الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازاد كركوكي ......طمأنة للارواح الشاردة في -دموع التماثيل-

روشن قاسم

2013 / 12 / 28
الادب والفن


ضمن فعالية احتفالية السليمانية باليوم العالمي للسينما والذي يعتبر أكبر مهرجان تحتفل به مدن العالم بالسينما وعرض افلامها المتميزة، عرض امس فيلم (فرميسكي به يكه ره كان )( دموع التماثيل) للمخرج آزاد كركوكي، ويقدم الفيلم رؤية مختلفة لمآسي الكورد والجرائم الممارسة بحقهم، من خلال عرض حالات انسانية معاصرة، ظلت اسيرة النكبات النفسية التي تعود لحقبة النضال التحرري و الاقتتال الداخلي، من خلال التداخل والمزج بين الأزمنة، و تفكيك الاحداث في الزمن الحاضر وربطها من جديد باحداث من الماضي، في اسلوب رشيق يحاور فيه حدس المشاهد.
ويقول كركوكي ان "فكرة الفيلم وشخصيته الرئيسة تبلورت لدي منذ 2008 ، الا ان انشغالي في انجاز عمل وثائقي حول تاريخ الحركة التحررية الكوردية ، استمر اكثر من عامين، حال دون شروعي بتنفيذه، لكن حلم انجاز هذا العمل بقي يلازمني وفي منتصف 2010 ، بدأت العمل على الورق و كتابة السيناريو ، الا انني ارتأيت ان استعين بسيناريست متمكن بهدف اغناء اسلوب كتابة السيناريو".

ويكشف قائلا ان "قصة الفيلم ، تدور حول شخصية رجل في عقده السادس يعايش اسلوب حياة غير مألوفة ، وحيدا في احدى جبال كوردستان، نمط حياته ينعكس على سلوكياته ، ما يثير تساؤلات ابطال القصة، وفي مسار متواز تتداخل الخطوط الدرامية للقصة من خلال شخصيات عديدة وبمختلف طبقاتها الاجتماعية، مع (الفلاش باك) للشخصيات، وتجعل التركيبات النفسية للشخوص امام اختبار تجرع مرارة الماضي".

ويستدرك كركوكي بان المعالجة الدرامية للفيلم لن تقتصر على نكبات الماضي" ، موضحا ان هناك "مساحة للتوازن، لطرح قضايا ومشاكل معاصرة ، كهجرة الشباب وقضايا الشرف، عبر أبطال يمثلون شريحة الشباب في المجتمع الكوردي"، مضيفا "الا ان بطل الفيلم نجده حاضرا بقوة في احداث هذا التوزان وحضوره في لعبة الازمنة من خلال اختباره نوازع الذات البشرية بين الماضي والحاضر".

اما عن الرسالة التي يريد ان يوجهها من خلال عمله، يقول " الرسالة تتمحور حول شخصية الفيلم الرئيسة ، " لالو" العجوز الغريب الطباع، يرشدنا الى ماهو أرقى واسمى في مواجهة العنف، فهو شخصية متمكنة من اخذ العبر من الماضي، وقيمة نبيلة لمفهوم بقاء الروح رغم الموت، فالصراع من اجل انهاء حياة انسان، صراع خاسر بالنسبة ل"لالو"، فهو لمحاربة القتل، يعيد الضحايا الى الحياة، من خلال نحت تمثال لكل ضحية، قد تؤرق القاتل يوما ما، وتتحداه في طمس واخفاء الجريمة".

واستغرقت المرحلة الاولى من العمل على الفكرة وكتابة السيناريو عامين، فالبناء الدرامي لدى كركوكي هو اساس اي عمل سينمائي مادامت الغاية منه هي رسالة يجب ان تصل الى المشاهد بدون شوائب، ويقول بهذا الصدد " من اجل انجاز عمل جيد، عليه ان ياخذ وقته، فهو في النهاية لصالح الفيلم، فاني الى ان وصلت الى مرحلة التصوير، كان لدي شعور اني بحاجة الى العمل على السيناريو، وبالفعل اجرينا العديد من التعديلات في المشاهد قبيل البدء بالتصوير بايام حتى توصلت مع فريق الاخراج الى قناعة اننا بالفعل نستطيع البدء بالتصوير".

وحول اختياره الخروج عن النسق المتبع في سرد الاحداث ومايشكله من تحد بالنسبة له ، يرى كركوكي ان "كسر الزمن في سرد القصة وتسلسل المشاهد، منسجم مع فكرة الفليم وبنائه الدرامي"، ويضيف قائلا "كنت اشعر ان فكرة العمل ان تم تنفيذها باسلوب كلاسيكي لن تعطي النتيجة المرجوة، وهناك حاليا اسلوب متبع عالميا وهي تجربة جديدة بالنسبة الي والى كوردستان"، مستدركا "هناك مخاوف من اتباع هذا الاسلوب، لكن على الفنان ان يكون جريئا، كنت متخوفا في البداية وخلال مراحل التصوير زالت جميع المخاوف والهواجس".

ويستدرك الا ان " عملية المونتاج كانت مرحلة صعبة خاصة في الافلام التي تتبع كسر الزمن في الاحداث، واساس هذا العمل يتوقف على المونتاج ويمكن ان نتبع عدة فيرجنات في المونتاج ومع المونتير الجيد يستطيع المخرج ان يتوصل الى الاسلوب الامثل، فميخائل روم يقول ان المونتاج هي غرفة العملية بالنسبة للمريض اما ان يخرج منها معافى او معلولا".
معظم المشاهد هي خارجية مايجعلها اقرب الى الواقعية من خلال خلق ألفة في كل مشهد بين (اللوكشن) والزمن، بتركيزه على أدق التفاصيل، ففي سياق الفيلم، وعلى رغم كثرة التنقلات بين الامكنة، تظل هناك لمحات خاصة من خلال المهنية المتبعة بالتصوير والاضاءة، لتضفي أيضا إحساسا اكبر بالشخصيات وتخلق تفاعلا اقوى مع الاحداث .

ويعتبر مدير التصوير شهريار اسدي انه من خلال السيناريو المميز للفيلم في الأسلوب وسرد الاحداث ، الى جانب انها المرة الاولى في كوردستان تستخدم كاميرا ديجيتال نوع "ريد " في التصوير، كل ذلك يجعله تجربة فنية ممتازة في كوردستان.

شهريار اسدي الحائز على جوائز عدة في مهرجانات عالمية، وقام بتصوير اكثر من 60 فيلماً سينمائياً ، يأمل ان يكون قد ساهم مع الفنانيين الكورد في انجاح مرحلة التصوير، وفي تطور الحركة السينمائية في كوردستان و ايصال الثقافة والفن الكوردي الى العالم"، ويقول " اريد ان اكون جزءا من هذه الحركة وان يكون لي دور في رسالة السينما الكوردية"، معتبرا ان "تجربته مع مخرج الفيلم، ازاد كركوكي كانت فرصة ليتعلم العديد من الامور منها الاخلاق الفنية، و قوة الصبر، ازاد كركوكي فنان ممتاز ويدرك عمله"، مؤكدا ان "الفيلم سيكون عملا سينمائياً متميزا".

يذكر ان ازاد كركوك من مواليد( 1964 - كركوك)، ،حاصل على ماجستير في الإخراج السينمائي من معهد السينما العالي/ موسكو ( فغيك)، شارك في العديد من المسرحيات في عدة دول عربية واوربية، اخرج فيلما طويلا تحت عنوان "زام"، وفي عام 2010 قام باعداد واخراج اضخم فيلم وثائقي عن تاريخ الحركة التحريرية الكورية وهو في جزأين، كان استاذاً في كلية الفنون الجميلة قسم السينما في اربيل، فضلاً عن ترجمة كتاب ميخائيل روم "أحاديث في الإخراج السينمائي" الى اللغة الكوردية، وكتاب اخر "كيف تكتب السيناريو"، له العديد من المقالات حول السينما.
وبمناسبة اليوم العالمي للسينما قامت مديرية الفنون السينمائية في السليمانية بمراسيم فنية للأيام 25 ـ 28 / 12 / 2013 ، وحيث تعرض 3 أفلام روائية طويلة لثلاث مخرجين، هم هاوري مصطفى والمخرج آزاد كركوكي والمخرج آوات عثمان، على ان يكرم في اليوم الأخير 7 فنانين سينمائيين من رواد السليمانية في هذا الفن، و حضر فعاليات الإحتفال عدد من الفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين و مراسيم عرض الأفلام حصرية في محافظة السليمانية حسب الميزانية التي تم تخصيصها للمراسيم ولم توجه الدعوة إلى الفنانين الأجانب والعرب بسبب تكاليفها وتقتصر الدعوة فقط على فناني إقليم كوردستان.
ويذكر إن الأفلام الكوردية الطويلة التي أنتجت في السليمانية والتي تم عرض اثنين منها وهما فيلم ( تارمايي جه نكي بيشوو )( ظلام الحرب الماضية) للمخرج هاوري مصطفى ويوم 26 / 12 لفيلم (فرميسكي به يكه ره كان )( دموع التماثيل) للمخرج آزاد كركوكي واليوم 27 / 12 سيعرض فيلم ( كه ران به دواي شوناسدا )(البحث عن الهوية) للمخرج آوات عثمان وسيشهد يوم 28 / 12 تقديم الهدايا والجوائز للفنانين الرواد في مجال الدراما والسينما والمسرح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس