الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل قُتل الدكتور ابراهيم الفقي

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2013 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ مفهوم التنمية البشرية يتضح عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج البلدان التي شاركت في الحرب مصدومة من الدمار البشري والاقتصادي الهائل وخاصة الدول الخاسرة , فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الاقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من النفق المظلم والدمار الشامل الذي لحق بالبلاد بسبب الحروب , وكانت خطة التنمية البشرية في أوروبا تقوم على أساس الواقع والقدرات والإمكانيات البشرية دون إشراك للدين والكنيسة في عملية التنمية كونها دول علمانية وتفصل الدين عن السياسة وتسعى لبناء الاقتصاد و الإنسان عن طريق التعايش مع كل شرائح المجتمع بصرف النظر عن إنتمائتها العرقية والدينية وعدم السماح باستغلال الوضع المدمر والفقر والبطالة من قبل رجال الدين لتقوية دور الكنيسة في المجتمع , كما تفعل ألان الحركات الدينية في المجتمعات العربية والإسلامية على نشر ثقافتها السلبية والمتخلفة والمتطرفة مستغلة حالة الدمار النفسي للسكان والفقر والجهل والبطالة والحروب الأهلية والدينية والمذهبية وحالة الفراغ الروحانية السليمة التي هي جزء من منظومة شخصية وسلوك الانسان .
الدكتور إبراهيم الفقي كان عالم نفسي كبير و رائد في التنمية البشرية وقد درس وبنى نفسه وشخصيته وعلومه في كندا وأمريكا وأوروبا أي في مجتمعات علمانية , واستطاع إبراهيم الفقي ان يصل في مشوار حياته الخارجي الى المرتبة السادسة في الشخصيات المؤثره على مستوى العالم وحقق نجاح كبير من خلال تعليم الناس وبإعداد كبيرة جداً وبفترة زمنية قصيرة مراجعة وبناء النفس وتحويل حياتهم من الفشل إلى النجاح .
كانت أخر عبارة للدكتور إبراهيم الفقي على صفحته في الفيسبوك قبل وفاته هي ( تذكر ان الطائر يطير ضد الريح ليصل إلى السماء ) , وهذه كلمات جميلة ومؤثرة ولكن السؤال هو هل طار الدكتور ضد رياح علوم التنمية البشرية التي تعلمها واكتسبها في الخارج في دول علمانية تدرك قيمة العلم وتأثيره , درسته وسلمته لدكتور رائع وذكي تمكن من ذلك العلم بسهولة , دكتور يغزى قلوب الملايين من البشر بسهوله ولاترغب تلك الدول في خلط مفاهيمها القيمة والانسانية التي علمتها ودعمتها للدكتور في مشوار عمله مع مفاهيم الدين .
وفاة الدكتور الفقي ربما تكون محاضراته التي في الآونة الأخيرة قبل وفاتة استخدام فيها المصطلحات الدينية بكثرة , وظهوره المستمر على قنوات إسلامية , ومحاضراته أصبحت تربط بشكل مكثف بين بناء الذات والروحانية الإسلامية , و كان يشيد بدعاة ومفكرين إسلاميين كانت عليهم علامات استفهام أمام الحكومات المحلية والخارجية , وكذلك تعارض أفكار هؤلاء الدعاة والمفكرين الإسلاميين الذي يشيد بهم الدكتور مع اتجاهات وأفكار إسلاميين متشددين ومعتدلين وعلمانيين اخرين في المنطقة العربية تتصارع فيما بينها من اجل التأثير والنفوذ والسلطة في الدول العربية .
رحيل الدكتور إبراهيم الفقي ربما ايضا مرتبط بمرحلة الربيع العربي , المرحلة التي كانت تحتاج فيه الأمة العربية إلى شخصية بحجمه وعلومه والى تغير في التنمية البشرية خاصة في ظل التدهور الاقتصادي و ارتفاع موجات الحروب الطائفية والدينية التي تجتاح المنطقة العربية والإسلامية .
أن وفاة الفقي كانت بسبب الاختناق في التنفس بسبب الدخان وكأن الموت قد لاحظ أن الدكتور الكبير والرائع إبراهيم الفقي يعاني من تحسس في الأنف وهو مايلاحظه أي مشاهد في تعابير وحركة عضلات وجه الفقي وخاصة حول منطقة الأنف .
سيظل الدكتور إبراهيم الفقي شمعة لا تنطفئ تضئ طريق كل تائه في الحياة وصعوباتها , وستظل كلماته الرائعة تخفف معاناة الملايين حول العالم , وتنقذهم من أمراض العصر القاتلة كالتفكير السلبي والإحباط والتشاؤم والكراهية والفشل واهتزاز الثقة والقلق والاكتئاب , وتحولها إلى ابتسامة وعزيمة وإصرار وتفاؤل وحب ونجاح وثقة بالنفس وراحة بال وسعادة .



د / مروان هائل عبدالمولى

[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق