الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال أفترضي : هل يمكن للشيوعيين أن يقوموا بأنتفاضة تسقط ألمالكي ؟

كامل عبد ألرحيم ألسعداوي

2013 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في كتابه ألأخير (حديث بين ألنهرين ،تجربتي في ألقيادة ألمركزية ) لعزيز ألحاج ،وألصادر عن دار ميزوبوتوميا ،يعيدنا ألحاج ألى أجواء ألحوارات وألمداولات ،وألتي جرت داخل ألعراق وفي ألمنافي بين قياديي ألحزب ألشيوعي،في ألفترة مابين ألأعوام 1964 حتى 1967 ،وألتي أنتهت ألى ( أنشقاق ) ألحزب كما هو معروف في ألعام 1967 ، ألى لجنة مركزية وقيادة مركزية ، وما يفاجئنا حقا ،جدية ألنقاشات ألتي جرت خصوصا في ألعام 1965 حول ماسمي حينها ب (ألعمل ألحاسم ) وهو عمل (أنقلابي ) يقوم به ألحزب ألشيوعي آنذاك لأسقاط حكومة عبد ألسلام عارف ،ومن ألمعروف أن من أطلق هذه ألمبادرة هو ألمغفورله ،عامر عبد ألله ، ألمعروف بشكل عام ب (توجهاته أليمينية وألأصلاحية ) ،و ألأكثر غرابة جدية ألنقاشات بين ألقيادات حينذاك ،فمالذي كان وراء تلك ألحماسة ،هل هي مناورة بين ( ألرفاق ) ، أم أمتصاص لنقمة وزخم ألقواعد ألمتذمرة ،لاسيما تنظيم منطقة بغداد ، أوغير ذلك ، طبعا لم يحصل أي شيء مما دار في أروقة قيادة ألجزب ألشيوعي ،بل تفاقمت ألأمور وألخلافات لتنتهي ،كما أسلفنا ألى أنقسام ألحزب ، ولكن ما يعنينا كباحثين هو ألسؤال ،كيف أنبثقت تلك ألفكرة في تلك ألأجواء ،وبرأينا أن تمرير وترويج فكرة ( ألعامل ألحاسم ) هو صحيح تكتيكيا وليس نزوعا مغامرا ولسبب بسيط ،هوكون ألخصم ألرئيسي للحزب ألشيوعي وهو حزب ألبعث ،يمر بأسوء أحواله ،وهو يكاد أن يكون غير موجود أو بدون فعالية تذكر بسبب ألضربة ألقاصمة ألتي وجهها أليه نظام عبد ألسلام عارف ،ورب قائل يقول ، أن ألحزب ألشيوعي هو ألآخر تلقى ضربة أقوى وأشد في نفس ألعام (1963 )،وهذا حق ولكن طبيعة بنية ألحزب ألشيوعي ألتنظيمية ،ونوعية أعضائه وكوادره ،تجعله قادرا على أمتصاص ألضربات وألتعامل معها .
أذن ألفكرة كانت لها مايبررها ولها فرص نجاحها ،لو (غامر ) ألحزب وفعلها ،لكن هذا لم يحصل ,ألأسباب كثيرة ،وتعدادها ونقاشها ليس ألآن على ألأقل ،ولكن ماذا عن أليوم ،فالحزب ألشيوعي يبدو ضعيفا أمام ديناصورات وحيتان وهو (خفيف ألوزن ) وألدليل ألأصوات ألأ نتخابية ألبسيطة وألتي حصل عليها في ألأنتخابت ألأخيرة ،ولكن لنا رأيأ ،مفاده أن هذه ألطريقة في ألحساب غير دقيقة ،وهناك طرق اخرى للحسابات ،ومنها مثلا جرد ألأحزاب ألسياسية ألموجودة وبيان قوتها وفاعليتها وأيضا ضعفها بالطبع ، ولنبدأ بحزب ألبعث ألذي لازال قويا ومؤثرا ولكنه يفتقد لأهم مقوم من مقومات ألأحزاب ألفاعلة ،ونعني هنا ( ألبرنامج ) فهذا ألحزب في ألحقيقة هو تنظيم بدون برنامج (برنامج واقعي على ألأقل ويستجيب لحاجات عراق ما بعد2003 )وهو قد غدا عدوا للمجتمع ،وللتعامل معه طرائق عديدة ، لكنه لم يعد يؤثر على كيفية صنع ألقرارات ألمصيرية للبلد ،ثم ننتقل لحزب ألدعوة ، أ لممسك بالسلطة وألمال وألنافذ وألمهيمن على أجهزة ألجيش وألشرطة وملحقاتها ،هذا ألحزب فشل بأن يكون ممثلا للطائفة أو ألوطن وحول ألسلطة ألى غنيمة ،وأنزل ألدولة ومؤسساتها ألى درك دوني ،وهو لايستطيع ألأحتفاظ بتلك ألسلطة من غيروسائل عنفية ولا هو بالقادر على تركها ليعود مرة ثانية ، ببساطة ،لقد ترهل هذا ألحزب ولم يتحول ألى حزب جماهيري وهوعاجز عن جرجرة نفسه للقيام بالحركات ألرشيقة وألمرنة ألضرورية لتدوير وتداول ألسلطة .
وأذا أنتقلنا ألى بقية ألأحزاب وألقوي ألسياسية (بأستثناء ألتيار ألصدري وعصائب ألحق ) فنجدها تتمحور حول أشخاص فقدوا بريقهم ولياقتهم ، التي تؤهلهم للأشتراك بالماراثون ألسياسي ألمعيب ، ألحزب ألأسلامي أصابته ما أصاب حركة ألأخوان ألمسلمين من ألجزر بعد (مد مزيف ) ،وهومنعدم ألوزن حتى في معاقله .
وبالعودة ألى ألحزب ألشيوعي ، فهو يتحفظ طبعا على ألأعلان عن عدد أعضائه ،وهذا مفهوم ،لكننا نستطيع أن نقدر هذا ألعدد بعدة آلاف (من ألفين ألى خمسة ) ،ومتوسط أعمارهم فوق ألأربعين عاما ،وعدد مهم من هؤلاء أنتمى لأغراض مصلحية مثل ألتوظيف وأدعاء ألفصل ألسياسي وغير ذلك ،ولكن للحزب (وهذا ما يختلف به عن بقية ألقوى ألسياسية ) دائرة كبيرة من ألأصدقاء وألداعمين وألمنتمين تأريخيا له ،وكل هؤلاء (بألأضافة طبعا لأعضائه )مستعدون لتنفيذ سياساته وألمشاركة بنشاطاته بما فيها ألنزول بتظاهرة ،حتى لوكانت هذه ألتظاهرة ،شعارها ألدعوة لأستقالة ألحكومة أو أستبعاد رئيس ألوزراء لخرقه ألدستور أو تهديده للسلم ألأهلي بسبب أتباع سياسات طائفية أو حزبية ضيقة ،أوبسبب فضائح فساد مدوية ، أوحتى عدم ألتجديد لدورة ثالثة أو رابعة .
وستكون معركة مثل هذه مكشوفة( ألأسلحة ) وألأساليب ، فالحكومة تلجأ ألى أغلاق ألجسور وألشوارع وتحشيد ألقوات وعرض ألعضلات ، وعلى ألطرف ألآخر فأن ألشيوعيين وحلفائهم سيصرون على ألوسائل ألسلميةوألمشروعة للتظاهر وتحمل ألضغوط وألقمع ألتي سيتعرضون لها ،وألمطاولة وألصبر وألثبات ،ربما ستلجأ ألحكومة ألى ألزج بميلشيات مذهبية وعشائرية ،وهي لعبة خطرة ،وعلى ألحزب توقعها وألعمل على أمتصاصها وتحييدها ، ربما من سيشكل خطرا جديا ،هو ألتيار ألصدري ،وهو ليس بوارد ألأستماتة (حاليا على ألأقل ) من أجل ألمالكي ،وسوف لن نطمع بأنحيازهم لنا ، حركات مثل عصائب ألحق وجيش ألبطاط ،هي محدودة ألأعداد ،كبيرة ألأمكانيات ،ولكنها معدة ومهيئة لخلافات مذهبية وحروب طائفية وهذه ليست معركتهم .
وبالعودة ألى بداية موضوعنا فأننا أمام أجواء جديدة ولكنها تعيدنا حقا ألى ( ألعمل ألحاسم ) ولكن بروحية جديدة ومفهوم جديد وألأهم من ذلك بجدية وليس على سبيل ألمراوغة وأمتصاص نقمة ألقواعد أو تصفية ألخصوم .
ألسؤال ألمشروع ألأخير ،هو ماذا يستلزم هذا لتحقيق ذاك ، ببساطة وبسرعة فأن ذلك لا يلتزم أي تغيير في ألبرنامج ألأخير ألذي خرج به آخرمؤتمر ،ولكنه يلزم ويستوجب تغيير ب(روح ألقيادة ) وسنترك تعريف ذلك للجمهور ألمتعطش للتغيير حقا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا