الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبّا لك يا أمة الكذب والنفاق!

مدحت محمد بسلاما

2013 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تبّا لك يا أمّة الكذب والنفاق!

من بين الرسائل الإلكترونية العديدة التي اتلقاها يوميا، ابغي التوقف عند رسالة بعثها لي أحد مواطنيّ من المغاربة وهو مقيم في إيطاليا، فاسترعت انتباهي بشكل خاص، إذ جاء فيها:

((كل مرّة أشاهد على شاشات التلفزة آلاف اللاجئين الهاربين من القارة الإفريقية والدول الإسلامية يتعرضون للغرق والموت الأليم قبل وصولهم إلى جزيرة "لامبادوزا" الإيطالية، أثور غضبا وأتساءل: لماذا لا يختار هؤلاء الهاربون من الجوع والفقر والاضطهاد الهجرة إلى الدول البترولية الغنية مثل نيجيريا والجزائر والمملكة العربية السعودية وإمارة قطر وباقي دول الخليج، هذه الدول التي تدّخر مليارات الدولارات سنويا والتي تؤهلها لتنمية كل الدول الإفريقية والإسلامية اقتصاديا واجتماعيا والقضاء على الجوع والفقر والتخلّف فيها؟ لماذا يفضّل هؤلاء النازحون المغامرة بحياتهم للوصول إلى ما نسمّيه ببلاد العهر والشذوذ والكفر والكفّار في أوروبا بدلا من اللجوء إلى البلدان البترولية الإسلامية "ذات الأخلاق السامية الإسلاميّة والقيم الرفيعة الصلعميّة" في إفريقيا والعالم العربي؟ هل أصبحت بلاد الكفر أرحم من بلاد المسلمين بالشعوب المسلمة؟ إضافة إلى ذلك، تبث باستمرار على شاشات التلفزة في الغرب الكافر طلبات المساعدة من قبل منظمة اليونيسيف لمكافحة الجوع والفقر في القرن الإفريقي الإسلامي، حيث تتقاتل الشعوب المسلمة مع بعضها بعض وتتسبب بموت العديد من أبنائها وتجويع وإفقارالناجين من الموت دون شفقة ولا رحمة.))

نعم وأنا أتساءل معك أيضا: ماذا تفعل الدول المسلمة البترولية الغنيّة المجاورة لها لمقاومة القتال ووقف الحروب والذبح والنحر والإجرام؟ آين هي أمة الإسلام؟ أين هو التضامن العربي الإسىلامي الذي لا يتوقف الحكّام والأئمة المسلمون عن التبجّح به والتهليل له؟ إنّها أمّة الكذب والنفاق.
فدول الخليج وأمراؤها وأثرياؤها،لا همّ لهم إلا بناء القصور والفنادق الفخمة وناطحات السحاب والمسابح الأولمبية في الصحراء وامتلاك أحدث وافخم السيارات والطائرات ومراكب اليخوت وشراء الحسناوات والحصول على كل أنواع المشروبات الكحولية وتمويل الإرهاب في العالم. فهم يتنعّمون ويتلذّذون برؤية بني جلدتهم ودينهم عرضة للذلّ والفقر والتعذيب والترهيب والتهجير.
هناك أكثر من عشرين ألف نازح من الدول الإفريقية والإسلامية لاقوا حتفهم في السنوات الخمس الأخيرة خلال محاولتهم الإنتقال في مراكب صيد من ضفة البحر المتوسط الجنوبية إلى ضفته الشمالية، هربا من أرض الإسلام، حيث يتحكّم "دين الرحمة"، عفوا، دين الكذب والنفاق والإجرام بامتياز. يلجأون إلى أرض الكفّار، للعيش والاعتياش من أكلة لحم الخنازير وكل أنواع لحوم الحرام. ولكن ما أطيب وأرحم كفر الكفّار ذوي النزعة الإنسانيّة وما ألّذّ من طعم لحوم خنازيرهم الطاهرة؟
لماذا يفضّل المسلمون الهاربون الموت والغرق ألف مرة في طريقهم إلى أرض الكفر والخنازير بدلا من البقاء مكرّمين معزّزين في ارض الإسلام وبنعم من يصفونه أولا بالرحمن الرحيم، قبل أن يصحّحوا حقيقته ويعترفون بأنّه إله قهّار منتقم ضّار جبّار متكبّر مكّار؟
لو تكرّم كل مسلم بالعالم بدولار واحد كل سنة لمنظمة اليونيسف، لاستطاعت هذه المنظمة الإنسانية بسهولة مساعدة هؤلاء النازحين من "جنّتهم الإسلامية" السوداء الهمجيّة قبل تعرّضهم للموت غرقا على طريق لجوئهم إلى أرض الكفرة. ولكن للأسف يفضّل المسلمون صرف الأموال الطائلة لتمويا الإرهاب والحروب بين المسلمين ولشراء الأسلحة وتكديسها بدلا من إطعام الجياع ومساعدة المعوزين وبناء المارس والمشافي. في البلدان الإسلامية تتوفّر كل أنواع الأسلحة الفتّاكة للفتك بأبنائها ولا تتوفر سلع غذائية لسد رمق البؤساء والمشرّدين فيها.
تبّا لك يا أمة محمّد، يا أمّة الكفر والنفاق!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال