الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم مقابل وطن

خالد قنوت

2013 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ما أكبر الفكرة..ما أصغر الدولة..
صحيح ما قاله شاعر ثورتنا الفلسطينية الراحل محمود درويش و ما كان يقصد و حسب, حدود وطنه المحتل و المحمل بخطايا قياداته السياسية و العسكرية امام تماسك و قوة الدولة الصهيونية (الديمقراطية) التي لا تكل يوماً على استرجاع رفات قتلاها فكيف بالأحياء منهم.
ثقافة الاستشهاد التي ورثناها من تراثنا و انظمتنا الاستبدادية العفنة لا تمنح شعوبها سوى مرتبة شهيد لا تغني و لا تذر, لا تطعم فماً جائعاً و لا تدفئ جسداً يرتجف من البرد, فليست سوى قلادات معدنية تزين الصدور المنفوخة بالهواء.
من السهل تحويل مصطلحات جوفاء إلى نقائضها بالمعنى عندما لا تتقاطع مع مصالح الأنظمة العائلية المافوية و الأجهزة القمعية فيتحول الشهيد إلى إرهابي أو فطيسة أو كلب خائن.. و يصبح الوطن إلى عرين أسد و يضحى العلم الوطني أثمن من الوطن نفسه و من الشعب كله.
اليوم, يقايض النظام المجرم أهل معضمية الشام الأبطال بين رفع علمه على قمة خزان ماء خاوي مقابل حليب أطفالهم و خبز شيوخهم و نسائهم و رجالهم بعد أن عجزت آلته الهمجية من قطعان الحرس الجمهوري و الفرقة الرابعة من الدخول و العبث بأهلنا الصامدين هناك تحت حصار مستوطنات موالي النظام المشبعين بالحقد و الكره و الطائفية و التي أقيمت على أراضي يملكها أهل معضمية الشام.
في الثورات عبر التاريخ, مد و جذر و إن كنا اليوم في حالة جذر فلنتذكر أننا في مثل هذا اليوم من العام الماضي كنا في حالة مد و كانت المؤشرات تتوقع سقوط النظام بعد شهر على أبعد تقدير فلماذا تغيرت الموازيين و انقلبت التوازنات؟
منذ اليوم الأول للثورة السورية ثورة الحرية و الكرامة, كان قيام قيادة وطنية واعية و قادرة من أكثر الأمور إلحاحاً و لكن الظهور الإعلامي للمستحاثات المعارضة و للديناصورات القادمة عبر البحار لتنصب نفسها قيادة مشوهة و غريبة عن الشعب السوري الثائر مترافق مع استراتيجية أمنية دموية لآجهزة أمن النظام و أجهزة استخبارات إقليمية و دولية طالت جيلين من الكوادر التي انتجها رحم الثورة و الضخ الدولي الخبيث للمال السياسي و للمقاتليين المتطرفين مع كل الاحترام لمن قصد سورية مقاتلاً انتصاراً لانسانيته و دينه و ليس انتصاراً لأجندة لن يقبلها السوريون و لو بعد حين, كل ذلك ساهم بقلب الحقائق و تحويل الصراع من شعب طيب يقاوم للتحرر من نظام استبدادي قادم من الهمجية الأولى.
لا يمكن تجاهل الكم و النوع من الأسلحة التي يقدمها زعماء المافية الروسية و حكام الملالي و زعماء الطوائف عرباً و عجماً و بتواطئ مريب دولي و ممن يدعون صداقتهم للشعب السوري زوراً.
اليوم, العدو من أمامنا و من خلفنا و فينا و لن نغير الموازين و نعيد التوازنات و نستعيد زخم الثورة و أهدافها إلا بقيام الشرط الأول الذي يمثل سورية و ثورتها دون تشوهات و أجندات و تسول, قوة سياسية وطنية صاعدة حقيقية و من رحم ثورتها تعمل على الأرض و بتكتيك يتناسب و تعفن الواقع و فساده و اختراقات النظام لجسد الثورة المثقل بالدم و الجوع و لكنه باق على عهد الشهداء و عذابات المعتقلين و المهجرين و روح الثورة التي لا تستكين.
سورية الولادة لن تعجز و ستثبت للعالم الحتمية التاريخية في قيامتها من جديد و استرجاعها لروح المبادرة و الخلق و نفض غبار عفن زرعه نظام الاحتلال الأسدي الذي اعطاها اسباب استمرار ثورتها و توقد جمراتها من تحت رماد خيانة دواعشها و أمراء الحرب و المجرمين الذين أطلقهم سجانهم بداية الثورة من سجون عدرا و حلب المركزي و حمص و حتى من تدمر و صيدنايا و أبو غريب و الرمادي ...
نعم, يمكن لنا أن نقبل اليوم بارتفاع علم على خزان لا لزوم له اليوم, مقابل كسرة خبز و حليب لأطفالنا و ليس في قلوبنا و عقولنا شك بأننا نحافظ ببقائهم أحياء, بقاء للثورة و لبذرة الحرية التي تجذرت في اجسادهم الصغيرة التي تجاوزت طفولتهم ببراميل حقد النظام الذي يستبيح الوطن مقابل خرقة ملونة بدماء شعب صامد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قررت مصر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا في هذا التوقيت؟ |


.. بيسان ومحمود.. أجوبة صريحة في فقرة نعم أم لا ??????




.. دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو/أيار


.. -مطبخ مريم-.. مطعم مجاني ومفتوح للجميع في العاصمة اللبنانية




.. فيديو مرعب يظهر لحظة اجتياح فيضانات مدمرة شمال أفغانستان