الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


25 يناير حلم لم يكتمل !!

محمد الشهابى

2013 / 12 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


منذ الإنقلاب العسكرى على الشرعية .. والأحداث تتسارع بصورة مخيفة فى المشهد المصرى على كافة الأصعدة سواء سياسية او إقتصادية أو حتى على مستوى المواطن البسيط . ولم يعد خافياً على أحد بأن السقوط سيكون كارثياً , ولما لا وقد سالت الدماء وهانت على شركاء الثورة فأصبح كل فصيل مشاهداً ومستمتعاً بشلالات الدماء التى تسيل من الطرف الآخر والشماته أصبحت هى عنوان المرحلة .

فدعاة الليبرالية وحماة الحرية والإستقلال أصبح فصيلا مستأنساً لا يحرك ساكناً نحو التصرفات القمعية والوحشية من جانب الجيش والشرطة وزبانيتهم من البلطجية وعملاء أمن الدولة ضد مدنيين لاحول لهم ولا قوة وفريق آخر يشمت فى جنود قتلوا بنيران صديقه وكل مااقترفوه أنهم يرتدون زياً عسكرياً كل هذه الشماته نكايه فى بعض الخونه والعملاء اللذين إستباحوا الدماء والمقدسات .

وقاربت فصول الرواية التراجيدية على الإنتهاء ولا أحد يعلم إلا الله كيف ستنتهى .. ولكن كل مانعلمه بأن الدولة العميقة دولة الفساد نجحت حتى الآن فى السيطرة على مقدرات الأمور وأصبحت هى اللاعب الأول فى الأحداث وإذا قمنا بعمل فلاش باك لأحداث ثورة 25 يناير نجد أن أول سطور الروايه كانت فى يوم 11 فبراير 2011 حينما تنحى مبارك عن الحكم وإستلام المجلس العسكرى مقاليد الحكم , حينها كانت كل الخيارات متاحة لإجهاض الثورة فكما هو معروف بأن ترك الثوار للميادين بعد إنتهاء ثورتهم وقبل التأكد من نجاحها وتحقيق كامل أهدافها يكون هو الإشارة للثورة المضاده للبدء والتخطيط للإنقضاض على الثورة والقضاء عليها وهو ماحدث بالفعل حينما خططت دولة الفساد والدولة العميقة لنظام مبارك باللجوء للحيله والمكر والدهاء عندما رأوا أن مواجهة الجيش للثوار هو خيار خاطىء سيتنزف الجيش تماماً ونتيجته غير مضمونه على الإطلاق وسيعطى الفرصة لأطراف خارجية بالتدخل فى الشأن الداخلى .
حينها قرر العسكر اللعب على عامل الوقت لإخراج الثورة عن مسارها بإطاله أمد الفترة الإنتقالية ومحاولة إستنساخ نظم بديله لنظام ماقبل 25 يناير ولكن ظهور تيار الإسلام السياسى بما له من قوه وتأثير فى الشارع كان العقبة الوحيدة لتحقيق أهدافهم بإستعادة السلطة فقرروا إستخدام هذا التيار لصالحهم بكل خبث ودهاء ليقوموا بضرب عصفورين بحجر واحد وهو القضاء تماماً على أقوى معارضى النظام القديم ومتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين وإستعاده السلطة مرة أخرى .
فقاموا بشق صف الثورة بعمل إعلان دستورى وإستفتاء الشعب عليه إما بإجراء إنتخابات تشريعية أو بصياغة دستور جديد يواكب أحداث الثورة وعند هذه النقطة بالتحديد يجدر بنا الإشارة إلى خطيئة من أكبر خطايا الثورة بعد ترك الثوار للميادين وهى إجراء هذا الإستفتاء والسماح بشق الصف والسير فى إتجاه مخالف للثورة وعدم إجراء محاكمات ثورية لتصفية كل رموز النظام السابق وتطهير فورى وتجفيف منابع الفساد .

وإنساق الطرفان شركاء الثورة ـ تيار الإسلام السياسى والتيار المدنى ـ فى منزلق الإنشقاق والتكتل كل طرف ضد الطرف الآخر وهنا فقط بدأت الملاحم الكبرى لإستعادة الدولة العميقة لسلطتها وقاموا بالبدء فى أولى الخطوات بترشيح أحد أقوى رجالهم وهو أحمد شفيق وقاموا بتشكيل اللجنة العليا للإنتخابات وأعطوا لها مطلق الحرية فى قبول أو رفض أى طلب للترشح طبقاً لإعلان دستورى وبالفعل بدأوا فى إستبعاد خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل كأقوى منافسين لشفيق والسماح لمرشح ضعيف وهو الدكتور محمد مرسى بالترشح ضد شفيق وتصوروا بأن المعركة محسومة لصالحهم ولكن ظهرت قوة التيار الإسلامى فى الحشد ووصل مرسى لمرحلة الإعاده وهناك رأى يقول بأن شفيق بالفعل هو الفائز الحقيقى فى الإنتخابات إلا أن المجلس العسكرى وللمرة الثانية يلعب على عامل الوقت ويستخدم الإخوان بطريقة غير مباشرة فى القضاء تماماً على الثورة بتمكين مرشحهم وإعلانه فائزاً فى الإنتخابات الرئاسية وذلك لسهولة إفشاله والقضاء تماماً على تيار الإسلام السياسى وبالتالى القضاء على الثورة للأبد .
ومنذ اليوم الأول لتولى الدكتور مرسى بدأت تحاك له المؤامرات واإختلاق وإفتعال الأزمات له لإفشاله وطالت فترة بقاء مرسى رئيساً عكس ماخططوا قبل توليه وذلك بسبب جهده الكبير فى تفويت الفرصة عليهم ومحاولاته المستميتة فعلا فى لم الشمل ورأب الصدع الذى أصاب جسد الثورة , إلا أن محاولاته باءت بالفشل نظراً لقدرتهم الفائقة فى حشد أعداء الإخوان ضدهم وسيطرتهم على أخطر وأقوى الأسلحه وهو الإعلام والقضاء فنجحوا فى إسقاطه وإنقلبوا عليه وإعتقاله .
ثم توالت الأحداث وبدأ تنامى وتصاعد القوى الثورية ضد النظام الإنقلابى وبدأ بريق السلطة يلمع فى أعين الجميع وبدأت أحلام الرئاسة تداعب الجميع وهنا ظهر قائد الإنقلاب على مسرح الأحداث وتحول بالتدريج من مجرد وسيله للقضاء على الإخوان وإستعادة السلطة إلى طامح فى الإنفراد بها ومن هنا بدأ الصراع الداخلى فى الفريق الإنقلابى وسيظهر فى الأفق قريباً سر إختفاء قائد الإنقلاب وهل بالفعل قاموا بتصفيته بعد تغوله وهيمنته على مجريات الأمور أم سيظهر من جديد قوياً يكمل فصول إنقلابه أم سيكون للثوار رأى آخر فى هذه الأحداث .

هكذا أرى أن ثورة 25 يناير كانت حلماً جميلاً لم يكتمل على الأقل حتى كتابه هذه السطور .. وللحديث بقية مادام فى العمر بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق