الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تكرروا خطيئة التحالف مع الشاطر إخوان

مصطفى مجدي الجمال

2013 / 12 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



حينما تم حل الحزب الوطني (وهو قرار سليم بالطبع) أيد بعض أصدقائي القرار بابتهاج مبالغ فيه.. واليوم بعد اعتبار الإخوان جماعة إرهابية أجد ذات الأصدقاء حزينين بشكل مبالغ فيه أيضًا.. وبغض النظر عن هذه المفارقة وتفسيراتها، فإن المبالغة في كل الأحوال تخلق أوهامًا حول إنجازات "ثورية" لم نكن نحن صانعيها الوحيدين، وإنما تداخلت معنا فيها عوامل أخرى متعلقة بالصراع بين قوى الثورة المضادة.. المشكلة الحقيقية أنه لا توجد طليعة ثورية قادرة على الإنجاز الثوري دون الارتكان على التناقضات الثانوية في صفوف القوى غير الثورية.. مازال أمامنا وقت طويل

كذلك فإن أية ردات تحدث في مسار طريقنا الطويل والمعقد لسنا نحن الوحيدين المسئولين عن وقوعها.. ومع ذلك لا جديد في القول بضرورة التصدي لها والتعلم من أخطائنا

أزعم أن حق الخطأ مكفول في النضال الثوري!! ولكن هناك أخطاء ترقى إلى مرتبة الخطيئة، وتكشف خللاً في المنهج والمنظور والمنطلقات

إننا نمر الآن بمرحلة خاصة جدًا هي أولوية هزيمة المشروع "الفاشي" (فاشية العالم الثالث أو الفاشية على الطريقة المصرية) الذي انكشف تمامًا في عام حكم مرسي، وهدد بالفعل بقاء الدولة وشارف على تفكيك المجتمع على أسس غير طبقية.. وأظن أننا في غنى عن حروب أهلية، كما أظن أنه حتى الثوريين اللاسلطويين (الأناركيين) أنفسهم- وهم المتطرفون جدًا في هذا المنحى- لا يرحبون بإلغاء الدولة على النحو الإخواني، ويشعرون في هذه اللحظة بالحاجة إلى بقاء الدولة (في أقل أشكالها ضررًا)!!!

وغني عن القول ضرورة الاستمرار في التصدي لأي محاولة لإعادة التسلط.. ولكن إذا انهارت الدولة وتفسخ المجتمع الآن وبهذه الطريقة سنذهب حتمًا إلى ضياع أو إلى دكتاتورية عسكرية صريحة ستكون بمثابة طوق النجاة في أعين الغالبية الساحقة من المواطنينويجب أن نأخذ في اعتبارنا الوضع الإقليمي الخطير جدًا حيث ضاعت الدولة الليبية، وسيناء حالتها كما ترون، والاحتمال الكبير للمزيد من تفكيك ما تبقى من السودان.. أضف إلى هذا الصراع "المحكوم نسبيًا" على المنطقة بين الغرب وبين روسيا والصين، ولعل التقارب المصري- الروسي من أهم العوامل المتحكمة الآن في الموقف الأمريكي المزدوج مما يحدث في مصر الآن، فهي تدفع الإخوان إلى التصعيد، وفي الوقت نفسه تستخدم هذا التصعيد لمحاولة تحسين العلاقات مع القاهرة وإقناعها بالابتعاد عن الدب الروسي

عمومًا أتمنى من الذين يتهمون الآخرين بالإخونو فوبيا والإرهابوفوبيا (وغيرها من التسميات السمجة) أن يعيدوا النظر في مواقفهم.. وأن يقللوا من تطاولهم على من يختلفون معهم.. وأن يقدموا حلولاً واضحة وقابلة للتنفيذ لما نواجهه من مشاكل.. فمن المؤكد مثلاً أن البرادعي لا يمكن أن يعود للمشهد قريبًا.. وأن الحركات اليسارية والليبرالية و"الشبابية" ليست قادرة الآن على امتلاك زمام المبادرة .. وكل ما تستطيعه- إن كانت جادة- هو أن تراعي المزاج الشعبي الغالب، وليس معنى هذا أن تؤيده دون قيد أو شرط.. وأن تركز على التوعية والتنظيم حول الأهداف الأصيلة للثورة، وأن تنبه الشعب إلى خطورة أن يكون هناك تفويض على بياض.. مع محاولة التعامل السليم مع القواعد الجماهيرية للتيارات "الفاشية" لكشف انتهازية قياداتهم وعدائهم الدفين والظاهر للحرية والتقدم والعدالة

ليس أمامنا غير ذلك.. والطريق طويل.. ولا يجوز أن تتقطع أنفاسنا لمجرد طوله..

وفي الحقيقة أخشى أن نعود يومًا إلى عهد سابق فنجد بعض أصدقائنا يكررون أخطاءهم القديمة حينما كانوا يهتفون لخيرت الشاطر أيام مبارك بشعار "خيرت خيرت يا أخانا.. كيف العتمة في الزنزانة".. فخيرت وزملائه ليسوا ثوارًا.. بل مليونيرات ظلاميين ومتعاونين مع قلعة الإمبريالية العالمية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح