الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لقراءة جديدة للاحداث في العراق

جواد الديوان

2013 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يعتذر شاعر العرب الاكبر الجواهري في قصيدته يا سيدي اسف فمي وامام الملك الحسين بن طلال عن ابيات شعر سابقة له، قالها في مناسبات ومواقف سياسية تميزت بالحماس وقتها، وبقوله:
يا سيدي ومن الضمير رسالة يمشي اليك بها الضمير عجولا
حجج مضت، واعيده في هاشم قولا نبيلا، يستميح نبيلا
وربما كانت مراجعة سياسية وفكرية بعد اربعة قرون من تلك الاحداث. وتبرز شجاعة الجواهري في الاعتذار كما هي شجاعته في مواجهة التحديات وتبني مواققف الشعب، بل واثارة الحماسة.
ويتشابه موقف الجواهري مع موقف تاريخي، وقف كعب بن زهير في قصيدة البردة واعتذاره من الرسول (ص)
انبئت ان رسول الله اوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
وقد اتيت رسول الله معتذر والعذر عند رسول الله مقبول
ويهديه رسول الله (ص) بردته، ويقال ان معاوية اشتراها من اولاد كعب، ويرتديها الخلفاء في المناسبات، وانتقلت للعباسيين وحتى سقوط امبراطوريتهم. والفارق بين الموقفين واضح، بل وحتى لغة الاعتذار والاشارة اليه.
ويتغير الامر من كافور لدى المتنبي، وتظهر قصيدته المشهورة في هجاء كافور، تمثل اعتذار من العرب، وتصحيح موقف او تاكيده حيث تغلف مدح كافور بهجاء غامض http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=121620
المواقف السياسية تغيرت بعد 2003، وتجاوزت القوى السياسية محددات وخطوط حمراء من النصف الاول للقرن الماضي، وربما تمازجت الكلمات العربية ذات المدلولات السياسية المحددة مسبقا (احتلال وتحرير واستعمار وغيرها). وشارك طيف واسع من القوى السياسية في مجلس الحكم (اليسار واليمين) وفي الحكومات التي تلته وتجاوز البعض نظريات، وتظهر مرونة في الخطاب السياسي والاختيار والاصطفاف لدى معظم القوى السياسية.
ولم تعد المواقف السابقة من رجال العهد الملكي نفسها، وظهرت كثير من الحقائق عن تلك الفترة، ومنها دور مجلس الاعمار ونزاهة رجال الحكم في تلك الفترة بعد ان انتشر الفساد بانواعه في هذه الايام، وتورط به رجال الحكم، والامثلة كثيرة.
لم تحاول القوى السياسية ولا مراكز الدراسات او مراكز البحوث التابعة لها، قراءة تاريخ العراق في القرن الماضي مرة اخرى بضوء التغيرات التي حصلت. ولم تحاول النخب السياسية تقديم نظرة جديدة للاحداث في العراق بعد تاسيس الدولة العراقية.
ومن رجالات العهد الملكي الدكتور محمد فاضل الجمالي، السياسي العربي الوحيد الذي شارك في اعداد ميثاق الامم المتحدة (1945) عندما كان يعمل في وزارة الخارجية. وفي 1995 رفض الجمالي دعوة عمدة نيويورك لحضور الاحتفال بمناسبة مرور 50 سنة على تاسيس الامم المتحدة. واوضح بانه يصعب عليه المشاركة في الاحتفال في حين تفرض الامم المتحدة الحصار على العراق. ورغم كل ما يلف الموقف من اشكاليات الا ان المتضرر من الحصار كان الشعب العراقي وليس صدام حسين واعوانه. استضافت تونس الجمالي من 1961 ولغاية وفاته في 1997، واطلقت اسمه على شارع في العاصمة.
وبين انتشار العنف مرة اخرى بعد انحساره، والمعاناة من فساد اداري ومالي، وحماية المفسدين، ومع كل الصعوبات في الحياة، فان مراجعة لحوادث التاريخ في العراق وتقييمها بمفاصلها المهمة ستعطي للشباب صورة واضحة عن تلك الاحداث، وترفع شأن العراق في عقولهم وعواطفهم.


تغيرت المواقف بعد 2003 لمعظم القوى السياسية، وبقت احداث العراق في القرن الماضي بدون قراءة جديدة. والمقال دعوة لاعادة قراءة تلك الاحداث والاشادة بوضوح الجواهري عندما وجد اشكاليات في قصائده. وربما المقال يقارن بين وضوح الشعراء وغموض الساسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال يضطرون للعمل في قطاع غزة لمساعدة عائلاتهم | الأخبار


.. زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية : تقارب يثير قلق الغرب؟ • فرا




.. خطة إسرائيلية -سرية- بشأن توزيع المساعدات في غزة


.. تهديد باغتيال نصرالله.. وحزب الله يرد على التهديد! | #التاسع




.. طلاب جامعة كاليفورنيا يدينون استثمارات الإدارة مع الاحتلال