الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت السكارى في نهاية السنة

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2013 / 12 / 29
كتابات ساخرة


صدق من قال أننا مثل قلب (شريبه) تلك التي تضرب بالطابوق على رأسها لتختلط دمائها مع دموعها فيما تضحك على نفسها أو نشبه أختها (شمهوده) التي تلهث مع الكبار و تأكل مع الصغار لتبيت دون عشاء ولا متاع وفرح وحين يأتي الصباح تصدح بأغاني فيروز مع الغبش لتنهي نهارها تئن مع أخواتها كما بنات نعش
نحن نعترف بأننا لانختلف عن الأختين السفيهتين فنحن توائم روحية لكليهما نملك قلوب (سمچ) رغم أفلاسنا مثل عمّنا الرقّاع في ديرة (عفچ)
فهذه السنة مرّت علينا مثل دورة حمار الناعور ففي كل مرّة تشخص أبصارنا على الدلاء عسى أن تأتينا بالماء العذب لكنها دوما لاتجلب سوى العقارب والتماسيح والديدان التي تهرش في عقولنا قبل بطوننا ليزداد الجوع المرضي والخراب المنهجي ليتحول الشذوذ الى قاعدة وتلك القوانة تعيد نفسها منذ مئات ونيف سنة حالها حال سنيّ العمر المكفهرّة المليئة بالـ (دغش)
يقول صاحبي الأعرابي الأعمى:
(دفعة مردي وعصاة كردي بظهر ألفين وثلثطعش) ..
(مع سبع حجارات من الحجم العبعوبي الغير منفلق) :يؤكد صديقي الآخر .. الحضري
وهل كانت السنين الأخرى مبهجة , تواريخنا حروب أنهزام و سحل و قتل لاينتهي , أردت أن أثرد في ماعونهم وأنا أصافح حامل الجمر ذو الشعر الرمادي حين مر ليرمي مافي جعبته مسرعاً :
(غمّض فتّح يجيك عزرايين ياخذ روحك وأنت مثل الأرنب الواگع بچيحه زفره أذا طلعت راسك تنولي من كومة واويّه شلايتيّه ماتعرف منين يجيك الراشدي و الچلّاق والدفره )
فيما تتهكم جارتي الكونية على أهلها :
بيت تحول أهله الى (خرخاشه ) بيد جاهل أطرش والأغرب أن أفراده فرحين وهم منقسمين جوقات وثلل همهم الوحيد أن يبيدوا غيرهم ليفوزوا بالجنّة رغم أن خازنها يمنع دخولها على السرّاق والقتلة , حقيقة تلغي حياة بأكملها
لنصمت برهة ونردد كما أصدقائنا المتباهين بالتهنئة بمناسبة العام الجديد عسى أن نكسر ظلام غرفنا الداخنة :
(بلكي على عين طفل - شايب - عجوز - قطة تائهه يلتفت أبو خيمة الزرگه و يعوضنا بعام جديد مابيه چتل وفرهود وعفرته) لتعمل عقولنا كما أريد لها حين أختراعها رغم أن الأمل عندنا تحول لحلم أبليس بالجنّة لكن عيوننا تبقى على الدرب تردد في كل لحظة:
ربما يأتينا من يأخذ الواقع الى ديمو عقلية (موش) ديمو قراطية (چذّابيّه) أو دكتاتورية شعاراتيّة وضحك على اللحا بل تأخذ الحاضر الى العصر الطباشيري ليأتي لنا بطبشور يخط به طريقاً سوياً مجدياً للهوام المستهترة المتناحرة التي أضاعت أعمارنا .
كل عام ونحن نتمنى أن نخرج من سنين الضياع نحو الوجود الرسالي المجدي لنقول للعالم :
نحن مثلكم نفكر و نبني و نضع الخطط وموعدكم معنا في العام الجديد (ألفين وأربعطعش) سنكون بشر نمتلك أنسانية لانقتل بعضنا و لانرهب أبناء جلدتنا ولانسرق أنفسنا و نعرف ما ينفعنا و يضرنا ولن نضيّع يوماً واحداً من أعمارنا التي أستنزفت سلفاً
كل عام والأمل يتقزّم متقهقراً أمام الجهل العامر في ربوعنا مع التراجع الخطير لأنسانيتنا تلك حقيقة علينا الأعتراف بها في آخر يوم من السنة لكننا لازلنا في أصرار بغد يسود فيه الخير المتواري و ينحسر الشر المزدهر بحسب قوانين الأنتخاب لما ينفع المخلوق البشري و نحن على ثقة بتحقيقها رأيناها في تجارب الشعوب الراقية , نراكم وقد ضمنتم الجنة في حياة أخرى تبعد عنّا مئتي سنة لنقول صادقين : كل عام وأنتم بخير كما يتبادل التهاني أقراننا في دول تعرف ما تفعل و تفعل ما يستوجب لأفرادها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس