الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً أختنا الكبرى شارة

أسماء الرومي

2013 / 12 / 24
الادب والفن


ــ وداعاً أختنا الكبرى شارة ــ
هنا عادةً يموت الناس في المستشفى فمن يريد توديعَ أحداً من الأهلِ يحدد مع المسؤولين موعداً
ليقودوه لغرفةٍ مبردةٍ فيها يرقد المتوفى على السرير ، عند رأسه تضاء شمعتان وقربهما
زهورٌ بيضاء .. أماكن للجلوس قرب السرير ومن يريد أن يقرأ بأي كتابٍ من كتبِ الأديان
يستطيع أن يجده على رفوفٍ وضعت في الممر المؤدي للغرفة ، ووضعت جميعاً سويةً .
وقد تخفف لحظةَ الوداع هذه عن الأهل .
ويرتمي على ضوءِ الشموعِ
الوجهُ الحنون
بسمةُ حلمٍ هذا الوجهُ
وهمسةُ حزنٍ غفت والعيون
هل سمعَ همساتِ قلبكِ
أخوكِ الطيبِ
جاء ليضئَ الشموعَ
قربَ رأسكِ
وبأيادي الطيبين
كم نادتهُ روحكِ ...
ويتهادى الضوءُ
قربَ الوجه الهادئ الوسنان
يخطو مع قلوبِنا
يرفُّ ويصعدُ مع التراتيلِ
بصوتِ إبنتكِ نقيةَ القلبِ
ويرتلُ
يغني لعالمِ الأنوارِ المكان
ويبكيني .. اللحنُ الحزين
طيورُ الحبِ دوري وغني
وبالدمعِ عطريني
يا زهرةَ الأوركيد البيضاء
16 ـ 12 ـ 2013
وجئنا للمكان المنزوي في المقبرة المخصص للأديان الأخرى ، ومن يريد أن يكون مع أهل البلد
فلا أحد يمنعه وهذا ما كنتُ أريده أنا . لا أدري ربما الأحساسُ الذي تملكني حين كنتُ
قبل سنواتٍ قلائلٍ في توديع إحدى قريباتِ أمي وقد عاشت عمراً طويلاً مثل قريبتي
هذه ، لكنّي حين رأيتهم ينزلوها لضريحها ، شعورٌ غريبٌ في داخلي .. كنتُ رافضةً
بالكاملِ لهذا المكان ، رغم إنها ليست المرة الأولى لكوني هنا ، هذا الشعور أبداً لم
ينتابني في بغداد وحتى حين رأيتُ أمي تُنزلْ في التراب ، أمي التي أخذها الموتُ
مسرعاً .
رفعتُ رأسي درتُ بعيني رأيتُ القرآن بالمكان الملاصقِ لجماعةِ المعمدان ، والذي
فيه أقف وعلى مسافةٍ قريبةٍ رأيتُ النجمةَ السداسية وبمحاذاتها الصليب .. والكل يرقد
في أمانِ الله وبسلام .. وقد يخفف هذا عني لتقبل هذا المكان الذي يلم الغرباء .
وبكى الحبُّ
وفراشُ الفراقِ
يطوي أماً
من أمهاتِكَ يا عراق
وفي يومٍ ضبابيٍ يشتدُ برداً
نودعكِ
نودع نخلةً من نخلِ الجنوبِ
وهنا جاءت ترقدُ
هنا رحلتْ إبنةُ شبعاد
هنا شهرزاد دارتْ بضوءٍ
من ضياءِ بغداد
وهنا بشهقةِ الدمعِ دار النهرُ
جاء وخيط الشمسِ والقصبِ
ليزفَّ إبنةَ النهرِ لدارٍ
أرضعتها وأخيها
ـ لصدرِ موجات جاء يعيدها
كانت تنطرُ السنينَ
تريد أهلها
ـ تريد أخاها
تريد يد جدةٍ تحضنها على صدرها
لتعيدها لأمٍ رضيعةً حُرمتْ منها
يا أختاً لأبي كنتِ
ومعكِ غابَ ظلُّ أبي
23 ـ 12 ـ 2013
شارة هي الأخت الشقيقه للعالم العراقي
عبد الجبار عبد الله
الذي أبى إلاّ أن يُدفنَ في العراق
موجات ـ هي جدتنا التي ربتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد السقا وكريم عبد العزيز مفاجأة أفلام العيد


.. الممثل رفيق علي أحمد ضيف -Conversations with Ricardo Karam-




.. تصريحات أثارت ضجة للفنان دريد لحام خلال لقائه مع برنامج سؤال


.. كورال شرقيات يبدع في الغناء على الهواء في صباح العربية




.. أحمد عبد الوهاب شبيه دريد لحام يحكي كواليس لقائه مع الفنان ا