الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوليفيا: لا انتخابات و لا تجديد دستوري، المطلوب حكومة ثورية

المناضل-ة

2005 / 6 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لم تكن لاستقالة كارلوس ميسا (رئيس بوليفيا) لتبطئ غليان النضال الشعبي، و كذلك الشأن بالنسبة لمخطط الكنيسة القاضي بنزع سلاح الانتفاضة و الدعوة للانتخابات. لا تريد كل من المركزية العمالية البوليفية COB و عمال المناجم و القطاعات المعبأة أي نيوليبيرالي آخر في قصر الرئاسة، و هم ماضون في إرساء السلطة الشعبية و الثورية. آلاف من الفلاحين و عمال المناجم يتوجهون نحو العاصمة لاباز La PAZ (العاصمة) لتعزيز نضال الشعب.

"لا انتخابات و لا تجديد دستوري. المخرج الوحيد من الأزمة العميقة و لمصلحة الفقراء هو الظفر بالسلطة من قبل العمال والفلاحين و الطبقات الوسطى المفقرة"، كان هذا ما عبرت عنه مساء أمس فدرالية عمال المناجم، الطليعة الثورية للشعب المتمرد في بوليفيا.

"نحن متأكدون بأن نضالنا الحالي مع آلاف البوليفيين سيؤدي إلى تغييرات بنيوية. و أمام الفراغ الحاصل في السلطة، يجب على القطاعات المعبأة أن تناقش و تفرض حكومة شعبية و ثورية تحل محل الرئيس ميسا". جاء هذا في بلاغ نشر في الساعات الأخيرة من قبل قيادة البروليتاريا المنجمية التي تحظى بتأثير سياسي و أيديولوجي واسع بين باقي القطاعا التي استولت على مدينتي لاباز و إل آلتو El ALTO.

بعدما قدم الرئيس ميسا استقالته مساء أمس للكونغرس (البرلمان)، و بدء الهجوم الوطني بتحالف مع الكنسية من أجل إخماد الانتفاضة و توحيد جميع السلط حول الدعوة لانتخابات جديدة قبل متم السنة، صرحت بشكل واضح كل من النقابات و المنظمات الاجتماعية و الشعبية أنهم لن يوقفوا المظاهرات و لا الضغط من أجل تأميم المحروقات.

" عبر تلويحها بالانتخابات، تريد الطبقات المسيطرة طمس مطلب الشعب بتأميم المحروقات"، هذا ما جاء في تحذير ميغيل زبييطا، سكرتير فدرالية عمال المناجم.

خط ثوري

كذلك الشأن بالنسبة للمركزية العمالية البوليفية و المركزية العمالية الإقليمية لإل آلتو و فدرالية تجمعات أحياء إل آلتو و كل المنظمات المناضلة من أجل استرجاع أزيد من 100 مليار دولار التي تستحود عليها الشركات البيترولية المتعددة الاستيطان، و الذين أكدوا أن استعجال الانتخابات لن يحل أي شيء، كما عبروا، بشكل متفاوت، أنهم يساندون الخط الثوري الذي تنادي به فدرالية عمال المناجم.

يوم أمس في ساعات الليل، قرر التجمع الموسع للمركزية العمالية البوليفية تشكيل "الفيلق الثوري للشعب"، الذي أوكلت له مهمة البدء في تهييء النقابات و المنظمات الشعبية و القطاعات السياسية و التعاونية من أجل استراتيجية سلطة العمال و الفلاحين و الطبقات الوسطى المفقرة.




فقد جاء في وثيقة لفدرالية عمال مناجم ما يلي: "يجب أن ندعو الحركات المكافحة للانضمام للجمعية الشعبية الوطنية الموسعة التي ستحل محل البرلمان الحالي الفاسد و النيوليبرالي" و هي الوثيقة التي صادق عليها تجمع مفتوح ذو تأثير، عقد يوم الإثنين في مقر الحكومة و الذي استقطب 400.000 عامل و مواطن من البادية و مدينتي لاباز و إل آلتو.

المزيد من الضغط الاجتماعي.

دعا تجمع المركزية العمالية البوليفية أيضا، و ذلك قبل أن يعلن رسميا عن استقالة ميسا، إلى عدم التجاوب مع المفاوضات التي دعت إليها الكنيسة التي تسعى بشكل مضن إلى نزع سلاح الاحتجاج و جرهم إلى الانتخابات. لكن النقابيون دعوا مقابل ذلك إلى توسيع التعبئات من أجل الغاز و البترول و الثورة. و قد كان لهذه لدعوة صدى مباشر وسط آلاف من فلاحي المناطق المحيطة بلاباز و آلاف المنجميين المأجوريين و التعاونيين الذين وصلوا إلى العاصمة على دوي مفرقعات الديناميت.

و قد كان في انتظارهم وسط المدينة آلافا من المتظاهرين من قطاعات أخرى مثل المعلمين و الطلبة و العمال و سكان العديد من أحياء لاباز و إل آلتو، المدينتين المشلولتين بدون وساءل نقل و بدون مواد غذائية و محاطتين بحواجز الطرقات المنتشرة على مدى التراب الوطني.

فحسب التقارير الرسمية للمديرية الوطنية للطرقات التي تشير إلى وجود 61 حاجزا و أن الطرقات الرئيسة للثمانية من أصل تسع مقاطعات بوليفيا مقطوعة تماما. لقد زعزعت الاحتجاجات من أجل التأميم ست من أصل عشر أكبر مدن البلاد و أن الكثير من آبار النفط قد تم الاستيلاء عليها من طرف الفلاحين و السكان الأصليين.

إيفو، الانتخابوي.

في المعسكر الشعبي، فقط قطاعات فلاحي الكوكا "الكوكاليروس" و "المستعمرين" (لقب الفلاحين بدون أرض) المرتبطين بالحركة من أجل الاشتراكية MAS و قائدها إيفو موراليس، هم فقط من يساندون عقد انتخابات، رغم أنهم يربطون ذلك باستقالة رئيسي غرفة النواب و الشيوخ المرتبطين بالرئيس السابق لوزادا الذي أطيح به في أكتوبر 2003 عقب انتفاضة شعبية.

فحسب موراليس و الحركة من أجل الاشتراكية، يجب على الكونغريس أن يقبل استقالة ميسا و أن يضع كرئيس جديد الرجل الأول في السلطة القضائية (رئيس المحكمة العليا) المحامي إدواردو رودريغيز و الذي ستكون مهمته الدعوة لانتخابات جديدة. إنه أيضا مخطط الكنيسة الكاثوليكية المعد منذ نهاية الأسبوع و الذي من المفترض أن تقبل به الأحزاب الليبرالية الداعمة لرئيسي النواب و الشيوخ اللذان سيتخليان عن الترشح لمنصب الرئاسة.

بغفلة من الشعب

"إن فدرالية عمال المناجم تحذر بأنها لن تسمح بمفاوضات بغفلة من الشعب كما هو الحال في سانطا كروز تحت إشراف الكنيسة هناك. لا يعقل أن يكون كل من Hormando Vaca Diez رئيس مجلس الشيوخ، و Mario Cossío رئيس مجلس النواب، و Eduardo Rodríguez رئيس المحكمة العليا و إيفو موراليس، هم من يقرر مصير الحركة الجماهيرية العظيمة في كل بوليفيا. لم يقم هؤلاء الأشخاص بأي شيء في مناصبهم و في سلطاتهم و الآن، و أمام الغليان الناجم عن الفقر و البطالة، جاؤوا يدّعون أمام القس (و الكنيسة) أنهم يقدمون حلولا دون الاستجابة للمطلب المركزي للمتظاهرين: تأميم المحروقات"، كما جاء في الوثيقة.

حسب تحليل المنجميين، " التلويح بانتخابات وطنية ما هو إلا شكل من الأشكال السطحية و المؤقتة، لقد وصل النظام الديمقراطي الحالي إلى الحضيض و قد انهار لأنه لا يعبر بأي شكل عن مصالح الغالبية التي انتزعت الديمقراطية المبتغاة من الديكتاتوريات السابقة. لتتحول الآن إلى أداة تغذي نظام لا يشرّف و غير عادل، نظام الامتيازات و التمييز الفاضح".

"إن أية انتخابات في هذا الإطار تعني فقط إدامة الأسياد الأبديين لهذا البلد، من لديهم الموارد للتلاعب بالوسائل و في الأخير لإدامة لامساواة النظام السائد. إجمالا، إنها حيلة لتفادي المناداة بالإجراء الأساسي الذي تطالب به الجماهير: الـتأميم"، تضيف الوثيقة.

و نجد أيضا انتقادات مباشرة للرئيس المستقيل و الذي سيزاول مهامه إلى حين اتخاد قرار في الكونغريس: "كارلوس ميسا هو الشخصية المجرمة، فهو المسؤول عن المستقبل الدامي للبلاد، فرغم مبرره الخادع بألا يسقط قتيل في ظل حكومته، نجده يقوم بتسليح المجموعات الفاشية و الميليشيات المرتزقة للدفع بحرب أهلية أصبحت وشيكة. فنحن ندين أمام العالم، بأن هذه الحكومة التي باعت نفسها بشكل مخجل للشركات المتعددة الاستيطان، هي المسؤولة عن الاضطراب الإقليمي بمبرر الاستقلال الذاتي، فهذا الشعار هو من فبركة و تحفيز الشركات المتعددة الاستيطان كشكل آخر لطمس التأميم كموضوع محوري"، تضيف وثيقة فدرالية عمال المناجم التي تعتقد أن " الوقت حان للقفزة النوعية و الثورية التي تأخذ شكل الشعار الكبير لتأميم المحروقات".




عن النشرة الإخبارية الإلكترونية www.econoticiasbolivia.com

لاباز ، 07 يونيو 2005

ترجمة "المناضل-ة"













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل