الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالات الرموز الطائفية في اعلان المعركة المقدسة لبطل التحرير الشيعي

حيدر نواف المسعودي

2013 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


دلالات الرموز الطائفية في اعلان المعركة المقدسة لبطل التحرير الشيعي

لم يكن اختيار المالكي لزمان ومكان بدء معركته السياسية المقدسة ضد الارهاب في صحراء الرمادي اختيارا اعتباطيا او غير مسؤول او مدروس فمن حيث الاختيار :
الزماني : هو مناسبة احياء اربعين الامام الحسين والتي تشهد مشاركة حشود مليونية من مختلف انحاء العالم .. وفي هذه المناسبة فان مشاعر وعواطف الشيعة واستذكار المظلومية واستحضار الخلافات المذهبية في اوجها في ذاكرة وقلوب الشيعة .. فضلا عن الاستفزاز الكبير الذي شهدته هذه العواطف والمشاعر وتصاعد روح الغضب والاستياء ونداءات الثارات بسبب الاعمال الارهابية من قصف ومفخخات استهدفت الزوار ممن احيا هذه المناسبة .. والتي استغلها المالكي في خطابه خير استغلال وسخرها خير تسخير اعلاميا وتبريرا لتسويغ معركته المقدسة .. حين المح الى ان (التخطيط والاعداد لهذه العمليات كان يتم في معسكرت داعش في الصحراء وفي ساحات الاعتصام في الرمادي) .. علما ان مثل هذه العمليات يتم الاعداد لها في عدة مناطق من بغداد والعراق وبحسب التصريحات والبيانات الاعلامية للقوات المسلحة والاجهزة الامنية في كل مرة تكتشف فيها مخابئ وحصون الارهابيين.
المكاني : كربلاء حيث تشهد هذه المدينة وخلال هذه المناسبة اهتماما شعبيا وعالميا واعلاميا كبيرا جدا وتتجه انظار الملايين نحوها مما اتاح للمالكي تواجدا شعبيا واعلاميا لم يكن ليتوافر له في غير هذه المناسبة ليعلن من كربلاء بدأ معركته المقدسة .
اما اختيار المالكي للمناسبة نفسها وقدسيتها وابعادها ودلالاتها المذهبية والتاريخية في نفوس الشيعة فكان هو السبب الاساس مسخرا هذه المناسبة لكسب ود وتعاطف كل الشيعة في كل العالم مع معركته .. مستحضرا رمزية معركة الحسين في كربلاء ليسخرها خدمة لمعركته حين شبه معركته بانها معركة معسكر الحسين ضد معسكر يزيد .. اضافة الى حضوره الى موكب العزاء الذي اقامه حزب الدعوة تحت اسم ( مختار العصر ) في مسمى يحمل مدلولات واضحة جدا تعني الثار والمطالبة به على اعتبار ان المختار الثقفي هو من قام باخذ ثارات الحسين من قتلته .. وان المالكي هو مختار العصر وانه سياخذ بثارات الشيعة من خصومه وخصومهم من السنة ..
مايقوم به المالكي هو تغذية الحقد والكره الطائفي لدى الغالبية الشيعية التي غسل ادمغتها بان السنة هم اعدائهم وقتلتهم ويريدون سلب الحكم منهم .. ومعركة صحراء الرمادي هي من اجل تصعيد واشعال هذا الحقد اكثر وتحقيق نصر وثار شيعي على السنة ..وفي خضم هذا النصر الذي سيكون مبررا ومسوغا لخطوة المالكي التالية وهي اقتحام ساحات ومدن الانبار وقمعها بالقوة بعد ان قدم لهذه الخطوة بالادعاء ان هذه الساحات كانت ماوى لداعش ومكانا لتفخيخ السيارات .. وبعد الانتصار المزعوم في الرمادي والقضاء على ساحات الاعتصام سيتحول المالكي الاخذ بالثار مختار العصر الى بطل المذهب والامة والتحرير الشيعي على غرار "بطل الامة والتحرير القومي" .. وسيكون ذلك هو جل ما يحتاجه المالكي ليكسب ومن جديد وبعد تراجع وتدهور كبير لشعبيته ...تاييد ودعم وثقة واصوات الشيعة للفوز بولاية ثالثة بعد انتصاراته على داعش وحرق خيام المعتصمين .. فمعركة الرمادي مع داعش ومع المعتصمين هي مهر الولاية الثالثة..
بعد ان يأس تماما من انه سوف ينالها بالسبل السياسية وخصوصا بعد عزلته السياسية التي يعانيها في داخل حزبه وائتلافه ومن قبل شركائه الشيعة والقوى السنية والكردية التي اصبحت تتمنى الخلاص منه بسبب سياساته الرعناء وانعدام مصداقيته واستبداده
وزيادة في تنمية و تكريس مفهوم الثار لدى الشيعة من خصومه واعدائه واعداء الشيعة اعلن المالكي انه سيقوم بحرق خيام المعتصمين في الانبار الامر الذي فهمه الكثيرين من الشيعة على انه الثار من الذين احرقوا خيام الحسين في معركة كربلاء بعد مقتله . . وانتصار اخر سوف يضاف لسجل المالكي في قائمة انتصاراته وثاراته المذهبية .
ومن هنا فان المالكي يكون قد نجح في استنهاض الجهل واللاوعي الشيعي على اعتبار ان المعركة هي معركة يالثارت الشيعة .. حتى وصل الامر في اعماء وتجهيل الجماهير الى حد مطالبة البعض المالكي بشن المعركة القادمة ضد خصومه السياسيين من الشيعة انفسهم وان يتخذ بحقهم ما اتخذ بحق احمد العلواني ..
حيدر نواف المسعودي
28 / 12 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام