الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب: الشرفاء بين النصب والاحتيال والتجسس على المواطنين.

فريد بوكاس

2013 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


قال تعالى:
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ( 144 ) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ( 145 ) .

يقول تعالى: ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) أي: ليس ببدع من الرسل، بل هو من جنس الرسل الذين قبله، وظيفتهم تبليغ رسالات ربهم وتنفيذ أوامره، ليسوا بمخلدين، وليس بقاؤهم شرطا في امتثال أوامر الله، بل الواجب على الأمم عبادة ربهم في كل وقت وبكل حال، ولهذا قال: ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) بترك ما جاءكم من إيمان أو جهاد، أو غير ذلك.

قال [ الله ] تعالى: ( ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ) إنما يضر نفسه، وإلا فالله تعالى غني عنه، وسيقيم دينه، ويعز عباده المؤمنين، فلما وبخ تعالى من انقلب على عقبيه، مدح من ثبت مع رسوله، وامتثل أمر ربه، فقال: ( وسيجزي الله الشاكرين ) والشكر لا يكون إلا بالقيام بعبودية الله تعالى في كل حال.

وفي هذه الآية الكريمة إرشاد من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالة لا يزعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه، فقد رئيس ولو عظم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمر من أمور الدين بعدة أناس من أهل الكفاءة فيه، إذا فقد أحدهم قام به غيره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس، فبهذه الحال يستتب لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم.

كما أن الشرف كما جاء في حديث شريف: ليس الشرف بالنسب أو المال أو الجاه، وإنما بالامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه.

ولم يعرف تاريخ البشرية انتساب شخص لأمه بدل أبيه إلا اليهود، وحتى الرسول محمد لم ينسب نفسه إلى أمه بعد وفاة أبيه، فالسبب في الانتساب إلى الأبد شيء طبيبعي، لأن أبي البشرية هو آدم وما حواء إلى جزء من ضلعه، ما يعني أن حواء تنتسب لآدم.

قد يستغرب الكثير عن طرحي لهذا الموضوع وعلاقته بما سأتطرق إليه فيما بعد !! لكن السبب جد بسيط، وخصوصا بعدا قام أحد المغاربة بترك تعليق على مقالة لي نشرت على الموقع الإخباري ( الوطن الجزائري ) تحت عنوان: إسقاط نسب ملك المغرب. والمقال كان بحثا علميا، احترمت فيه كل المعايير، معتمدا في ذلك على عدة مراجع موثوقة.

لكني فوجئت بالمسمى محمد بن علي من المغرب، الذي تنكر في إسم مستعار، واصفا إياي بالمزور المشهور، كما جاء في تعليقه أنه تم طردي من رابطة الشرفاء الأدارسة بعدما أن قمت بتزوير أنساب مغربية وبيعها للكويتين والسعوديين بأثمان باهضة !!! كان من البديهي أن يكتب كل شيء ويوزع التهم كما يشاء. لكنه بذلك فتح لي الباب لأوضح الكثير من الأمور التي كانت في طي النسيان، لأن من عادتي لا أحب العودة إلى الماضي.

فليعلم المدعو محمد بن علي ومن جنده، بأني قمت بانقلاب على الرابطة وذلك يوم 5 يوليوز من سنة 2005، بعد انعقاد مؤتمر وطني بالقنيطرة، وحضره أعيان من البلاط الملكي، كما استدعيت مستشار الملك أندري أزولاي الذي اعتذر لي بسبب زيارة رسمية سيقوم بها إلى إسبانيا وفرنسا موازاة مع موعد المؤتمر، ما تعذر عليه الحضور. وتم انتخابي بالإجماع كاتبا عاما وممثلا قانونيا لرابطة الشرفاء.

وإن كان المسمى محمد بن علي يقصد في تعليقه فرع الرابطة التي يترأسها عبد السلام بنرحال، فهذا شيء آخر، ولابد لي أن أفضح أسرار مثل هؤلاء. إن عبد السلام بنرحال كانت يمر بضائقة مالية صعبه، وخصوصا بعدما أن قام البنك بالحجز عن منزله، وكان مهددا بالطرد ليجد نفسه وأبناءه مصيرهم الشارع، فكان يحرر وثائق الانتساب إلى الأدارسة لمهربي المخدرات بمبالغ تتراوح ما بين 3000 و 5000 درهم، بل الأكثر من ذلك قام بعملية نصب خطيرة، حيث أقدم على ابتكار هدية نحاسية نقش عليها صورة محمد السادس وولي عهده، ليستخدمها من أجل جمع مبالغ خيالية بحجة أنه سيقوم ملك المغرب باستقبال أعضاء الرابطة، ومن يريد أن يكون في اللائحة، عليه أداء مبلغ 2000 درهم مساهمة منه في الهدية التي سيتم تقديمها لمحمد السادس، وفي ظرف شهر استطاع جمع ما يزيد عن 30.000 درهم، وهذا المبلغ عاينته شخصيا وما خفي أعظم.

لكن السؤال المطروح هنا: لما لم تقم الشرطة القضائية بالقبض عليه رغم علمها اليقين أنه نصاب؟

إن العميد المعطي الإدريسي رئيس مصلحة الاستعلامات العامة بتطوان والذي تقاعد فيما بعد، كان يقوم بزيارة ليلة كل أسبوع إلى منزل رئيس الشرفاء عبد السلام بنرحال ليزوده هذا الأخير بالتقارير المطلوبة منه.

وحتى أكون منصفا للتاريخ لا بد أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن أصل ما يسمى برابطة الشرفاء الأدارسة ولدت من رحم وزارة الداخلية سنة 1971 تحت إشراف مباشر لإدريس البصري الذي كان يعتبر الشرطي الأول في المغرب تحت غطاء امبارك السباعي الذي اتخذ القطار والحافلة مقرا له وحقيبته مكتبا لها، حيث كان يجول المغرب من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه، لبيع بطاقات الانتساب والتجسس على المواطنين المغاربة.
ولازال وارث أمره عبد السلام بنرحال يسير في نفس الطريق الذي رسمه أسفاله... بيع البطاقات ا وتزوير شواهد الانتساب.

هؤلاء هم الشرفاء بالمغرب، شرفاء النصب والاحتيال والتجسس على المواطنين، وملأ البطون، واستدراج العاهرات ليلا إلى مقراتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟