الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة تحت الزّئبق

إيمان أحمد سلاّم

2013 / 12 / 29
الادب والفن


لا أريد لمطرقة الشكوك أن تدكّ ثقتي بك...
فأنت كلّ ما أملك،
كي أواصل تنفّس الأمل...
لا تجعلني أنظر لك بعين الخيبة
و أضمّك إلى معسكر من أمارس تجاههم الكراهيّة كلّ يوم.
لا أريدك أن تتدحرج من أعلى قمّة التميّز في قلبي
و تنزل في مستنقع السواد
ألا تعرف أن قلبي يحتوي مستنقعا؟
مستنقعا صغيرا بحجم النّاس الذين وقعوا فيه
عميق بعمق لؤمهم...
لا تنزلق في المستنقع أرجوك
فأنت آخر من علّقت عليه زينة العيد المقبل.
أنت يا حبّي الزئبقيّ
لما أحببتك؟
صحيح قبلك كنت كتمثال رخامي مهيب،
جميل إنّما مهجور من الحياة و مسكون بالجمود...
لكن كنت أنا!
و أتيتني و جعلتني أنت!
أنام لأحلمك
أصحو لأتذكّرك
أتنفّس لأحياك
أحيا لأحبّك
عقارب ساعتي خضعت لتوقيتك...
سنوات عمري وزّعت حسب سلّمك الزّمني
ما قبل حبّك
أثناء حبّك
ما بعد حبّك
زرعتُ أرض أفكاري بك،
فنموت داخل عقلي كسنابل قمح برّاقة
تحت شمسي
معدّل نبضات قلبي ما عادت تحسب بالثّانية
بل قدّر لها أن تحسب بمقدار تفاعلك مع حبّي
و سريت داخل الشرايين و الأعصاب
و صار ضمير الأنا،
أنت...
أنت تريد
أنت تقرّر
أنت تفضّل
أنت تحدّد
أنت تختار
و كنت سعيدة بالضمير الجديد
غير مبالية أنّي أحرّف قواعد اللغة
و أنّي أتجرؤ على النحو و سيبويه الرّاقد بسلام
كنتُ أنتَ
و كنتُ قد نكّستُ أعلام حقوق المرأة
و خنتُ معاهدة حماية شهرزاد من سطوة الشهريار المتجدّد عبر عصورنا العربيّة
كنت سعيدة ب"أنتَ" الساكنة جسدي
و لم يهمّني سريانها المشابه لسرطان دمويّ قاتل
و ها أنت تُعمل الأوبئة في جمال المشاعر
و ترفس برجلي النكران كلّ القرابين المقدّمة لك
نسيت أنّ هناك
في مكان ما داخل قلبي
مستنقع عميق بدون قرار
يسقط داخله كلّ من كانوا يوما مثلك
في القمم الشواهق
لكنّهم استكثروا على أنفسهم نعمي و جحدوا بي
لا تكن بينهم
فأنت آخر مع علّقت عليه زينة العيد
و رسمت على صفحات ذكرياتي معه
خربشاتي الطّفوليّة الحالمة
لا تقتل داخلي هذه الطّفلة
فهي آخر أمل يحبل به زمني الآفل
*****************

أيّها الطّير الزئبقي
كن كما تهيأت لي في أوّل يوم
ذلك اليوم الصّيفيّ الهادئ...
كن كما أردتني أن أراك يومها
وشاحا أبيضا يطير عاليا
فوق الأعلام السوداء الحزينة
أردت أن أتعلّق بك
لا لأنزلك معي إلى أرض السواد
بل لترفعني عاليا نحو السماء
و السحب البيضاء
و الشمس الضاحكة
كشقراء مجنونة
تنثر شعرها الذهبيّ
في رقصتها المثيرة
لتبقى الكواكب تسير حولها في ذهول و إعجاب
بينما نبقى نحن ندور عكس دوران الأرض
كوكب مستقل بذاته
غير خاضع لأيّة قوانين جاذبيّة
فقط أنا و أنت
و كلّ ما نحمل داخلنا
من براكين حبّ و ينابيع سعادة
و كلّ ما نحمل على ظهرينا من خضرة و أزهار الأمل
أردتك أن تكون حكايتي الخرافيّة
أميري الوسيم
قنديلي السحري
كهفي الخرافي
الملآن حياة
لكنّك أكثر من خرافة
فأنت زئبقي
لا أعرف لك شكلا
تتصرّف كالزّئبق
يتمطّط حجم مشاعرك نحوي فتغمرني إلى حدّ الثمالة
و سرعان ما تتقلّص حول نفسك و ترتدّ عن حبّي
و أحاول جلبك لي
فتهرب بعيدا
إلى حيث لا أدركك
في مغارة غموضك المؤلم
تلك المغارة التي تحوي كلّ أسرارك
كلّ آثامك
كلّ أحزانك
كلّ ذكرياتك
كلّ حقيقتك
كلّ ما يجعل منك رجلا ملموسا
لا مجرّد كتلة من الزئبق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب