الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هولير (2)... وجرعة أوكسجين جديدة

بنكين مصطفى تمو

2013 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هولير (2)... وجرعة أوكسجين جديدة

بنكين تمو

رغم قناعتي التامة أنّ المجلسين توصلا إلى توافقات آنية وليس إلى اتفاقات نابعة من قناعات سيكولوجية ، و ربما تكون لتلك الاتفاقية صلاحية محدودة، وذلك لعدم وجود قناعة من كليهما بضرورة العمل المشترك بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة وأجندات المحاور.
رغم ما توصلا إليه إلا أن هناك تناقضات كبيرة و خاصة من حيث السلوك السياسي المتبع بما يتعلق بالشأن العام، ووجود كلا المجلسين في إطارين معارضين مختلفين من حيث الرؤى السياسية، وهذا ربما سيشكل عائقا في المحافل الدولية ، لذا أستطيع القول أن ما توصل إليه المجلسان يندرج تحت خانة الترقيع لا الحلول في ظل وجود خلافات سياسية أساسية والتي تعد من أهم الأسباب لخلق الخلافات ، فما جاء في وثيقة الاتفاق بين مندوبي المجلسين يضع علامات استفهام ولا شكّ أن هناك هروباً مفتعلاً من بعض الحقائق على أرض الميدان .
إن ما جاء في وثيقة الاتفاق من بنود يحتاج إلى استطراد وتعقيب على كل بند ، ففي البند الأول تطرقوا إلى استمرارية المناقشات حول آلية تفعيل الهيئة الكردية العليا وإمكانية ضم المجلس الكردي إلى الإدارة الذاتية ، فلمدة ثمانية أيام لا أعلم ماذا كانوا يفعلون وهذا أول تهرّب من الخلافات العالقة ، ما أريد قوله هو أن مشكلة الشعب السوري ليس مع النظام المجرم والمطالبة بإسقاطه فحسب، إنّما هناك مشكلة أخرى تكمن في المعارضة التي تعيش في الفنادق والمزيفة وغير الجديرة بتمثيل إرادة الشعب السوري، فمعظم أفرادها يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعب وهم بسلوكياتهم يمثلون الوجه الآخر للنظام ، لذا أقول نحن الكرد نحتاج إلى " التعقل " لا إلى " التوصل " كي لا يلعننا الشعب والتاريخ فمشاكلنا تزاد بازدياد جرعات الأوكسجين من خلال هذه العبارات " العمل على ..." وفي النهاية لا يوجد عمل !!! ،و" سوف " ، " تشكيل لجنة .. " !!! ،أما مسألة الإدارة الذاتية فأعتقد أن المجلس الوطني الكردي قد كان مشاركاً في مراحل تشكيل الإدارة قبل موعد إعلانها بيوم واحد فإذا كان العمل قائماً على قدم و ساق من أجل " الضم "؟ فماذا كنتم تعملون في مرحلة الإعداد تلك ؟ أما البند الثاني والثالث حول توحيد الخطاب السياسي وتشكيل لجنة حقوقية للتحقيق في القضايا العالقة فهذا مطلب جماهيري ولا غبار عليه ولكن أعتقد أن هناك تقارب كبير في الخطاب السياسي للمجلسين من حيث مطلبه بكيفية شكل الدولة فكلاهما يطالبان بالفيدرالية وهذا يتطلب من المجلسين العمل الميداني من أجل مطلبه اليتيم الموحد فيما بينهما وقد كتبت في هذا السياق أن الفيدرالية تحتاج إلى تأييد مكونات أخرى كي تحظى بموافقة البرلمان المنتخب في سوريا المستقبل .
أما بالنسبة لفتح المعابر الحدودية أمام الحالات " الإنسانية ـ وفود رسمية ـ حركة تجارية " خطوة مهمة من أجل إنعاش المناطق الكردية ولكن أسألكم يا أيّها المجلسان الموقران كيف ستستفيد كوباني و عفرين من هذه المعابر ؟ وهما محاصران من قبل " داعش" وأخواتها هل لديكم آليات معينة كي تنتعش كوباني و عفرين من هذه المعابر ؟!!! ، كما أتمنى أن يدشن معبر سيمالكا بطلب من حكومة الإقليم من القادة السياسيين الكرد الذين يتربعون هناك بأن يغادروا من المعبر إلى وطنهم " هيا إلى الداخل ".
أما البند الخامس حول اعتبار الضحايا الكرد هم شهداء المقاومة في غربي كردستان كنت أتمنى أن تستبدل كلمة " الاعتبار" بـ " الاعتراف" هذا من ناحية ، ومحاسبة كل من له يد في قتل المدنيين والعسكريين . أما ما يتعلق بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ، فلا يخفى على أحد بأنه ليس هناك معتقلين لمجلس غربي كردستان لدى المجلس الوطني الكردي بل العكس هو الصحيح، وأنا أعتبر هذه الخطوة مهمة في طي صفحات الماضي وتصفية النوايا مع وقف الحملات الإعلامية من كلا الطرفين ومحاسبة من يخالف هذا الأمر.
في الحقيقة رغم وجود عدة ملاحظات جوهرية حول الصيغة التوافقية بين المجلسين لكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل