الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا نرجسيون ومجانين ، ولكن

عدنان سلمان النصيري

2013 / 12 / 26
كتابات ساخرة


الجنون ،هو غياب العقل اوعدم القدرة بالسيطره عليه ، أو هو مجموعة من السلوكيات الشاذة المنتهكه للمعايير الاجتماعية من قبل الاشخاص الذين يشكلون خطرا على أنفسهم أو الآخرين ،وقد تكون عملية عدم السيطره لوقت محدود او لفتره طويله.
النرجسيه والجنون مصطلحان مترادفان عندما يقود اولهما بالاخر ، اذا ما توفرت الحواضن والدوافع بشكل عاطفي واناني منفلت بعيد عن ميزان العقل والتادب والاخلاق ،
النرجسيه هو مصطلح اعتمده الطب النفسي الحديث ، لتشخيص واحد من الامراض النفسيه الخطيره ،التي غالبا ما تصيب الرجال والنساء على حد سواء ، واذا مابقي الامر عليه بدون توقف اوعلاج ، ستؤدي النتائج الى مآسي ذاتيه واجتماعيه خطيره جدا ، وتقود اصحابها الى مستشفى المجانين .
ولابد من التعريج على اصل كلمة النرجسية التي تعود الى الاسطورة اليونانية القديمة لشاب باهر الجمال اسمه نارسياس الذي كان معجباً بنفسه بافراط ،وهذا الشاب من كثرة ما كان مغرور بنفسه ،كان يقضي طول يومه ينظر الى صورته في ماء البحيره ليتأمل جماله، واستمر على هذا الحال حتى مرض نفسيا بسبب هذا التعلق الذاتى، وبمرور الزمن فقد عقله ، وفى احدى خلواته بتواصل الهيام مع ذاته وعشق صورته المعكوسه من ماء البركه ، قفز الى صورته ليمسكها ولكنه غرق ومات . وظهرت فى مكانه زهرة سميت على اسمه وهى زهرة النرجس المشهوره .
من اهم اعراض النرجسيه هو الحب المفرط للذات او مايسمى بعشق الذات أو تعظيم الذات ، والشعورالدائم لدى النرجسي ، بشخصيته النادرة الوجود ، ومن النوع والمستوى الخاص والفريد بالعالم ، وهو غير مفهوم الا من خاصة الناس القلائل جدا ، ويجب ان يحظى دائما من الآخرين احترامًا وتبجيلا خاصا طول الوقت ، و يتصف بطبع الاستغلاليه والابتزاز ، والوصوليه بالاستفاده من مزايا الاخرين ، وتمتع بالغيره المفرطه من الاخرين ، والاستماته بالحصول على المناصب ، والانتهازيه المتطرفه بتبني الافكار والمواقف .
تتفاوت طبيعة الانسان بتبني بذور النرجسيه المغروسه في النفوس، باختلاف طبيعة العوامل الذاتيه اوالظروف المحيطه المشجعه .
ومن الطبيعي جدا ان يولد الانسان ولديه بعض بذور الانانيه والنرجسيه كما يبدو في كل رضيع جديد وهو يتمسك بثدي امه عندما تقوم بارضاعه ، وهو يحاول التشبث اكثر كلما حاولت بانتزاعه من فمه ، مع اطلاق صرخاته المستنكره التي تشق عنان السماء ، ولكن المساله ستكون في غاية التعقيد ، عندما تنذر عن نتائج غير محموده بالمستقبل ، بتثبيت هذه الحاله الانانيه الطفوليه وانتقالها الى مراحل عمريه متقدمه.
كما تجدر له الاشاره ،فمن حق الانسان ان يمتلك حدا معقولا من هذه الانانيه او النرجسيه التي تعبر عن حب الذات ،مادامت محدوده ومحكومه من العقل بحدود التنافس المشروع لاي نجاح مؤطر بالاخلاق والمثل الاجتماعيه.
ولا نبرئ بانفسنا عن الاعراض النرجسيه اوالجنون الوقتي ، خصوصا ونحن نعيش ارهاصاتنا اليوميه وراء الكواليس وامام المرأة ، ولو اعيدت لقطات مشاهدنا علينا او على غيرنا بواسطة الحقيقه الخفيه . لوجدنا انفسنا لاتنأى عن الجنون ،الا بفاصل شعره ، ومتى ازيلت هذه الشعره لاي طارئ ، فاننا سنجد مصيرنا محتم في مستشفى المجانين، والامثله كثيره :
كالوقوف امام المرآة في خلواتنا مع انفسنا المبتهجه ،وتوزيع كل اشكال والوان الابتسامات المتصنعه التي لايفعلها الا المجانين .
او تجربة اشكال التعبيسات اثناء الحزن ،واشكال التكشيرات المتوعده بالتمزيق والويل والثبور اثناء الحنق مع النفس ،او امام المرآة ، والتي لا يصنعها الا المخبولين .
او التباهي بالتسريحه الجديده ،وتشميرة كذلة الشعر من جانب الى اخر امام المرآة ، مع الابتسامه الظريفه للاغراء ، المقرونه عادة ب صدقه ال الله ، واحيانا اطلاق القهقهه للشماته بالاخريات او الاخرين الغير موجودات والغير موجودين !!والتي لايقمن او لايقوم بهذه الحركات الا المعتوهات والمعتوهين .
او قيام بعضهن باستعراض ازياءهن الجديده، بلفات راقصه حول انفسهن ، امام المرآة ، او القيام باستعراض مفاتنهن الجماليه بالهز والوز ورقصات الهجع ، مع خصب خيالهن بانتظار دوي تصفيق الاف المشجعين من وراء الابواب اوالشبابك ، وكانهن ماسكات باقلام كحلهن للتوقيع على طلبات الطوابير الطويله من المعجبات و المعجبين .
وبمجرد ابتداء البعض من الشباب باجراء التمارين الخاصه بجمال وكمال اجسامهم يقومون بالاستعراض مع انفسهم وامام المرآة وبترجيف العضلات بشكل مثير للسخريه والضحك .
ويبقى السؤال المهم يطرح نفسه بيننا ، كم وكم من امثال هؤلاء يعيشون بيننا، ويتربعون على اهم مفاصل حياتنا ومجتمعاتنا ، وخصوصا من فنانين وسياسيين وكتاب ومفكرين ومحللين وووو وهم يتمثلون باغلب هذه الصفات النرجسيه المجنونه؟؟؟، وهم مغمورون بدعمنا المباشر وبمديحنا المغالى والمنافق في اكثر الاحيان ، وبمناسبه اوبدون مناسبه ، لحد ما وجدوا من انفسهم ، منفوخين كالضفادع ، والبعض الاخر الاوفر حظا ووصفا بالمثاليه والعبقريه والهمشريه، صاروا مزهويين بريشهم المنفوش كالطواويس .وحتى من دون ان يتجرأ عليهم احدا بتوجيه النقد الحقيقي ، وسط هذا العالم المجنون .
اذا نحن جميعا في اتون الواقع ، محتضنين لفايروس النرجسيه ومصابين بمس وقتي من جنون العظمه ، الذي سيقودنا حتما الى مستشفى الشماعيه اجلا ام عاجلا ، في حالة عدم تمسكنا بحدودنا الاخلاقيه ، بالتعامل مع الذات ومع كل الناس ، ووضع كل الوصايا الادبيه والقيميه نصب اعيننا دائما فهي الواقي المحصن من الانحراف اوالشذوذ النفسي قبل الوقوع ببراثن جنون العظمه ، ويجب ان نتذكردائما وصايا الله علينا، فهو المهدي وهو المعين : كما في قوله تعالى : ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور .وقوله في سورة الاسراء :ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ...صدق الله العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استفسار
عدنان سلمان النصيري ( 2014 / 1 / 14 - 05:25 )
الى من يهمهم الامر المحترمين
م/ استفسار
استفسر عن عداد اجمالي القراءات على موضوعي اعلاه الذي يشير بالعدد صفر
وكذلك عدد المقالات المنشوره تشير صفر ..فهل هذامعقول .ارجو التوضيح من فضلكم
مع الشكر والتقدير

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-