الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث ذات يوم في الأزهر -الشريف-

عمرو عبد الرحمن

2013 / 12 / 29
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


بالفيديو... تحولت ساحة الأزهر (الشريف) وجامعته (الشريفة) إلي مسرح كبير، تختلط فيه مشاهد العنف الدامي بلقطات الجنس المتوحشة.

الأبطال دائما وأبدا، هم - وهن الطلبة والطالبات الإخوانجية، من أعضاء فرقة رابعة العدوية المسرحية، لصاحبها البلطجي الأشهر "رجب طيب أردوغان" وشركاه من فلول الإخوان.

أما الضحايا، فهم - وهن دائما من المواطنين المصريين، وحيث تتصاعد الماساة، حينما يقدم الإخوانجية والإخوانجيات علي حرق المعبد - عفوا "الأزهر" - علي رؤوس الجميع، وحينما يعترض أحدهم يتم التنكيل به علي مرأي ومسمع من الجميع، لكي يكون عبرة لمن يعتبر، وذكري لمن ينسي أن يأخذ حذره، ويعلن السمع والطاعة لبلطجية الإخوان، إذا ما قرروا - مثلا - أن يحرقوا المدرجات منعا لدخول الطلبة لجان الامتحان، أو إذا تجرأ - مثلا - رئيس الجامعة علي الاتصال سرا بوزير الداخلية، هامسا وهو يتلفت يمينا ويسارا: "إلحقني يا وزير ...الطلبة هيدخلوا مكتبي ويقَلَّعوني ملط زي ما عملوا في المدرسات والموظفات"... فيأتيه الرد هادئا مطَمْئنا: "أنا جايلك حالا خليك مكانك واتأكد إن باب مكتبك مقفول عليك كويس وانتظر لغاية لما القوة الأمنية توصل وتفتح لك".

ووسط أصوات القنابل - قنابل الغاز المسيل للدموع - ومن بين لهيب النيران، يفاجأ السيد رئيس جامعة الأزهر بمن تطرق باب مكتبه، مهرولة . مستغيثة، إذا بها سكرتيرة مكتبه تصرخ: إلحقني يا سيادة العميد.. إلحقنا ياريس"...

بعد لحظات ثقيلة من التردد لابد وأنها مرت عليه كأنها دهر، قرر السيد رئيس جامعة الأزهر أن يسمح لها بالدخول، قائلا: فيه يا مدام "..."؟

ترد وهي لا تكاد تلتقط أنفاسها: إلحق بناتك .. بنات الأزهر (الشريفات العفيفات) أعطين الأستاذة "...." علقة ساخنة عندما اعترضت علي منعها من دخول مكتبها في الجامعة ولم يكتفين بذلك بل خلعن ملابسها حتي أصبحت شبه عارية في الشارع، وقمن بتصويرها، ونشروا الفيديو في دقايق علي الفيسبوك وتويتر"..

بسرعة يرد عفويا: "إزاي ده يحصل في جامعة أنا أكبر رأس فيها، هاتولي الشريط أتفرج عليه، أقصد هاتولي البنات دول فورا"

ولكنه يتذكر فجأة ما تناقلته الألسنة عما حدث لعميد كلية الحقوق بجامعة الزقازيق، حينما هاجمته جحافل المغول في مكتبه ولم تتركه إلا وهو بين الحياه والموت، فتراجع قائلا: والا أقوللك أنا رأيي إنك تنسي مؤقتا موضوع الفيديو ده حرصا منا علي عدم المشاركة في تشويه سمعة سيدة فاضلة.

تخرج السكرتيرة مطأطئة رأسها، لتجد في وجهها زميلتها مديرة مكتبه، التي كانت تنتظرها علي نار لكي تعلم ما هو نوع الإجراء المشدد والعاجل الذي سيتخذه رئيس الجامعة، فسألتها علي الفور: هيه .. سبع والا ضبع؟

ردت في يأس ممتزج بخيبة الأمل، "ضبع كالعادة....."

تتنهد زميلتها متمتمةً: طبعا ضبع كالعادة، وهو يعني كان أنصف الأستاذة الجامعية اللي خلعوا حجابها ومسحوا بكرامتها البلاط ومعها كرامة كل أستاذ جامعي في مصر كلها؟؟؟

ده حتي ما أخدش قرار واحد بفصل طالب أو طالبة من اللي ولعوا في المباني والشجر وحتي أوراق الإجابة والأسئلة بتاعة الامتحانات اللي حرقوها زي ما حرقوا أرشيف الرسائل الجامعية من أسبوعين، ومعها ضاع مستقبل مئات الطلاب.. وقاللك نعلن إن الحريق كان بسبب ماس كهربائي .. آل إيه .. علشان يحفظ ماء وجهه..

همست السكرتيرة لنفسها وهي تداري شفاها كي لا يسمعها أحد: هو اللي زي ده عنده دم ولا حتي مية؟

مرت لحظات أخري مريرة، قبل أن تعود السكرتيرة إلي مكتبها، فتفاجأ بقنبلة تتفجر في وجهها...

ليست قنبلة غاز والحمد لله، ولم تكن قنبلة حقيقية - فالطلبة والطالبات الرابعاوية لم يصلهم - بعد هذا المستوي من التسليح...

ولكنها فوجئت أن زميلاتها وزملاءها قد تحلقوا جميعا حول جهاز اللاب توب الخاص بإحداهن ليشاهدوا فيديو الأزهرية العارية، الذي أصبح في متناول أيدي وأعين جميع مرتادي الشبكة العنبكوتية من القاهرة إلي إسطنبول، ومن الدوحة شرقا حتي نيويورك غربا مرورا بتل أبيب.. وتناهي إلي أذنيها تعليقات خافتة ساخرة .. من نوعية .."بس تعرفي ذوقها وحش أوي في البرا... "دا حتي لونه مش ماشي مع لون الـ....".."طب شوفتي ...."!!

فما كان منها إلا أن صرخت فيهم جميعا: "إيه يا أساتذة المهزلة دي .. اتفضلوا كل واحدة وواحدة منكم علي مكتبه، يالا...".

يخرج الجميع، وقبل أن ينتهي المشهد الساخن، تفاجأ السكرتيرة بقنبلة من نوع آخر - هذه المرة طوبة ضخمة تخترق زجاج مكتبها وتتدحرج علي أرضيته بعد أن كادت ترتطم بعنف في ساقها، فتصرخ تلقائيا: إلحقني يا سيادة الرئيس .... إلحقني يا يا سيادة العميد ..لكن ... لا حياة ولا حياء لمن تنادي.

ملحوظة: هذه الأحداث من بِنات خيال كاتب هذه السطور، ولا علاقة لها إطلاقا بالواقع، ولا بما حدث في الأزهر (الشريف) وطالباته (الشريفات) خلال الأيام الماضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السباق الرئاسي الأميركي.. تاريخ المناظرات منذ عام 1960


.. مع اشتعال جبهة الشمال.. إلى أين سيصل التصعيد بين حزب الله وإ




.. سرايا القدس: استهداف التمركزات الإسرائيلية في محيط معبر رفح


.. اندلاع حريق قرب قاعدة عوفريت الإسرائيلية في القدس




.. مراسل الجزيرة يرصد جهود فرق الإنقاذ لانتشال ضحايا منزل عائلة