الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين عدو خبيث وعدو شرس: أم مكلومة في ابنها القاتل وأخرى في ابنها القتيل

هويدا طه

2005 / 6 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


على قناة أوربت نيوز.. هناك برنامج اسمه (كوست تو كوست) أي من الساحل إلى الساحل، تعتمد فكرته على استضافة مقدم البرنامج لشخصيتين.. إحداهما من الساحل الشرقي للولايات المتحدة.. والأخرى من الساحل الغربي، ويبدأ النقاش حول قضية تهم الرأي العام الأمريكي.
حلقة هذا الأسبوع كانت تستضيف من الساحل الشرقي أم أحد الجنود الأمريكيين في العراق.. والتي كانت ناقمة على الحرب وصناعها.. غاضبة من إرسال ابنها وأمثاله إلى القتال.. من أجل أهداف لا تستطيع أن تفهمها.. أو تقتنع بها، ومن الساحل الغربي استضافت الحلقة سيدة أخرى.. تؤيد الحرب.. معتبرة أن أبناء الولايات المتحدة يحاربون في العراق إرهابا.. يمثل خطرا على حضارتهم وعلى البشرية جمعاء!
حمى النقاش.. حتى انقلب عراكا.. الأم الحزينة على ابنها قالت أنه كان يدرس لكي يكون قسيسا.. وأنهم وعدوه عندما أرسلوه إلى العراق أنه لن يقاتل.. وإنما سيمضي خدمته العسكرية في قطاع خدمة القوات المقاتلة، فإذا به يجد نفسه في قلب معركة.. لا يعرف فيها عدوه.. ولا يفهم لماذا يحاربه ولا يدري له مقتلا! وأثير في النقاش كم أن الحكومة الأمريكية تكذب على مواطنيها.. فلا إعلان دقيق لعدد القتلى.. ولا احترام لتعهداتهم للشباب الذي (يجرجرونه) للإلقاء به في آتون حروب.. تفرضها إدارة (الشركات الأمريكية المتحدة) على البشرية.. دون أن يكون للشعوب أمامها حيلة.. لردها أو لخوضها!
على شاطئ أبعد من شاطئي الولايات المتحدة الشرقي والغربي.. شاطئ البحر المتوسط.. هناك بلد آخر.. يتهيأ الصقر الأمريكي هذه الأيام.. أو يهيئ الظروف.. لضربه! فتهديدات بوش المتصاعدة لسوريا تعيد إلى الذاكرة الأيام السوداء.. التي تصاعدت فيها نغمة التهديد الأمريكية بضرب العراق.. حتى وصلت.. يا للغطرسة.. إلى تحديد ساعة الصفر على الهواء مباشرة.. ليسمعها العالم كله.. قبل أن يبدأ سكان بغداد بعدها بسويعات.. بسماع صفارات الإنذار!
وبدلا من أم أمريكية مكلومة.. ستكون هناك آلاف الأمهات الأمريكيات المكلومات في أبنائهن.. القتلة! ومعهن سيكون هناك آلاف الأمهات السوريات المكلومات أيضا.. لكن في أبنائهن.. القتلى! وبين شباب َيقتل وآخر ُيقتل.. تجد نفسك حائرا.. فلا القاتل ولا المقتول يستفيدان من هذا الفعل المشين.. ليس مستفيدا من غنائم حروب يموت فيها المتقاتلون.. إلا هؤلاء الجشعون الذين تتغذى وتنمو ثرواتهم.. بدماء الشباب.. عراقيين كانوا أو أمريكيين أو سوريين.. أو غيرهم!
رسالة الأم الأمريكية الدامعة.. تدلنا على عدو آخر خبيث.. يتخفى وراء عدو شرس! فوراء شراسة القوة العسكرية الأمريكية الباطشة- بأبنائها وأبناء غيرها- هناك العدو الأخبث.. هناك الشركات العابرة للقارات.. النهمة للدماء والنفط والتجارة المعولمة.. هناك الرأسمالية الضارية.. التي تصنع الحروب وتفتك بالبشر.. لتنسال الدماء بين يديها أموالا.. الرأسمالية عدو خبيث.. يحرك العدو الشرس.. الجيوش.. ويسخر منا وهو يرانا مشغولين بشراستها.. نتشاجر كيف نصدها.. هل نذبحها شرعا؟! أم نركع بين يديها؟!.. ألهذا إذن.. قال حكيم صيني قديم:" سأحارب عدوي الخبيث.. وأترك قتال العدو الشرس لأمثالكم.... من الحمقى"؟!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟