الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف إقترن البسطال بوزارة الثقافة العراقية ؟

عادل الخياط

2013 / 12 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




احد الكتاب العراقيين المقيمين في " لندن " تلقى دعوة من وزارة الثقافة العراقية للمشاركة في إحتفال " بغداد عاصمة الثقافة العربية " صديقنا لم يُنوه إلى أشياء جوهرية عن سفرته لعاصمة الثقافة العربية سوى عن لقائه بالوزير الدليمي وبعض اللفيف التابع لتلك الوزارة على ساحل أبو نؤاس ووليمة " السمك المسكف أو المسكوف " وربما أشار لأشياء أعتقد أنها عابرة وليست مهمة في المعترك العراقي .

وزير الثقافة العراقي الذي عناه صاحبنا هو السيد " سعدون الدليمي " وهذا الوزير هو أيضا وزير الدفاع بالوكالة !.. في زمن حكومة المالكي من الممكن أن تتوقع كل شيء مناف للمنطق أو للتشكيل الحكومي المنطقي , فمن المُحتمل أن يتبوأ منصب وزارة مهمة شخص لا يحل الحرف قد يساعده صهره أو حفيده في الفض .. طبعا شيء طبيعي أن يُعين رئيس وزراء تتملكه عُقدة الخوف من خز خاصرته من وزير ما تابع لكتلة سياسية ما , لكن المشكلة إن السيد رئيس الوزراء هذا ظل يعيش دوامة الشك في تعيين الوزراء الخاصين بالوزارات الأمنية لمدة أربع سنين , وهذه الحالة لم تحصل في كل تاريخ تكوين الحكومات ! إذن ما مدى الخوف الذي يكتنف رئيس الوزراء هذا , الخوف الذي يُلوح عن مديات التشبث السلطوي ؟! ..

لكن المشكلة أيضا هي ما هو المدى الزمني لإحتفاظه بالسلطة , وما هي عواقب التشبث بالسلطة هذه , ألا يُفكر بالمسخرة وربما الجرجرة لو تواصل في عرض عورته قبالة المعارضين لهذا التشبث بالسلطة ؟!

بيد ان القضية هنا ليست في الفقوعات السايكولوجية الوهواسية التي تكتنف عقلية رئيس الوزراء في إختياراته الوزارية الأمنية , المسألة في وزير الثقافة الذي وقع عليه إختيار رئيس وزراء العراق التحفة لتمثيل وزارة الدفاع بالوكالة , بالمناسبة لا أفهم ما معنى وزير بالوكالة , يعني ما مدى صلاحيات هذا الذي بالوكالة .. نعم نعم , نسيت المعنى , فلقد أطل علينا أحد أفراخ المالكي ليقول : يا جماعة الخير , وزير دفاع المالكي ليس شيعيا , بل دليميا , دليميا من صلب عشائر الدليم السنية , ها هو الدليمي السني الشريف يدافع عن المالكي وسياساته !! حسن إذن , سوف نستقصي عن مجموعة الخمس والخمسين التي طالتها القوات الأميركية عند غزوها للعراق حيث تقول اللائحة إن 35 من القائمة هم من الشيعة , كم يعتريني الإشمئزاز من تلك الترنيمة - الشيعة والسنة - لكنها تظل مفروضة على الطرح .. تصور 35 من قيادات صدام من الشيعة , لكن اليوم يطلعون علينا ويمذرون عن الوزير الدليمي المتمسح بأفخاذ المالكي ! .. بشرفكم هل القضية في تمسح دليمي بفخذ المالكي ليُقال : إن السيد الجديد المتنفذ لديه أو يمتلك تلك الرؤية العدلية التي سوف تمسخ التمايز بين فئات المجتمع العراقي , بشرفكم هل مثل هكذا ضخ كفيل بمسخ واقع مُعقد ؟

معذرة : أحيانا يكون التوغل يُضيع جوهر الفكرة , لكن الفكرة هي هي : المتنفذون ومديات تعاملهم مع أي واقع يخص الواقع العراقي , اي واقع : مجتمعي , فني , إقتصادي , إجتماعي , سياسي ,, أي واقع تتعامل معه الزمرة المتنفذة في عراق ما بعد 20003

وسوف تطل الفكرة على خبر يقول إن وزارة الثقافة بقيادة وزير البسطال لم تشارك في تشييع فنان الشعب فؤاد سالم , يا ترى لماذا لم تشارك وزارة الثقافة الموقرة بقيادة وزير البسطال في تشييع فؤاد سالم ؟ الجواب لم يكن واضحا , قد يكون الإنشغال بمعمعة الأنبار أكثر أهمية من تشييع فنان , ففي زمن النهش البشري لأجل التبؤ السلطوي تضمحل الأخلاق إلى حد الـ .. يا ترى هل هؤلاء يديرون دولة أم ضيعة جاموس وثيران , فمن المؤكد إنك لو سألت رئيس الوزراء ووزير ثقافته وبسطاله سوف يسخران منك بالقول : يا عم أي فنان وأي علان , هؤلاء لا يُشكلون خطرا على مصائرنا , الخطر يكمن في إعتصامات الأنبار وليس في تشييع فنان عراقي أنفق حياته على قضية فنية من نوع ما : مسرحية أو غنائية أو نقدية وغيرها ..

وتتساءل مرة أخرى وأخرى : هل بالفعل إن هؤلاء منسلخون إلى هذا الحد ؟. ويأتيك الجواب فاقعا : ماذا تعني بـ منسلخين ؟ عن من تتحدث ؟ هل تعني رئيس الوزراء , هذا الشحص ينتمي لحزب إسلامي إخواني على هيئة شيعي يُقر الشريعة كوسيلة للعيش في خضم الحياة , عليه سوف يكون من الطبيعي أن يتعامل مع قضية فنية بمستوى عقليته الظلامية التي تربى عليها , العقلية التي تزعم إن الترنيم الموسيقي حرام حرام حرام حتى قطع النفس ( ربما تكون العبارة فاتحة عن تناقض إعجاب فيروز بحسن نصر الله ) وبالطبع ليس الغناء والموسيقى فقط إنما جميع صنوف العمل الفني ورؤية العقل الديني الممسوخ له

وإذن لا غرابة أن لا تشارك وزارة ثقافة العراق في تشييع جثمان رمز فني مثل فؤاد سالم مادام الإنحدار الثقافي قد تدنى إلى هذا المستوى .. وطبعا هذا الإنحدار له اسبابه التي ليست محل بحث في هذا الطرح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر