الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحبّك و بعد...

إيمان أحمد سلاّم

2013 / 12 / 28
الادب والفن


عندما أكتبك،
تتنهّد الكلمات ياسمينا
و تغرّد البلاغة فوق أغصان البهجة.
فقط عندما أكتبك،
يعدو قلمي من أول السطر إلى آخره
في حبور،
راقصا الفالس مع خيالك.
أنت...
أيّها المطر الصيفي الحار
كقبلة حبّ فجائية
أيّها الهواء العابث
اللاّثم لرقبةٍ عذراء
بخبرة مغازل عتيق
أيّها البحر العاشق
الذي تضجّ أمواجه صخبا على سواحل ذاكرتي
و تصيح بي نوارسه كلّما خلدت إلى التفكير.
أيّها القمر الساهر في جفوني...
لم يعد طقسك البديع يخدعني!
أعرف أنّك أيضا...
العاصفة الرمليّة
الحاملة لذرّات الوجع الواخز للقلب
و أنّك...
الجفاف الصحراوي.
فلهاث المئات من العطاشى
الراكضات صوب سراب حنانك
يمرّ أمام مخيّلتي...
كقافلة هذيان تتخبّط وقد لفظتها كلّ واحات النجاة
فأرسلتَ وراءها قطّاع الطرق
لينهبوها...
******
أدركتُ قبل فوات الأوان أنّك حتفي الحتمي
لكنّي توغّلت داخل جحرك
فكان حبّك كالسير على الحبال
كالنّوم على مسامير الهندوس
و مع ذلك كنتُ أنتظرك ليليا
يا قمري الأزليّ...
لأرسل لك تيمي و رجائي و دموعي
عبر شغاف القلب
و قد أٌضرمت ستائره حبّا.
خيالات كلّ الذين عرفتهم قبلك و بعدك تتقهقر...
و تتراجع أمام صداك المعتمر لكلّ ذرّة بكياني.
كلّ الذين عرفتهم قبلك و بعدك،
أضجروني عشقا و أسقموني حبّا!
وحدك ملأتني إثارة
أحببتك أيّها الشقيّ المتسكّع على أعتاب قلبي
أحببتك، فوحدك كنت بوسعك،
تحويل تراب الضجر
إلى ذهب و حبّ
و شبق محموم...
و الآن و أنا على بعد أميال من غرقك اللذيذ،
مازلت أتنشّق اسمك ملئ رئتيّ كلّما ذُكر!
فأنا لزلت أحبّك بالطريقة ذاتها!
و مازال قلبي يمارس الجنون و الرقص و الصياح
و العدو الماراثوني كلّما هبّت إحدى نسماتك.
رغم الخذلان و الخديعة
و كلّ تلك الجوقة من الأكاذيب
لم أنجح يوما في زحزحتك نحو الثقب الأسود.
و لأنّك سيّد المراوغة و التمويه،
فقدت تحديد مكانك
كلّ ما أعرفه أنك مازلت بداخلي...
تتجوّل بحريّة
بينما احتار ماذا أكتب عنك!
و أحتار أكثر عندما تشدّ أوتار حنيني
و تمزّق مكابرتي
فيعزف الحرمان لحن: أحبّك جدا...
فعلا!
أحبّك جدا
بيد أنّ طريق العودة إليك استحال هوّة سحيقة بدون قرار
و كلّ السّبل منك إليّ،
قد أحرقت جسورها.
أ يا من تمنّيته في كوابيسي و رهبته في أحلامي
أيّها العدو الحبيب
و فارس كلّ عصوري
و جحيم مشاعري
و مستوطن قلبي و مالكه بدون منازع
أيّها الحريق الذي أتلف ماضيّ
و شرّد حاضري
و أعتم مستقبلي...
أنت الترياق الوحيد لأوجاع قلبي
و مسبّبها الأوحد.
أ يا حبيبي
أحيانا يصل الغفران و الحبّ إلى مفترق الطرقات
و يسلك كلا منهما طريقا مختلفا
و مخطئ من قال أن المحبّ مسامح.
فأنا المثال الذي كسر القاعدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-