الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنظمات المهنية ((المستقلة )) والانتخابات القادمة

حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)

2013 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الواقع ومهمات المستقبل - الحوافز والمعوقات

في ظل هيمنة الشد العرقي والطائفي ، يتوجب على قوى الاعتدال والديمقراطية المدنية ان تسعى الى رص الصفوف والتكتل في منظمات مهنية مدنية لتكون القوة الفاعلة العابرة للطائفية والشرذمة العرقية المناهضة للحداثة ، والمؤدية الى الكراهية والكره والكره المضاد ان لم نقل العنف والعنف المضاد ، لان التعصب الطائفي هو عامل تشتت واحتراب وليس عامل جذب وتماسك وطني واقتراب بين مكونات الشعب المختلفة ، فالمهنة تضم مختلف الاديان ومختلف الطوائف ومختلف القوميات والاثنيات ، تلتحم وتلتقي وتكافح تحت مظلتها الوطنية المهنية لتحقيق الرفاه والتقدم لكل زملاء المهنة وبالتالي يتحقق الرفاه والسلام لكل المكونات الاجتماعية ، كما ان من طبيعة هذه المنظمات المهنية هو عدم الجمود ورفض التحجر والبحث عما هو جديد ومتجدد لتواكب التقدم العلمي والحضاري للبلد والعالم ، مما يجعل منها اداة فاعلة لتقدم البلد وتطوره ..... ومن محاسنها الاخرى انها تشكل الحاضنة للفرد ، حاضنة متحضرة غير متعصبة تدعو للتضامن والتكافل بين الافراد على اساس العمل والمصالح المهنية والوطنية المشتركة وليس على اساس المنافع الطائفية او التعصب العشائري والعرقي .... مثار الفرقة والاختلاف .....
لما ذكرنا انفا اهمية كبرى في التحولات السياسية في اي بلد من بلدان العالم وخصوصا البلدان حديثة العهد بالديمقراطية كالعراق مثلا ، ومن المؤكد ان انجح وسائل ترسيخ الديمقراطية هو تنصيب الطبقة السياسية الحاكمة عن طريق الانتخابات وعبر صناديق الاقتراع ، فكما يكون شكل الورقة الداخلة للصندوق تكون الطبقة المهيمنة على السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية المنبثقة منها والخاضعة لرقابتها ، بمعنى ان كانت هذه الاوراق تحمل الصبغة الطائفية او العشائرية او العرقية فستنتج سلطة تشريعية وتنفيذية تحتكم لحكم الطائفة والعرق والعشيرة مما لا يتلاءم ابدا ولا يمكن ان تنتج عنه سلطة مدنية ديمقراطية اي سلطة الحداثة والتمدن ، وان لهذا الوصف اكبر المخاطر في البلدان متعددة الطوائف والقوميات والأديان كما هو الحال في العراق لأنها تحمل في بنيتها وروحها نهج الاقصاء والتهميش والجمود والتحجر وما ينجم عن هذا الوصف من خراب وتفتت للشعوب والبلدان ، وان العراق من البلدان متعددة الاديان والقوميات والأعراق فهو بأمس الحاجة الى التكتلات المهنية الوطنية الديمقراطية سواء في الحياة العامة او اثناء خوض المنافسة الانتخابية ، يكون التنافس بين الطبقات والشرائح والمهن وهو تنافس حضاري منسجم مع روح التطور ومعبرا عن واقع قوة ومكانة كل طبقة او مهنة او شريحة في واقع الحراك الاجتماعي القائم ، حيث ان مثل هذا التنافس يحمل في بنيته ودوام وجود كل من اطرافه يستلزم وجود الاخر وحضوره مرتبط بحضوره ، فلا وجود للتاجر بدون وجود الكاسب ، ولا وجود للإقطاعي بدون وجود الفلاح ، ولا وجود للبرجوازي دون وجود العامل ... وطبعا تكون الطبقة الوسطى هي بيضة القبان بين هذه الشرائح والطبقات وحاملة روح الحداثة والديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية .........
من كل ذلك فأننا ندعم وبقوة وجود التكتلات الانتخابية لمختلف المهن والطبقات الاجتماعية منفردة او متحالفة ، كالعمال والمهندسين والتجار والفلاحين والمحامين والأدباء والمثقفين ومنهم المهن الصحية والطبية ... لذلك نستبشر خيرا بتقدم الوعي الانتخابي للمواطن العراقي بقدر الوجود الكمي والكيفي لهذه القوائم والتكتلات الانتخابية وندعو بقوة الى دعمها والى توجه الفرد الى انتمائه المهني الوطني الديمقراطي ودعم كتلته الانتخابية وهو في ذلك يعزز الروح الوطنية والتقدم المهني ويعزز النهج المقاوم للتعصب الطائفي والعرقي مولد الفساد والخراب والشرذمة والتخلف .....
المصاعب والمعوقات
ان الطبقة السياسية الحاكمة الان تعي مصالحها جيدا ترى ان ديمومتها بدوام غياب الوعي المهني والطبقي والوطني الديمقراطي وترسيخ الشد الطائفي والعرقي ودوام الازمات وتأبيد التخلف حليف هذه الطبقات الطفيلية المأزومة دوما ، لذلك جاء قانون الانتخابات البرلمانية على مقاسها وفق الياته المقرة ومنها الاصرار على تقسيم العراق الى مناطق انتخابية بعدد المحافظات العراقية مما يشتت صوت المهنة والطبقة والشريحة اي صوت العمل والتقدم صوت احداثة والتنافس الحر .
اقرار مبدءا لكوتا على اساس جنسي وعرقي واثني مما يرسخ نهج التبعية للعرق والطائفة والدين وليس للوطنية الشاملة عابرة العناوين الفرعية .
بالإضافة الى عدم اقرار قانون الانتخابات ، وعدم اجراء التعداد السكاني ، لبقاء الوضع عائما غائما بدون حدود ولا ضوابط وهو وصف الطبقة الساسية الحاكمة وأحزابها المهيمنة الان .
ان هذه الاليات هي من المعوقات المقصودة الواعية بوجه التكتلات المهنية وتضعف من قوتها والتفاف جماهيرها حولها ، مما يستدعي وعيا متقدما وقدرة مميزة على لم الشمل لزملاء المهنة والعمل خلف مطالبهم المهنية والوطنية والإنسانية الموحدة ، يتطلب هذا ان تنتج الطبقة والشريحة والمهنة النقابة والاتحاد قادتها الاكفاء من بين صفوفها التي تختبرهم ميادين العمل والكفاح من اجل ترسيخ قيم الحرية والتقدم والرفاه والوحدة الوطنية لزملاء المهنة او النقابة او الاتحاد وللوطن والشعب عموما .
كما يتطلب ابتكار الوسائل والأساليب الناجحة والفاعلة للتخلص من ارتهان السلطة وأحزابها وقواها المهيمنة والاعتماد على الذات في التمويل والتخطيط لقيادة حملتها الانتخابية عبر النجاح في حث جماهيرها لمدها بالعون المادي والمعنوي والدعائي كونها تمثل شرائح واسعة وهامة ومؤثرة في تخليق الوعي الانتخابي واختيار الورقة الاقدر على تمثيل مصالحه .....
لا نريد ان نطيل في هذه المقالة ونتمنى ان تدرك القوائم الانتخابية المهنية هذا الواقع وتعمل بجدية وواقعية ومهنية عالية لتحقيق النصر في الانتخابات ولو بحدود مقبولة خلال هذه المرحلة ومحاولة تجاوز كل هذه العقبات المعيقة لحركتها ونجاحها في تحقيق اهدافها الوطنية والسياسية والمهنية ..........

الحريزي حميد
لست مرشحا ولا انوي الترشيح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم


.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع




.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس


.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر




.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا