الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألملل .....

ابراهيم البهرزي

2013 / 12 / 30
الادب والفن



يتمشّى أمامي رجل ٌ وامرأة ٌ
شمس ٌ وظِلّة ُ باب ٍ مائلة ٍ
حديقة ٌ تقفز ُ عبر السياج ِ تبلل ُ حذاء المرأة ِ العالي...
يتمشّيان ِ هَوْنا ً, اسبِقهما ,
يسقط ُ المعطف ُ الاسود ُعن كتفي ولا ألتفت ُ
يسقط ُ المطر ُ مُداعبا ً عنقي , أضحك ُ ولا ألتفت ُ
أسمع ُ انفاسهما
أمسح ُ حَبّات العرق التي ضُفرت ْ توّا ً على جبهتي
يتمشّى أمامي رجل ٌ هازيءٌ
وتجلس ُ امرأة ٌ على العشب ِ خالعة ً حذاءها العالي ,
من أهداب ِ الشمس ِ تَنز ُّ الشهوة ُ
يلتفت ُ الرجل ُ الهازي ُ
ويُطلق ُ النار َ علينا ......



طريق ٌ آخر َ , هو نفس الطريق ِ , من الجهة الأخرى للشمس ِ
حملت ُ حقيبة ً مليئة ً بالتقاويم ِ
لأصدقائي الذين َ يجلسون َ على الرصيف ِ دوما ً
ينتظرون َ شَفَراتي َ الحادّة َ , كنت ُ حلّاق رأس السنة المأجور ,
كما تجري العادة َ في تحوّلات العيد ِ والعزاء ِ ,
يصطفّون َ نَسَقا ً على الرصيف ِ
أجزُّ رقابهم واشطف ُ بماء الزهر ِ شَفراتي
واجلس ُ على الرصيف وحيدا ً
افتح ُ حقيبتي وابيع التقاويم َ لحلّاقي رؤوس ٍ آخرين َ
يعبرون َ لأرصفة ٍ أخرى ......



كنت ُ على الشجرة ِ اركب ُ غُصنا ً وأرقبهم
يحملون َ سلال القوت ِ ويمشون َ فرادى
احيانا ً يقرفصون َ على حاشية ِ الطريق
ويعفرون َ التراب َ بسُم ِّ بطونهم
وحيث ُ يشاء ُ رجل ٌ منهم يطرح ُ امرأة ً خلف الاحراش
يهتزّان ِ ويهربان ِ ,
وفي الليالي التي تُطوّف ُ الذئاب ُ حول جذع الشجرة ِ
ارقب ُ بين أنيابها يقيّة َ أطفال ٍ خُدّج ٍ...
يستمر ُّ المسير ُ نهارا ً , سنينا ً اكثر من قدرة الزمان على اللحاق بها
تتكرّر ُ أفعالهم كالعبادات ,
أهبط ُ الشجرة َ والتحق ُ بهم ليصعد َ آخر ٌ منهم على الغصن
ويرقب ُ .....



في العام الاخير من تقاويم حارس الغابة ِ
كان الكل ّ يمتطي غصون َ الاشجار العالية ِ
يرقبون َ رؤوسهم الملقاة على العشب ِ ,
حارس الغابة ِ الهازيء ِ دوما ً
يقتاد ُ قطيعا ً جميلا ً من الذئاب ِ , بيضاء َ بوَبَر ٍ من الضوء ِ
أسنانها اللؤلؤ تنقف ُ الرؤوس َ الوديعة المطمئنّة على العشب ِ...
في العام الأخير من تقاويم حارس الغابة
أطلقت ُ النار ثأرا ً على وجه ٍ هازيء ٍ
ومضيت ُ راعيا ً لقطيع ذئابي
يتمشّى امامي رجل ٌ وامراة ٌ
شمس ٌ وظلّة باب ٍ مائلة ٍ حديقة ٌ تقفز ُ من السياج تبلل ٌ حذاء المرأة العالي
يتمشّيان ِ هَوْنا ً , اسبقهما
يسقط ُ المعطف ُ الاسود ُ
............................. الخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جديد
منير العبيدي ( 2013 / 12 / 30 - 18:41 )
لا يوجد اكثر من مائة يا ابراهيم! متجدد ابدا.. نوع جديد من الصور و تركيبات سريالية

اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى