الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا هو الشرق الأوسط الجديد

عصام ملاح

2013 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


رغم أن الإدارة الأمريكية قد وجدت-أخيراً- أن لاحاجة للإستمرار في مسرحية العداء للنظام الإيراني بعد توقيعه الإتفاق مع الدول الغربية بخصوص النووي.. لكن حكام إسرائيل يخالفون التوجه الأمريكي الصريح والعلني إزاء إيران.. أولا: لأن جمهور الشتات اليهودي المتجمع في فلسطين بحاجة دائمة لإشعاره بالخوف من عدو متربّص، ومواصلة وضع الجيش في حال تأهب دائمة، ومواصلة التسلح بأحدث ما تنتجه مصانع السلاح بأمريكا وفي أوروبا، إضافة الى إدامة استراتيجية إبتزاز الغرب بالأموال والمساعدات على أنواعها.. لأن السلام سيحرم الكيان من كل هذه المكاسب، كما سيصيب تجمع الشتات اليهودي بترهل واسترخاء يتعارض مع مخططات الدفاع والحرب التي تعتمدها الإدارة الحاكمة في الكيان.. وبعد توقيع معاهدة"كمب ديفيد" مع حاكم مصر خريف 1979 كانت إدارة الكيان قد هيّأت العدو القادم منذ لقاءات ومفاوضات العسكر في خيمة الكيلو101 على طريق القاهرة عقب انتهاء حرب أكتوبر1973.. وباركت الإدارة الأمريكية اختيار قادة إسرائيل لتكون إيران العدو الجديد، وهكذا تقرر عزل شاه إيران الحليف، والإتيان بالملالي ومرشدهم"الخميني"الى الحكم تزامناً مع إتفاق كمب ديفيد..!
ثانيا- لأن النظام الإيراني الجديد سيبقى تابعاً للسياسات الصهيوأمريكية التي أتت به الى الحكم(وليس ندّاً حليفاً كما كان الشاه الذي ورث الحكم ولا فضل لأية جهة عليه).. وتبعية نظام الملالي يضمن تنفيذ كل أجندة قادة الكيان اليهودي.. من إثارة الفتن المذهبية في المنطقة، الى إيقاظ الغرائز القومية(بين فرس وعرب).. وبدأ استغلال الملالي مبكراً (بعد 10 أشهرعلى تسلمهم الحكم) فتم توظيفهم في حرب على العراق العربي لثمانية أعوام(1980-88) خسر فيها كل طرف أكثر من مليون قتيل ، وتم إنهاك العراق وجيشه، كما استهلك النظام الإيراني معظم أسلحته اشترى بديلاً عنها بمليارات الدولارات من مصانع السلاح الإمبريالية..!
وليس متاحاً في هذه العجالة عرض كامل لمساعدة نظام إيران في حروبها على العراق، سواء في 1990 بذريعة تحرير الكويت، أو في 2003 حين أنهت جيوش أمريكا وفي مقدمها جيش"لواء القدس" الإيراني أنهوا وجود العراق، وقبلها الغزو المشترك لأفغانستان، ثم تقويض إستقرار وأمن باكستان ووضع القنبلة النووية الباكستانية التي كان أكثر من مليار مسلم يعتبرها قنبلته"الإسلامية".
ثالثاً – بالتزامن وإخراج الفصائل الفدائية الفلسطينية من لبنان صيف 1982 تم تأسيس ما يوصف ب"حزب الله" ليسد الفراغ الذي ساد مناطق جنوب لبنان بعد خروج الفلسطينيين، وذلك بهدف حماية وحراسة حدود الكيان، وقام الحزب بطرد المقاومين اللبنانيين الأصليين من شيوعيين وقوميين سوريين وناصريين وبعثيين بناء على تعايمات إيران.. ما أدى الى مغادرة أول أمين عام للحزب الشيخ"صبحي الطفيلي" منصبه وفضح المستور( ولا زال الشيخ الطفيلي حتى اليوم يشرح بشجاعة كيف تحول الحزب الى حامي حدود الكيان العبري)..! وهذا ما يدفع قادة الكيان لمواصلة تلميع صورة الحزب حتى الآن من خلال توفير الدعاية اللازمة للإبقاء على صورته مقاوما، حتى لَو وافقته إعلامياً وبتصريحات من الموساد بأنه انتصر في 2006.. والأمرعينه ينطبق على المحافظة دعائياً على إظهار إيران معادية، وتوخّي عد كشفها أمام العالم.. من هنا كان التباين في موقف حكام الكيان مع موقف واشنطن أخيراً.. فأمريكا لم يعد لديها مشاريع جديدة تتطلب تدخل نظام إيران لتنفيذها بعد أن بذلت قصارى جهدها في تقويض دول عربية مركزية عديدة في المنطقة التي نجح المشروع الصهيوأمريكي أخيراً في تحويلها الى"شرق أوسط جديد" بأفضل مما كان قادة واشنطن وتل أبيب يحلمون به على مدى ال 65 سنة الماضية..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ العزيز عصام ملاح
جمشيد ابراهيم ( 2013 / 12 / 29 - 08:28 )
في مقالك نقاط صحيحة و لكن ايضا تشويه فمثلا كيف يمكن ان تبريء حكومة صدام البعث من مسؤولية الحرب على ايران يقال في الالمانية ان هناك دائما طرفين في القضية
تحياتي الاخوية

اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة