الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد..!

سنان أحمد حقّي

2013 / 12 / 30
الادب والفن


بغداد..!

( رسالة حبّ)

خطرت وباذخُ عطرها زخّارُ.................... وتأوّهت لجمالها الأقمارُ
هيفاءُ كالغصنِ الرطيب تثنّياً...................وتُحيطُ نورَ بهائها الأزهارُ
ودَّ النسيمُ لوِ انحنى لجلالها....................ولوِ انثنت لسنائها الأسرارُ
وترٌ من الأوتارهاتفُ صوتها....................ونداؤها تهفو لهُ الأشعارُ
شئٌ من الأعجازِ حُسنُ مُرادِها..................ولها حروفٌ كلّهنّ نضارُ
أعتى من الإعصارعندَ هياجها.................وأرقُّ غنجاً لو ذكا النوّارُ
هيهاتَ يُخلقُ في البلاد نظيرها ................ويشمُّ مثل نسيمها السمّارُ
ستّ البلاد وموئلُ الظفرِ الذي....................غنّى له البلغاءُ والأخيارُ
ستّ البلاد تحيّةً من مغرمٍ ..................عركتهُ روحُ الجورِ والأكدارُ
ستّ البلاد وبهجةَ الزمن الجمــــــــــلِ ومنبتَا حارت به الأفكارُ
أمّ العراق سلِمتِ شاهقة الذرى .................والشطّ تخفقُ فوقهُ الأطيارُ
يا مهبطً المجدِ التليدِ وفخرهِ .................لكِ في المعالي صولةٌ وأُوارُ
من شطِّكِ المنساب يُوقدُ في الورى ...........نورٌ تحارُ بحصرِهِ الأفكارُ
يا جنّةً للخُلدِ لازمها المدى.......................تخبو فتعلو والزمانُ يَحارُ
شوقا وقُبلةَ عاشقٍ ومُتيَّمٍ ......................لنراكِ والدنيا بكِ استحضارُ
إنّي لأهفو للنسائمِ كلّما ........................ذكِرت أماسي ليلكِ الأذكارُ
يا دارُ قد أفل الزمانُ وأهلُهُ ...................وزمانُ مجدِكِ خالدٌ يا دارُ
عجزت ديارُ الخلقِ أن تأتي بما .................جادت بهِ ليلا لكِ الأوتارُ
حتّى لأسمعُ صادحا صوتَ الهوى ..........يبكي وينحبُ والهوى إِسفارُ
حزنا بأسحارالربيعِ وبعده ...................... شوقٌ فأمّ الرافدينِ مزارُ
أمّ العباءات التي ببريقها ..........................ألقٌ سراج بهائهن يسارُ
فرصافتاكِ لئن اذنتِ فإنها .....................كرخاكِ لا فرقٌ ولا استئثارٌ
سربٌ من الأطيارِ والأزهارِ أو ...............خُودٌ نفرنَ كما هي الأنوارُ
يا بهجةَ الروضِ الظليلِ ومجلساَ ..................للآنساتِ وحولهنّ بحارُ
بغداد، كلّ أنيسةٍ من آنســـــــــــــاتكِ فتنةٌ جالت بها الأنظارُ
إنّي أحِنُّ إلى لياليكِ التي......................غربت وأعمارُ الأنامِ قصارُ
ماضرّ لو وافيتني في همسةٍ ....................أو قبلةٍ ، إنّي عليكِ أغارُ
بغداد يا حلُما سرى في أضلعي ..........لصبايَ فيكِ على النوى أوطارُ
بغدادُ والألوان والعشقُ الذي ................تزهو بهِ الأسماعُ والأبصارُ
بغدادُ والأنغامُ تصدحُ في الورى.................والفنّ والآدابُ والأشعارُ
ليتَ المودّةَ يرتوي من نبعها ................فردوسُكِ المشهودِ والأشجارُ
كلّ الحواضرِ دون حسنكِ في الندى...........ولُجينُ وجهكِ بينهنّ الغارُ
صوتُ المقامِ وجوقةُ النغمِ التي .............صدحت لها الأنغامُ والأوتارُ
دارُ السّلامِ وموطن العلمِ الذي ................مُلِئت به البلدانُ والأمصارُ
تلكَ الأزقّةُ والشناشيلاتُ في........................أحيائكِ الغرّاءِ والآثارُ
سحرٌ وإعجازٌ توارثَ فنَّهُ .....................أبناؤكِ الأُصلاءُ والأحرارُ
بغدادُ يا نبعَ الحضارةِ والعُلا ............طولَ المدى وعُلاكِ ليس يُضارُ
أعييتِ أرحامَ العصورونبعها....................أن تُنجبا ما لا لهنّ غِرارُ
يا دوحةً الخلفاءِعُليا رُتبةٍ ..................بين الحواضرِ قد حبتكِ ديارُ
الشوقُ يا زوراءُ يغمرُ حُبّنا ..................والوجدُ والولهُ العظيمُ عُقارُ
قالوا يطيبُ بها الأجاذ ُ وكلّما .................. أنبتِّ يا أمَّ البلادِ نُضارُ
عقدُ الجمانِ سلِمتِ مُزهرةَ الرؤى ............ويدُ البناءِ رعتكِ والإعمارُ
دارَ الرشيدِ وذي النواسةِكلما .................زأروا فإن لكِ المدى زآّرُ
قلبي لبغداد التي بدأ اللقا .........................يدنو فأدنو والديارُ قفارُ
بغدادُ حبُّكِ في الفؤادِ محكّمٌ ................ولكِ القلوبُ وغيثها المدرارُ
منذ الصبا وانا إليكِ محدّقٌ ................ بيني وبينكِ في الغرامِ حوارُ
فلأهلكِ النجبا تحيّةُ مخلصٍ .............. ما غيّرت إخلاصها الأخطارُ
إنّي على الولهِ الذي أُشربتُهُ .....................باقٍ وتأسرني بهِ اسوارُ
حيثُ القبابِ وهدأةُ الأعماقِ في .............جُرفيكِ إذ القُ الجلالِ منارُ
الشطُّ فيكِ أرقُّ من ثوبِ الدجى ......... لمّا وضعتِ وسحرُكِ الأشجارُ
الشّرقُ مختصرٌ بغنجِكِ وارفا ............وظلالُ رِمشِكِ في الملا إكبارُ
لابدَّ ناهضةً ففي اقدارنا .....................خُطّت لكِ الأخلاقُ والإيثارُ
لوحٌ عريضٌ سطّرت امجادها .............فيهِ وسطّر فجرها الإصرارُ
إنّي لأبعثُ أحرفي ومودّتي .....................للكاظمَينِ هما لنا الأنوارُ
للأشهبِ البازيّ أبعثُ خالصا ................حبّي فناصرنا همُ الأبرارُ
للدوحةِ الغرّاءِ كلّهمو ومن ...................يسمو بحبّهمو همُ الأنصارُ
خرقوا الظلامَ وجدّدوا الفكرَ الذي ..........بالحقِّ أُنزِلَ فانتهى الأشرارُ
امّ العراقِ محبّةً من والهٍ ....................وجدَ السبيلَ فكانتِ الأسفارُ
لكِ في المعالي وقفةٌ فرسالةٌ ..................يختالُ فيها مجدها ويحارُ
من صُبحكِ القُزحيّ تأتلقُ الرؤى ..........وإلى جبينكِ تشخصُ الأنظارُ
أنتِ الوسامُ على صدورِ ديارنا ..............ليلٌ تمخّضَ عن مداهُ نهارُ
يا واحةَ الأمجادِ نخلُكِ باسقٌ ..................وثراكِ يا امّ الدُّنى معطار

سنان احمد حقّي
30 كانون الأول 2013




























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشكل والمضمون
رائد الحواري ( 2013 / 12 / 30 - 18:09 )
اللغة الرفيعة التي قدمها الكاتب تعد احدى المميزات للنص، اعطاء ـ احيانا ـ صفة الانثى لبغداد جعل المتلقي يتماهى اكثر من النص، بحيث جعله يتوحد مع عاطفة الكاتب الجياشة،هذا على صعيد الشكل.
اما المضمون ففي واقع الخراب والموت والجوع وعدم الامن، نجد بروز فكرة الامل بالخلاص من الواقع المزري والذي يعد حالة من ـ الثورة ـ على الواقع الحالي، وهذا يحسب للكاتب، الذي استطاع بلغة ادبية ان يقدم فكرة طيبة للمتلقي، مما جعله يتقبلها رغم سوء الحال

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل