الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب يولد ونظام يحتضر

شهدي عطية

2005 / 6 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يبدو ان سخونة صيف هذا العام ستزداد سخونة بالمأزق الذي يواجهه النظام الحاكم في مصر .
حيث يبدو ان المسافة ما بين النظام والشعب تزداد اتساعا كما تزداد الفجوة ما بين الغنى والفقر وما بين الحرية والقهر في هذا الوطن الذي ابتلي بنظام حاكم لا يبالي باي حقوق لشعبه ..
ويبدو في هذه الايام ان كلمات النظام هي حشرجات الاحتضار ولو طالت مدة الاحتضار لسنوات في النهاية سيشيع الى مثواه الاخير غير مأسوف عليه ..
فعندما يفقد النظام شعبيته وشرعيته تقع دائما حوادث غير مألوفة تكون بمثابة اشارات تحذير قوية باقتراب النهاية
حدث ذلك في اخريات ايام الملك فاروق عندما كان يحتفل كل عام بيوم ميلاده فكان يوم ميلاده تقام السرادقات ويحتشد الالاف مهنئين له وفى عام 1952 خرج الملك فاروق الى الشرفة فى عيد ميلاده فوجد ساحة عابدين خاوية الا من أفراد قلائل، لم يأت المصريون لتهنئته كعادتهم..وكانت هذه علامة على ضياع شعبيته لكنه لم يهتم بها ولن تمض بضعة ايام الا واحترقت القاهرة وبعدها كانت ثورة يوليو المجيدة .
نفس الشئ حدث مع انور السادات الذي اعتاد ايضا التهليل له في كل مكان يتواجد فيه وفى أواخر السبعينيات أراد أنور السادات أن يجتمع بأعضاء اتحاد طلاب الجامعات ظانا منه انه سيقابل بالتبريك والتهليل لكنه فوجيء بهم أثناء اللقاء على الهواء يوجهون له النقد بشده وبعنف حتى اضطر التليفزيون لقطع الارسال وكانت هذه الواقعة دليلا على فقدان السادات لشعبيته في وطنه فذهب بعدها الى الكعبة الامريكية ليستمد منها البركات والدعم الغارب لنظام حكمه لكن الرئيس الامريكي ريجان قابله بعدم اكتراث لانه اصبح كرتا محترقا يضر حلفاؤه اكثر مما يفيدهم . ولكنه لم ينتبه لخطورة هذه المواقف ومضى الى نهايته المحتومة .
وهذه ظاهرة تتكرر فى التاريخ وما نراه هذه الايام وبالاخص المهزلة التي حدثت يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري المزعوم يعنى بوضوح أن النظام قد فقد شعبيته تماما ولم يجد مناصري ومؤيدي نظام استمر حاكما بسلطات مطلقة ربع قرن من انجازات يدافعون بها عن نظامهم امام الشباب المتظاهر الا سبابا خارجا واشارات خارجة ..
لقد يئس المصريون من اصلاح النظام وسئموا من فساده وأكاذيبه فانصرفوا عنه.
فقد تأكد الآن أن الرئيس مبارك البالغ من العمر 77 عاما، مصر على البقاء فى السلطة للنهاية وهو لا يجد غضاضة، فى سنه المتقدمة هذه، فى أن يحكم لفترة أخرى ستنتهى وقد بلغ الثالثة والثمانين .
وهل لنظام قابع على انفاس المصريين طيلة 24 عام اصبحت مصر فيهم في ذيل الامم سيجدد شئ في عامه الخامس والعشرون ؟
لا اعتقد ولا يظن اي عاقل ان يحدث جديد فالسياسة هي هي لن تتغير بالعكس لقد استهلكت للنهاية
في خلال 24 عام اصبح أكثر من 36 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر..
ناهيك على التعذيب والضرب والصعق بالكهرباء وهتك أعراض النساء والرجال من الممارسات العادية فى مقار أمن الدولة وأقسام الشرطة المصرية اصبحت مستمرة ولا تنقطع

ولكن هناك بصيص من الامل
فالمعارضة الوطنية فى مصر تتصاعد وتتسع مساحتها بسرعة بالغة فبعد الموقف العظيم التاريخى الذى اتخذه القضاة برفضهم الاشتراك فى تزوير الانتخابات انضم اليهم أساتذة الجامعات والصحفيون والمهندسون والمحامون.

ان التاريخ يعلمنا ان حركات التغيير الشعبية عندما تأخذ في الازدياد تصبح كالسيل الذي اذا اتى فلا تقف في وجهه السدود او متاريس ادوات النظام الامنية ذوات الاحذية الثقيلة .

فكل يوم يمر الآن يحمل المزيد من الثورة على الظلم..
وحتما ستشرق الشمس يوما









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج