الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدستور الاوربي الموحد - هجوم على المكاسب الاجتماعية والاقتصادية

بيان صالح
(Bayan Salih)

2005 / 6 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مما لاشك ان نتائج الاستفتاء الناخبين الفرنسيين بأغلبية 55% والناخبين الهولنديين بأغلبية أكثر من 61% ضد معاهدة الدستور الأوربي ادت الى قلق كبير لساسة الأوربيين واعتبارها انتكاسة كبيرة لمساعي الوحدة الأوربية ومن المعروف أن البلديين كانا لهما دور بارز في المشروع منذ البداية .
وتباينت الآراء حول أسباب رفض الفرنسيين لمشروع الدستور والذي أدى إلى استقالة رئيس الوزراء الفرنسي بيير رافاران والذي كان متفائلا بفوز التصويت لصالح المشروع الأوربي الموحد والذي كان احد اكبر خصوم البيت الأبيض في الوقوف ضد الحرب في العراق .
ان الأسباب الرئيسية لنتائج التصويت ب (لا للدستور) من قبل الناخب الفرنسي كان سخط الشعب الفرنسي على حكومة شيراك وسوء الأوضاع الداخلية في فرنسا وتزايد معدل البطالة إلى أعلى مستوى خلال الخمس السنوات وهي أكثر من 10,2% وخوف العمال الفرنسيين من المنافسة العمال البولنديين والتشيك ومن المحتمل الأتراك ذوي الاجور الرخيصة و وبالتالي فقدانهم لوظائفهم وتقليل اجورهم , وانخفاض الإصلاحات و الخدمات الاجتماعية والصحية العامة وخصخصتها مما أدي إلى تجمع أقصى اليمين وأقصى اليسار بالتصويت ضد الدستور . لقد طالب الشعب الفرنسي بالدفاع عن الهوية الوطنية و الدفاع عن الحقوق والمكتسبات الاجتماعية والاقتصادية والتي كانت ستخضع للسلطة المركزية في البر وكسل في حالة التصديق على المشروع . لقد أدت نتائج الاستفتاء الى تحويل توازن القوى لصالح المعارضة الفرنسية للحكومة والمطالبة بكل شجاعة باستقالة حكومة شيراك والتخلي عن السلطة.
2006ومن أكثر الصعوبات التي تواجه مشروع الدستور الأوربي الموحد هو الاستفتاء البريطاني في ربيع العام القادم
والمعروف عن البريطانيين الخوف والتحفظ المتزايد من عملية توحيد أوربا وتدل معظم الاستفتاءات التجريبية رفض غالبية البريطانيين الانضمام للوحدة الأوربية وكذلك معارضتهم الشديدة لاتفاقية شينغن والتي تنص على إلغاء الحدود بين الدول الأوربية و المعارضة لليورو العملة الأوربية المشتركة مقابل الجنيه الإسترليني والسبب يعود لتخوف البريطانيين من انخفاض وفقدان كثير من المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية لبلادهم .


لماذا المشروع الأوربي الموحد يعتبر مشروعا خطرا على حياة ورفاهية الشعوب الأوربية


يعتبر مشروع الدستور الأوربي احد المشاريع الرأسمالية العملاقة للدول الأوربية الموحدة لكي تبرز كقوة عالمية رأسمالية قوية في مواجهة الولايات المتحدة , و تسعى من خلاله إلى فرض السيطرة المركزية على 450 مليون أوربي على أساس غير ديمقراطي وبعيدا عن النقاشات والمداخلات العلنية لشعوب الدول الأوربية من قبل السلطة المتمركزة في قبضة الحكومات واللجان الشبه غير منتخبة .


أهم أولويات مشروع الدستور الأوربي :

مساندته المطلقة ل (السوق الحرة) ويسعى إلى تقليص المكاسب اجتماعية وخفض الميزانيات الاقتصادية للخدمات الاجتماعية والصحية و التعليم عن طريق خصخصة جميع المؤسسات الدولة العامة وتحديد تمتع المواطن الأوربي بتلك المكتسبات في الإطار القومي والوطني والتي حصلت عليها عن طريق تضحيات و نضال دؤوب , وعدم مشاركة الشعب الأوربي بما يحصل في ميزانية البنك المركزي.

تكريس اضطهاد المرأة عن طريق منع الاستفادة من قانون الإجهاض الحر للمرأة و تكريس الأوضاع السيئة للمرأة في كل من البرتغال و ايرلندا وبولونيا.

السعي للبرلة (ليبرالية) المجتمع بشكل واسع وتوسع الهوة الطبقية في المجتمع ..

عدم الاعتراف بالمواطنة لكل المقيمين في الدولة أعضاء الاتحاد الأوربي ومنعهم من حق التصويت. تحت ذريعة بناء أوربا قوية يسعى الدستورالى عدم إعطاء حق اللجوء للجاليات الأجنبية وطالبى للجوء و الوافدين من الدول الفقيرة و الخاضعة للحروب المدمرة.

عدم الاعتراف بحق تقرير المصير للدول والشعوب المضطهدة وذلك تحت ذريعة الوحدة الترابية.

السعي لرفع القدرات العسكرية وتخصيص ميزانية ضخمة لضمان بناء نظام عسكري أوربي قوي.


هناك أيضا المعسكر اليميني من الأحزاب اليمينية و الرجعية التي صوتت ب (لا للدستور ) ولكن من منظور قومي وعنصري وحرصا للحفاظ على القومية داخل البلد الأوربي الواحد وخوفا من ضياع الطابع القومي .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث