأدركوا انه ما من حضارة بدون لغة ولكي يحيون حضارتهم لا بد من إحياء لغتهم أولا . وبدأت الجماعات اليهودية في نشر اللغة العبرية وسط اليهود بل أن احد اليهود الذي كانوا مؤمنين بتلك الفكرة قد أجبر عائلته وأطفاله ان يتكلموا بالعبرية داخل المنزل للأبد. والآن بعد نجاحهم في تكوين دولتهم فالجامعات في إسرائيل لغتها الأولى هي العبرية حتى في الأقسام التخصصية الدقيقة مثل الطب .

اما اللغة العربية فهم يجففون علاقتها بالعلم و مستحدثاته حتى نضطر الى استخدام اللغة الانجليزية في كل شيء وقد أصدرت منظمة الصحة العالية احد الأبحاث التي ذكر فيها أن الدول التي يدرس الطب فيها بغير لغتها هي الأكثر في زيادة الأمراض فيها لنشوء بعد معرفي كبير بين المتخصص و الشخص البسيط لأن علاقه الشخص العادي من عامة الشعب تكون بعيدة كل البعد عن المصطلحات الطبية التي ربما لو كان يفهم بعضها لكان عرف كيفية الوقاية من كثير من الأمراض .

دراسة أخرى اكدت ان الدول التي سجل فيها عدد براءات إختراع أكثر هي الدول التي تدرس العلوم بلغتها . وهذه الاخيرة هي واحد من الحلول التي قالها الدكتور احمد درويش لاحياء لغتنا .
ونحن نظل نهدم في اللغة وكأننا نكرهها ونتعمد ذلك ، في مرحلة نشوء الطفل تجد العائلة تهتم بتعليمه اللغة الانجليزية قبل تعليمة العربية اولا جيدا
ولكن ألايوجد هناك شخص تسائل يوماً لماذا في الدول الاوربية لم يدرسوا اللغة عربية يوماً ؟ علماً انها من اللغات الغنية بالمعرفة والحضارة والتي ستفيدهم بالتأكيد !
ولكن سابقاً كنت أعطي جواباً لنفسي وأقول بأنها عنصرية منهم ولكن اليوم عرفت السبب بأن أساس اي حضارة هي المحافظة على اللغة وان هدم اي حضارة هي هدم للغتها !
و توصلت ايضاً ان اولئك الذي يعانون من عجز في أنفسهم من العرب هم وحدهم الذين يخاطبون غيرهم بلغات أخرى كي يظهروا بصورة راقية امامهم .
وكأن الرقي في استخدامك لكلمات غير عربية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة