الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل جيمس جويس الجنسيه لحبيبته نورا ( ممارسة الجنس كتابة ؟)

حامد رمضان المسافر

2013 / 12 / 27
الادب والفن


إذا كان يصحّ على المتنبي عندنا قول "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، فهو يصحّ أكثر على الشاعر والروائي الإيرلندي جيمس جويس، وأسباب "انشغال الدنيا" بالرجلين تبدو مختلفة في أوجه ومؤتلفة في أخرى.

انشغالنا بالمتنبي يتعلق على الأرجح، بالهوية القومية ومرجعيته اللغوية والشعرية، فيما ليس لدى العالم الناطق بالإنجليزية خصوصا والمتعدد القوميات، انشغال بهوية قومية. ولا يعبر أدب جويس عن هوية من هذا النوع، حتى في بلاده إيرلندا التي كانت الأكثر انشغالاً بسؤال الهوية من سائر البلدان الأوروبية نظرا لوقوعها في قبضة الاستعمار البريطاني (الإنجليزي).

فجويس كتب بالإنجليزية وليس باللغة الإيرلندية (غيليك) شبه المنقرضة، فجدّد في لغة شكسبير ووسع إطارها مفردات ومعاني، ولم يخض في المعركة الثقافية التي قام بها كتاب إيرلنديون ضد الاستعمار البريطاني، بل يمكن القول إنه رفض الكاثوليكية، أحد أبرز مكونات "الهوية" الإيرلندية، ولم يعد لزيارة بلاده مذ غادرها قط واحتفظ بجواز سفره البريطاني حتى مماته.

لكنّ هذا لا يمنع أن يشكل اسم جويس وتراثه الأدبي مصدرا للفخر القومي الإيرلندي، باعتبار صاحب "يوليسس" إيرلندي الأصل والنشأة، فضلا عن الحضور الطاغي لمدينة دبلن -عاصمة إيرلندا- في أدبه إلى درجة أن أحد أعماله يدعى "أهل دبلن".

وعندما نقول إن جيمس جويس "مالئ الدنيا وشاغل الناس" فذلك لأن هناك، دائما، جديدا حوله سواء تعلق الأمر بدراسات وكتب أو بمحاضرات واحتفالات، آخرها الموعد السنوي الاحتفائي المسمَّى "بلومزداي" الذي يصادف يوم 16 يونيو/حزيران، وهو اليوم الذي تجري فيه -كما هو معروف-أحداث روايته الأشهر "يوليسس" (أو عوليس حسب ترجمة طه محمود طه إلى العربية).
"
عندما نقول إن جيمس جويس "مالئ الدنيا وشاغل الناس" فذلك لأن هناك، دائما، جديدا حوله، سواء تعلق الأمر بدراسات وكتب أو بمحاضرات واحتفالات، آخرها الموعد السنوي الاحتفائي المسمَّى "بلومزداي" الذي يصادف يوم 16 يونيو/حزيران
"

بدأ الاحتفال بهذا اليوم عام 1954 -وهو يأخذ اسمه، لمن لا يعرف الرواية، من اسم شخصيتها الرئيسية ليوبولد بلوم- بعدما توافق محبّو أدبه على جعله يوما عالميا لصاحب "صورة الفنان شاباً" تُقرأ فيه، على مدار يوم كامل، روايته "يوليسس"، أو تُمَسرح، أو يتحدَّث نقاد وأدباء عن حياته وأعماله في مدن عدة مذكورة في "يوليسس" في مقدمتها -بالتأكيد- مدينة دبلن، إضافة إلى أمكنة أخرى في العالم ينتشر فيها الإيرلنديون (أميركا وأستراليا) فضلاً عن مدينة تريست الإيطالية التي أقام فيها جويس فترة من حياته وكتب هناك الفصل الأول من "يوليسس".

غير أن أغرب احتفال بـ"بلومزداي"، هو الذي يجري في بلدة هنغارية تمثل مسقط رأس والد الشخصية الروائية الرئيسية ليوبولد بلوم! وبما أنني بدأت بعقد مقارنة بين المتنبي وجيمس جويس سأنهي المقارنة هنا بالقول إن الرجلين كانا واثقين، على نحو مفرط وحقيقيّ في آن، بانشغال "الناس" بهما بعد رحيلهما. كلنا نذكر قول المتنبي:

أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرَّاها ويختصمُ!
أو قوله:
وما الدهر إلاّ من رواة قصائدي
إذا قلتُ شعراً أصبح الدهر منشدا!

أما جيمس جويس فقد صرح في حديث صحافي أدلى به في أواخر حياته القصيرة نسبياً (1882-1941) بأنه ترك في روايته (يوليسس) ألغازا وأسرارا ستشغل الأساتذة (النقاد والأكاديميين على الأغلب) مئات من السنين، وهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان الخلود!!
اما رسائل حبه لحبيبته نورا فكانت رسائل عجيبه يقول في احداها ( اتتذكرين كيف اذخلته بكي من الخلف وانت تتأوهين و تضرطين..اه ما اجمل نيكك وانت تضرطين ). واظب جويس على كتابة رسائل حبّ عاصفة غالب الأحيان الى نورا ذات الأنوثة الصّارخة مخاطبا إيّاها مرة ب:"صغيرتي الجميلة المقطّبة "ومرّة ب:"صغيرتي الحميراء العزيزة"، قائلا لها : "آسمحي لي بأن أقبّل غمّزة عنقك البديعة"، ثمّ يُمضي:"أخوك المسيحيّ في الدّعارة والشّبق".ومودّعا إيّاها يكتب لها:"وداعا عزيزتي السّاذجة، المفرطة الحساسيّة، الوَسْنانة، العديمة الصّبر، يا نورا ذات الصّوت العميق".وعند عودته الى دبلن عام 1909، دأب جويس على كتابة رسائل تكاد تكون يومّية الى نورا التي بقيت في "ترياست".وفي جميع هذه الرسائل، هو يبدو مثل شاعر مجنون يهذي من شدّة حمّى عشقه للحبيبة الغالية والبعيدة:"هل الحبّ جنون؟في بعض ألأحيان أراك العذراء أو صورة العذراء.بعدها أراك فاجرة، فاسقة، وقحة، وفاحشة".وفي رسائل أخرى، يطلب جويس من زوجته أن تكتب له رسائل مليئة ب"الكلمات الفاحشة"لأنه يحبّ ذلك.فهي تثيره وتزيده تعلّقا بها!: "قولي لي الأشياء الصّغيرة عنك حتى ولو كانت قذرة، وفاحشة، ، ومنفّرة، وخبيئة.لا تكتبي شيئا آخر.لتكن كلّ جملة مليئة بالكلمات وبالعبارات السّوقيّة. فجميعها بديعة حين أسمعها وحين تكون على الورق".ثم يواصل:" كلّ الرجال غلاظ يا عزيزتي، لكن عندي أنا على الأقل ما هو أسمى وأنبل".ثم لا يلبث جويس أن يعترف لنورا أنه يكره سماع الكلمات البذيئة خصوصا في مجالس الرجال، لكن هي التي حوّلته الى "حيوان"، وهي " الفتاة الشنيعة التي وجّهته الى هذه الوجهة".وتعلو النّبرة الشّاعريّة عنده والتي سيستحضرها في المونلوج الشهير ل" مولّي بلوم " في نهاية" يوليسيس"فيكتب: "نورا، عزيزتي الوفيّة، يا تلميذتي الصّغيرة السّوقيّة ذات العينين الوديعتين، كوني عاهرتي، وعشيقتي، عشيقتي الصّغيرة التي تثير غرائزي، فاجرتي الصّغيرة القذرة الدّنيئة... أنت دائما زهرتي الجميلة، االوحشيّة، زهرة السّياج، زهرتي الزّرقاء الدّاكنة المبللّة بالمطر".ومن بعيد يكتب لهاأيضا:"ضاجعيني يا عزيزتي، آفعلي ذلك بكل طرقكك الجديدة التي تبيحها رغباتك.ضاجعيني مرتدية ثيابك الفاخرة التي ترتدينها عند خروجك الى المدينة بقبّعتك وبغلالتك على الوجه، وقد آحمرّ وجهك من البردومن المطر، وتلطّخ حذاؤك بالوحل، كوني مفرشحة على فخذيّ وأنا جالس على الفوتاي وأنت تركبينني منتفضة، مرقّصة جناحي "كيلوتك"، وعضوي منتصبا يغوص في أعماق فرجك، أو أنت تركبينني على مسند الأريكة". وفي رسالة أخرى بتاريخ 20أكتوبر -تشرين الثاني 1909، كتب جويس لنورا يقول:"عزيزتي الطيّبة، الوفيّة الصّغيرة نورا، لا تكتبي لي مشكّكة فيّ، ومرتابة منّي.أنت حبّي الوحيد.ولك كامل النّفوذ عليّ .أنا أعرف، وأحسّ أنني إذا ما أنا كتبت أيّ شيئ جميل، ونبيل في المستقبل ـ، فإنه لن يكون إلاّ وانا أنصت إليك واقفا عند عتبات أبواب قلبك".ويختم جويس الرسالة قائلا:"آلآن يا فتاتي الرّائعة السّية الطّبع، والطّباع أعديني بألاّ تبكين، وإنّما أن تهبيني الشجاعة لكي أنهي عملي ". وكان جويس قي دبلن عام 1909 عندما تآمر ضدّه صديق قديم زاعما أنه كان قد أرتبط بعلاقة غراميّة مع نورا التي كانت آنذاك في ترياست .عندئذ تأجّجت نار الغيرة في قلبه، فكتب لها يقول ملتاعا:"كنت دائمالا صريحا في كلّ ما قلته لك حول نفسي.أمّا انت فلم تكوني صريحة معي.في الفترة التي كنت ألتقي بك في ركن "ماريون سكوار"، وبصحبتك أذهب للتّجوّل، وأشعر بيدك تلمسني في العتمة، وأسمع صوتك (آه يا نورا !لن أسمع أبدا تلك الموسيقى لأنني لا أصدّق) في الفترة التي كنت ألتقي بك مرّة كلّ يومين، كان لك موعد مع أحد أصدقائي أمام "المتحف"، ومعه كنت تمشين في نفس الشّوارع، بمحاذاة القناة، أمام البناية بطابق واحد، حتّى رصيف "دودّر".كنت تتوقّفين هناك معه:هو يحتضنك، وأنت ترفعين وجهه، ثمّ تقبّلينه.ماذا فعلتما معا بعد ذلك؟وفي اليوم التّالي تلتقين بي.لقد علمت بكلّ هذا منذ ساعة من فم عشيقك.عيناي ممتلئتان بالدّموع، دموع الغمّ، والإذلال.قلبي مفعم بالمرارة واليأس.لا أريد أن أرى شيئا غير وجهك وهو يرتفع ليلتحم بوجه رجل آخر.آه يا نورا.. كوني رحيمة بي، مشفقة عليّ بسبب ما أقاسيه آلآن من آلام، وعذابات.سوف أظلّ أبكي لأيّام عدّة.ثقتي في ذلك الوجه الذي أحبّ دمّرت.آه، نورا، نورا، كوني رحيمة بحبّي الشّقيّ.ليس بآستطاعتي أن أمدّك يأيّ آسم من ألأسماء العزيزة على قلبي ففي هذا المساء علمت أنّ الكائن الوحيد الذي فيه أثق لم يكن وفيّا تجاهي.

آه نورا، هل كلّ شيء آنتهى بيننا؟

آكتبي لي، نورا، لم أكن أحبّ غيرك أنت، وأنت دمّرت ثقتي فيك ".غير أن حبّه العاصف لنورا سرعان ما يستبدّ به، فيكتب جويس لها من دبلن وفي كلماته نبرات آستعطاف:"عزيزتي.السّاعة آلآن الثّانية صباحا تقريبا.يداي ترجفان من البرد ذلك أنه كان عليّ أن أخرج لكي أرافق أخواتي اللأتي منّ في سهرة، إلى البيت.وآلآن يتوجّب عليّ أن أسير حتّى "البريد المركزي" .فأنا لا أريد أن تكون حبيبتي من دون رسالتها غدا صباحا.الهديّة التي آقتنيتها لك خصّيصا هي في هذه اللّحظة في مكان آمن في جيبي.وأنا أريها للجميع لكي يعلموا أني أحبّك، يا نورا الغالية، وأنّي أفكّر فيك ـوأرغب في تكريمك.قبل ساعة، كنت أغنّي أغنية "فتاة أوغريم".وقد آغرورقت عيناي بالدّموع، وصوتي آرتجف من فرط التّأثّر عندما فعلت ذلك.وهذا وحد كاف لكي أعود إلى إيرلندا لأستمع إلى هذه ألأغنية بصوت والدتك اللّطيفة التي أحبّها كثيرا يا نورا العزيزة.وربّما في ألفنّ، يا حبيبتي نورا، نجد أنا، وأنت تعزية لحبّنا.وأنا أرجو أن تكوني محاطة بكلّ ما هو أنيق، وجميل، ونبيل في الفنّ.وأنت لست كما أنت تقولين، فتاة غيرمتعلّمة، من دون ثقافة .أنت زوجتي، يا عزيزتي،، وكلّ الفرح، وكلّ السّعادة، أتمنّى أن أهبك إيّاهما.نورا، يا عزيزتي، ليظلّ حبّنا مثلما هو آلآن مستمرّا، وقائم الذّات.أنت تفهمين آلآن عاشقك، الضّائع، العنيد، الغيّور،، أليس كذلك يا عزيزتي؟.سوف تحاولين لجمه في أوقات آندفاعاته، وسورات غضبه .أليس كذلك يا عزيزتي؟هو يحبّك، فلا تنسي آحساسه هذه أبدا.أبدا لم تكن له ذرّة حبّ لواحد آخر غيرك، أنت فقط.وأنت التي فتحت هاوية عميقة في حياته.كلّ كلمة بذيئة تُنْطق سوف تجرحني مستقبلا، وسوف تجرحك أنت أيضا.عندما كنت أغازلك (وكنت آنذاك في التاسعة عشرة من عمرك..آه كم أبتهج عندما أفكر في ذلك)، كان ألأمر على نفس الصّورة.كنت في بداية حياتي شبيهة بفكرة السيّدة العذراء في سنوات طفولتي.آه، قولي لي يا حبّي اللّذيذ، أنّك راضية عنّي راهنا.كلمة تمجيد، ومدح لي سوف تغمرني بالفرح، بفرح ناعم شبيه بالوردة"

ثمّ يخفّ لهب الغيرة التي تحرق قلبه، وروحه، فيكتب جويس لنورا في صيف 1909 وهو لا يزال في دبلن:"صغيرتي العزيزة نورا، أعتقد أنك تحبّينني، أليس كذلك .يروق لي ان أفكر فيك وأنت بصدد قراءة قصائدي (رغم أنك لم تنتبهي لها إلاّ عقب مرور خمسة أعوام).عندما كتبتها كنت لا أزال فتى غريب ألأطوار، متوحّدا بنفسي، أتسكّع في اللّيل وحيدا مفكّرا في أنه سيأتي يوم، وتعشقني فتاة.غير أني لم أكن أتمكّن من التحدّث إلى الفتيات اللّاتي كنت ألتقي بهنّ عند أناس آخرين.فقد كانت أساليبهنّ المخادعة توقف مساعيّ فورا.ثمّ جئتني.بطريقة مّا لم تكوني الفتاة التي كنت أحلم بها، وإليها كتبت قصائدي التي تجدينها آلآن فاتنة، وساحرة.وربّما كانت (مثلما كنت أراها في خيالي) الفتاة التي شكّل جمالها الغريب، الوقور ثقافة ألأجيال التي سبقتها، المرأة التي كتبت لها قصائدي ك"سيّدة وديعة"، أو التي سميّتها"صَدْفة اللّيل".في ما بعد عاينت أنّ جمال روحك يتفوّق على جمال قصائدي.كان فيك شيئ أسمى من كلّ ما كنت قد وضعته عنهنّ .لهذا السّبب، أعتقد أن ديواني الشّعريّ موجّهة لك.إنه يحتوي على رغبات شبابي، وأنت يا عزيزتي كنت آكتمال تلك الرّغبات(...)هل تعرفين ما هي الجوهرة، وما هي عين الهرّ(حجر لبنيّ كريم متغيّر ألألوان-المترجم)؟روحي لمّا تقدّمت منّي لأوّل مرّة بخطوات خفيفة في تلك المساءات الصّيفيّة الدّافئة كانت جميلة بالجمال الشّاحب للجوهرة لكن من دون الوجد، والشّغف .ثمّ آخترقني حبّك، وآلآن أشعر أن فكري مثل عين الهرّ، أي أنه مليئ بالإشعاعات، وألألوان، وبألأضواء الحارّة، وبالظّلال الهاربة، وبالموسيقى المُتناوبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل