الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المسؤول لا يحتمل التأجيل

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2005 / 6 / 14
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الحوار شكل من اشكال تطور العلاقات الانسانية وليس من شروطه ان تخرج الاطراف المتحاورة بنتائج حاسمة ترضي مئة في المئة كل أطراف الحوار لان الهدف من هذه العملية هو المناقشة والاستماع للآراء وليس لإفراغ محتوى الافكار ولا خوف من الاخذ والرد فكثيرا ما أصبح رأي الاقلية هو الصائب بعد أشواط من الحوار الصبور.
ليس من المجدي ان يترك الحوار بدون اهداف مهما كانت بسيطة خاصةما يتعلق بالمهام الممكن تحقيقها والتي لا تلغي الاهداف الإستراتيجية للاقطاب المتحاورة.
الحوار مسؤولية كبيرة يجب ان لا يعيق تحقيقها أولئك الذين لازالوا لا يجيدون التحاور.
هذا النشاط الذي أعاق تحقيقه الإحباط والارهاب الفاشي.
فلنتحاور ونساند بعضنا البعض فالاهداف الاساسية مشتركة.
لنحاور بعضنا بعيدا عن قيود الحدود وخرائط الاقاليم.
انه الحوار الهادف الى تحقيق الديمقراطية الحقيقية للمجتمع, حوار المتمدنين, الحوار الذي لا يشمل من لا يتقن فن الحوار ومن يستعمل ساديته بدلا عن عقله, حوار من يجيد الاستماع ويعرف كيف يقنع خصومه,انه المحاور الذي لا يرضخ لضغوط اي جهة تحاول جرف الحوار الى الطرق المسدودة بعيدا عن الاهداف المرجوة.
انه حوار من لديه القابلية على التعبيرعن افكاره لا لاثبات طاقاته الفكرية بل لترجمتها الى الواقع العملي المفيد.
الفكر بالتطبيق وليس بالأماني والأحلام......!
الفكر يرى النور بالتدريج وليس بالعصى الحامية أو فرض اللامعقول.....انه الفكر الذي أدى الارهاب وعسكرة السياسة العالمية الى ان يدافع عن نفسه من جديد ليتصدى للتشويهات التي تعرض لها ولكي يقاوم ويعطي الادلة الحقيقية لاهدافه الانسانية العظيمة مهما طال بها الزمن.
هناك من لديه افكار نافعة ومفيدة لكنه يفتقد القدرة على التعبير عنها على الورق او اثناء المناقشات. فكيف يجد فرصته في التحاور؟ كيف يجد المئات من هؤلاء الطريق للمشاركة وتقديم ما عندهم؟
هناك من هو غير مستعد لسماع الآراء الاخرى على الرغم من صحتها لا لشيء الا لأنها صدرت عن أناس يختلف معهم شخصيا.
يحدث احيانا ان افكار البعض ثمينة لكن شخصيات اصحابها سلبية او غير مقبولة اجتماعيا مما ادى في أحيان كثيرة الى اهمال افكار هؤلاء وتهميش مساهماتهم وهي خسارة كبيرة.
هناك من لايريد سماع الافكار مهما كانت عملية لانها صدرت من اناس او حركات سياسية أخطأت في يوم من الايام مما دفع بالكثيرين الى الكف حتى عن قراءة نتاجاتهم الفكرية رغم انها تتشابه في بعض حيثياتها مع افكارهم ورغم ان الطرفين بحاجة الى بعضهما الآخر لان المصالح الإستراتيجية مشتركة.
و من الناس من لديهم أمنية لان يتحاوروا لكنهم ما ان التقوا بمتحاورين آخرين حتى وتعطلت لغة الحوار عندهم وخرجوا خاسرين من المعركة مع ان الحق كان بجانبهم.
لقد حقق موقع الحوار المتمدن نجاح لأنه حدد نوع الحوار بان يكون متمدن وان يكون المحاور مسؤول عن كلامه.
رفع الموقع القيود القومية والطبقية والطائفية ولم ينحاز الى دولة تمونه او حزب يكبل حواره ويحدد تفكيره.
حيث أعطى الموقع الحق لمن يريد التعبير عن افكاره داخل إطار مواصفات عالمية متحضرة للتحاور وتبادل الافكار عن طريق الانترنيت.
الحوار لا نهاية له ولا احد يستطيع تقنينه لكن الى جانب ذلك يجب القيام بمهام عملية نافعة تقي الانسانية شر المظالم مهما كان منبعها وبأي اسم تسمت أو غطاء تغطت.
لقد انطلقت اخيرا محاولات نحو الحوار الذي يقارب ذوي الاتجاهات العلمانية والديمقراطية القريبة من بعضها.
اتمنى ان تستمر هذه الآلية الناجحة لتحقيق عدة لقاءات لانجاز العمل المشترك او اللقاء التشاوري الذي يستطيع ان يقدم شيء تحدد اهدافه المرحلية من الان وان لا يثقل ببرامج وطموحات واقتراحات خيالية فقد ولى زمن الثرثرة والتنظيرات الخاوية, ولى زمن المواعظ الدينية الكاذبة أوالضحك على عقول البسطاء فوطننا والعالم أمام كوارث اجتماعية- اقتصادية- سياسية وبيئية خطرة تحاول مصالح النظم الرجعية الجديدة محوها من الذاكرة والالتفاف عليها وعلى القوى التى تتصدى لها وهي تقوم بذلك بذكاء مستفيدة من الدعم الخارجي و تجربته الهائلة التي تراكمت عبر هذه السنين الطويلة!!!
الحوار لا يمنع الاستفادة من الاجيال السابقة وخبرتها الطويلة سواء أكانت ذات نتائج سلبية ام ايجابية وأتمنى ان نقرأ على صفحات الانترنيت بين الحين والاخر نتاجات تلك الاجيال.
ومن يعتقد بان الشيخوخة تحدد من مساهماته فقد اخطأ فالتكنولوجية المعاصرة توفر اليوم كل الإمكانيات والتسهيلات . لكي تتوسع المشاركات وتتنوع نحو العمل المشترك لتشييد الجبهة الديمقراطية المتينة التي تقدم الحلول العملية والعلمية لبناء الوطن الجديد من اجل عراق يصبح نموذجا للحرية والعدالة والسلام في المنطقة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة التركية ومتظاهرين احتجاجا على إغلاق ميدا


.. اشتباكات في حرم جامعة كاليفورنيا بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهر




.. اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل وآخرين مؤيدين لفلسطين


.. أنصار إسرائيل يعتدون على متظاهرين مؤيدين لغزة بجامعة كاليفور




.. اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس